![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() أخى المسلم ثانياً :- أخى المسلم أعلم أن الحميد هو المحمود المثنى عليه بما أثنى على نفسه و ذلك بمعنى الجلال و الجمال و الكمال و أن الحمد هو حقيقة البقاء و سر الدار الدائمة و ذلك أنه حمد ذاته لذاته و أمر عرشه أن يحمده بحمده فحمده و أمر كرسيه أن يحمده فحمده بالنسبة لما فيه من عدد الموجودات و أمر القلم أن يحمده فحمده بالنسبة لما فيه من عدد رحمته و أمر السماوات و الجنة و النار أن يحمدوه فحمدوه فالحميد هو الذى يستحق الحمد أزلاً و أبداً و يستوجب الثناء الحسن الجميل من جميع المكلفين مع إستغنائه عنهم و عن عبادتهم و حمدهم له و ثنائهم عليه و لقد علمنا جل شأنه كيف نحمده فأنزل فاتحة الكتاب ليكون حمدنا له صادرا منه و عائدا إليه و الحميد صفة ثابته لله تعالى و هى راجعة إلى معنى كلامه طوراً فتارة يكون حمده لنفسه و ثناؤه على ذاته لإستحقاقه ذلك إذ هو أهل الثناء و الحمد الخالص لتقدس ذاته و صفاته و أفعاله من النقائص و تارة يكون حمده راجعاً إلى من جعله أهلا للحمد من خلقه لقيامهم بواجب حمده و هذا الحمد مندرج فى طى حمده لنفسه إذ أن الحمد الذى حمدهم عليه هو من صنعه و أما رجوع هذه الصفة لذاته فهو أن يكون حميد بمعنى محمود إذ لا يحمد الله ،و لا يحمد الله من عباده إلا قوم خاصة فالممقوت بمعزل عن حمد الله له و عن حمده له و سيحمده على رغم أنفه عند القيام من لحده قال الحليمى هو المستحق لإن يحمد لأنه جل ثناؤه بدأ فأوجد ثم جمع بين النعمتين الجليلتين الحياة و العقل و والى بعد مدحه ، و تابع آلاءه و مننه حتى فاتت العد و إن استفرغ فيها الجهد فمن ذا الذى يستحق الحمد سواه بل له الحمد كله لا لغيره كما أن المن منه لا من غيره قال الخطابى هو المحمود الذى أستحق الحمد بفعاله و هو فعيل بمعنى مفعول و هو الذى يحمد فى السراء و الضراء و فى الشدة و فى الرخاء لأنه حكيم لا يجرى فى أفعاله الغلط و لا يعترضه الخطأ فهو محمود على كل حال قال ابن القيم هو الذى له من الصفات و أسباب الحمد ما يقتضى أن يكون محموداَ و أن لم يحمده غيره فهو حميد فى نفسه و المحمود من تعلق به حمد الحامدين و هكذا المجيد و الممجد ، و الكبير و المكبر ، و العظيم و المعظم و الحمد و المجد إليهما يرجع الكمال كله فان الحمد يستلزم الثناء و المحبه للمحمود فمن أحببته و لم تثن عليه ، لم تكن حامداً له و كذا من أثنيت عليه لغرض ما ، و لم تحبه لم تكن حامداً له حتى تكون مثنياً عليه محباً له و هذا الثناء و الحب تبع للأسباب المقتضية له و هو ما عليه المحمود من صفات الكمال و نعوت الجلال و الإحسان إلى الغير فأن هذه هى أسباب المحبة و كلما كانت هذه الصفات أجمع و أكمل كان الحمد و الحب أتم و أعظم و الله سبحانه له الكمال المطلق الذى لا نقص فيه بوجه ما ، و الإحسان كله له و منه فهو أحق بكل حمد و بكل حب من كل جهة فهو أهل أن يحب لذاته و لصفاته و لأفعاله و لأسمائه و لأحسانه و لكل ما صدر منه سبحانه و تعالى أخى المسلم و الرب سبحانه حمده قد ملأ السموات و الأرض و مابينهما و ما بعد ذلك فملأ العالم العلوى و السفلى و الدنيا و الآخرة و وسع حمده ما وسع علمه فله الحمد التام على جميع خلقه و لا حكم إلا بحمده و لا قامت السماوات و الأرض إلا بحمده و لا دخل أهل الجنه الجنه إلا بحمده و لا دخل أهل النار إلا بحمده قال ربنا سبحانه