![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و عن أبيها : كان رسول الله و كان يجتهِد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها . و تسمُو الهمّة و يتجلّى التوجّه نحوَ التغيير حينما يجتهِد العبدُ ليفوزَ بإدراك ليلة القدر ، فيعمَل و يتحرَّى ، فتسمو النّفس و تعلو الرغائِب للوصول إلى أسمى المراتِب و أعلى المطالِب ؛ توبةٌ و إقلاع و عزمٌ على الإصلاحِ و الإحسان ، و تأمّلوا هذا الحديثَ العظيم و ما فيه من الحثِّ و وقفاتِ المحاسبة : (( رغِم أنفُ رجلٍ دخَل عليه رمضانُ ثم انسلَخَ فلم يُغفر له )) . معاشرَ الأحبَّة ، أَروا الله من أنفسِكم خيرًا ؛ صيامُ نهارٍ و قيامُ ليلٍ و اعتكاف و قراءةُ قرآن و ذِكرٌ و صدَقات و دُعاء و محاسبة و مراجعة و ندمٌ و توبَة و عزمٌ على فعلِ الخيرات ، (( يا باغيَ الخير أقبِل ، و يا باغيَ الشرّ أقصِر )) . و بعد : أيّها الصائمون ، فلِحكمةٍ عظيمة جاءت آيةُ الدعاء في ثنايا آياتِ الصيام : فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، و لحكمةٍ عظيمة و سِرّ بليغ خُتِمت آيات الصّيام بهذه الآية الواعظة : [البقرة:187]. بارَك الله لي و لَكم في القرآنِ العظيم ، و نفعَنى وإيّاكم بما فيه من الآياتِ و الذكر الحكيم ، أقول قولي هذا ، و أستغفِر الله تعالى لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب و خطيئةٍ ، فاستغفروه و توبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله، أرشَدَ النفوس إلى هُداها، وحذَّرها من رداها، [الشمس:9، 10]، أحمده سبحانه و أشكره على نِعمٍ لا تُحصَى و آلاء لا تتناهَى ، و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له رضينا به ربًّا و إلهًا ، و أشهد أنّ سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله أعلى الخلقِ منزلة و أعظمُهم عند الله جاهًا ، صلى الله و سلّم و بارك عليه و على آله و أصحابه ما طلعت شمس بضحاها ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين ، و سلّم تسليمًا كثيرًا . أمّــــا بعـــد : أيّها المسلمون ، و الحديثُ عن الشهادةِ الرمضانية و فُرصِ التغيير و الإصلاح ، فإنّ شهرَ رمضان موسِم عظيمٌ من مواسم الخير و زمَنٌ شريف من أزمِنَة النفحات ، يغتَنِمه الأتقياء الصالحون للاستزَادَة من صالح العمل ، و يُلقي بظلِّه الظليل على العصاةِ الغافلين و المقصّرين فيتذكّرون و يندَمون و يتوبون ، فالسعيدُ السعيد من كان شهرُه مجدِّدًا للعزم و الطاعةِ و حافزًا للتمسّك بحبل الله و فرصةً للتزوّد بزاد التقوى ، حاديه في ذلك و سائقُه همّةٌ عالية و نفسٌ أبيّة لا ترضى بالدّون من العزمِ و العمَل ، يقول ابن القيم يرحمه الله : " إذا طلع غَيمُ الهمّة في ليل البَطالة و أردَفه نور العزيمةِ أشرقت أرضُ القلب بنور ربها " . على أنّه ينبغي ـ أيّها المسلمون ـ لذوي الهِمَم العالية و طلاّب الكمالاتِ أن يعرفوا الطبيعةَ البشرية و الضَعفَ الإنساني ، يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا [النساء:27، 28]، و في مثل هذا يقول بعض أهلِ العلم و الحكمة : إنّ مِنَ الخطأ والخَطَل أن ينزعَ الرجل إلى خصلَةٍ شريفةٍ من الخير ، حتى إذا شعَر بالعجز عن بلوغِ غايتِها انصرَف عنها و التحَق بالطائفة الكسولةِ التي ليس لها همّة في هذه الخَصلة و لا نصيبٌ ، و لكن الطريقَ الصحيح و نهجَ الحكمة و منهجَ السعادة أن يذهبَ في همته إلى الغاياتِ البعيدة ثم يسعَى لها سعيَها و لا يقِف دونَ النهاية إلا حيث ينفَد جهده و يستفرِغ وسعَه . ألا فاتقوا الله يرحِمكم الله ، و اعلموا أنّ إدراكَ هذا الشهر و الإحسان فيه نعمةٌ عظيمة و فضلٌ من الله كبير ، لا يحظى به و لا يوفَّق إلا مَن منَّ الله عليه بجودِه و إحسانه و فتَحَ عليه أبوابَ الخيرات ، فتنافسوا ـ رحمكم الله ـ في الطاعاتِ ، و ازدادوا من الصالحات ، و جِدّوا و تحرَّوا ليلةَ القدر ، و تعرَّضوا لنفحاتِ ربِّكم . تقبّل الله منا و منكم الصيامَ و القيام و سائرَ الطاعات ، إنه سميع مجيب . هذا و صلّوا و سلّموا على رسول الله الرّحمةِ المهداة و النّعمة المسداة محمّدِ بن عبد الله صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر . كما أمركم بذلك العلى الأعلى بأمر بدأ فيه بنفسه جل و علا و ثنى بملائكته عليهم السلام ثم أمركم به فيقول سبحانه و تعالى { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [ الأحزاب : 56 ] و قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم (( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً )) . اللّهمّ صلّ و سلِّم و زِد و بارك على عبدك و رسولك محمّد و على آله و أزواجِه و ذرّيته و صحابتِه و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين . و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشرك و المشركين ، و أخذل الطغاةَ و الملاحِدة و المفسدين ... ثم باقى الدعاء الذى ترغبون به و الله سميع مجيب الدعوات اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت بعون الله و توفيقه |
![]() |
|
|
![]() |