و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الفاتحة2 { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } الكهف1 { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ } الأنعام1 { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } سبأ1 { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } الروم17 { وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } الروم18 صدق الله العظيم لقد حمد الله نفسه على ربوبيته الشامله و حمد نفسه على إنزال كتبه و حمد نفسه على خلق السموات و الأرض و حمد نفسه على كمال ملكه فحمده ملأ الزمان و المكان و الأعيان و عم الأقوال كلها و كل ذلك ما بينته الآيات السابقة و كيف لا يحمد على خلقه كله { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ } السجدة 7 { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } النمل88 و على أمره و كله حكمة و رحمة و عدل و مصلحة و على نهيه و كل ما نهى عنه شر كله و له الملك كله و بيده الخير كله و إليه يرجع الأمر كله و المقصود أنه كلما كان الفاعل أعظم حكمه كان أعظم حمدا و إذا عدم الحكمة و لم يقصدها بفعله و أمره عدم الحمد أخى المسلم ---------- أن الله تعالى له الحمد على نعمه الظاهرة و الباطنة و الدينية و الدنيوية و صرف عن عبادة النقم و المكاره و يحمد على ماله من الأسماء الحسنى و الصفات الكامله العليا و المدائح و المحامد و النعوت الجليلة الجميلة فله سبحانه كل صفة كمال و له من تلك الصفة أكملها و أعظمها فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد و الثناء فله الحمد لذاته و له الحمد لصفاته و له الحمد لأفعاله و له الحمد على خلقه و له الحمد على شرعه و له الحمد على أحكامه القدريه و له الحمد فى الآخرة و الأولى و ما يحمد عليه لا تحيط به الأفكار و لا تحصيه الأقلام أخى المسلم إن المؤمن إذا أيقن أن ربه عظيم المن وافر النعم واسع الفضل و الكرم رأى ان كل ما يأتيه من لدنه جميل و إن ما يصيبه من ضر فهو تزكية و تطهير فلا يسعه إلا أن يشكره فى جميع الأحوال على كل حال فما من محنة إلا و فى باطنها منحة عرفها من عرفها و جهلها من جهلها و إذا قوى إيمان العبد و أكتملت شعبه لم ير فيما ينزله الله به محنة على الأطلاق ثقه بأن الخير منه و إليه و أن الشر ليس إليه فاستوى فى أفعاله الإعطاء و المنع فان منع عبده شيئا فى الدنيا ، عوضه عنه فى الجنة أضعافا مضاعفة فهو المعطى دائما فكيف لا يحمده من عرف ذلك و أيقن به و نختتم هذا الشرح البسيط بتلك الآية قال تعالى { قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } هود73 فقد تعجبت ساره من الإنجاب و هى عاقر عجوز و بعلها شيخ كبير فتعجبت الملائكة من تعجبها و روحوا عنها بهذا القول فذكروها بهذين الأسمين العظييمين فهو الحميد الذى يحمده عباده على تحقيق المعجزات و إجابة الدعوات و إسداء الهبات لمن شاء من عباده دون أن تعوقها الأسباب و هو الذى يحمدهم أن حمدوه حمدا أعظم من حمدهم إياه و لذكر الله اكبر و هو المجيد الذى تناهت عظمته و عظم شأنه و عز من انتسب إليه و تعلق قلبه به فلك الحمد يا ربنا على ما أنعمت به و أوليت و لك الثناء الحسن الجميل فجُد علينا بالعفو و العافية و أهدنا إلى سواء السبيل و صدق رسوله الكريم صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم |
|
|
![]() |