![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() الخطبة الثانيه أحمده سبحانه على عظيم الإحسان ، و أشهد أن لا إله إلا الله عظيم الشأن ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، بعثه الله إلى الإنس و الجان ، اللهم صل و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد ، و على آله و صحبه أولو الفضل و الإيمان . و بَعــــدُ : فيا أيّها النَّاس ، إنَّ القصصَ القرآنيَّ لم يكن يومًا ما حديثًا يُفتَرَى و لا فُتونًا يتردَّد ، و إنما هو عَرضٌ لوقائِعَ موصِلةٍ إلى غاياتٍ عظمَى يمكن إدراكُها بالتفكُّر و التأمّل و العِظة ، كما قالَ تعالى : { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [ الأعراف: 176] . و إنّه ليمكن لنا أن نجمِل بإيجاز بعضَ تلكم الغايات العظيمة ، و منها الاستدلالُ بالقصص على وحدانيّة الله تعالى كما في قصَصِ إبراهيم و نوح و موسَى و عيسى و غيرِهم من الأنبياء و الرسلِ عليهم الصلاة و السلام . و من ذلكم أيضًا تثبيتُ الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و المؤمنين على الدِّين الذي يدعونَ إليه في خضَمِّ ما يلاقونَه من أعدائهم من شِدّةٍ و عناد و صدٍّ عن سبيل الله و استهزاءٍ به و بشِرعتِه و ثوابته ؛ كما قال تعالى : { وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [ هود:120 ] ، و كَمَا قَالَ تَعالى : { وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } [ الأنبياء:41 ] . و لَيس أَنبَل و لا أسلَى من قصّةٍ تثبِّت فؤاد داعيةٍ إلى الله جلّ و علا على بَصيرة ، و تكون عِظَة و ذكرَى للمؤمنين المستضعفين ، تبعَث في نفوسهم الأملَ و اليقين بأنَّ الله غالبٌ على الأمر ، و أنّ الفرجَ يعقب الشدَّةَ ، و أنَّ مع العسر يسرًا ، { حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ * لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ } [ يوسف:110، 111 ] . و مِن ذلكم ـ عبادَ الله ـ أنَّ القصص القرآنيَّ و ما فيهِ مِن دقَّةٍ و إتقان لهو البرهانُ القاطع على صِدق رسالةِ محمّد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و صِدق ما جاء به ، و أنّه أتى بالدِّين الكامل الذي لا نقصَ فيه بوجهٍ من الوجوه ، لا سيَّما و قد كانَ النبيّ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أمّيًّا لا يقرأ و لا يكتب ، و قد قال الله جلَّ و علا : { ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } [ آل عِمران:44 ] ، و يَقول أيضًا سبحانه جل من قائل : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ } [ يوسف:3 ] . و مِن ذَلكم ـ عبادَ الله ـ العِظةُ و الاعتِبار بالأمم السابِقة و مواقِفِهم مع دِينِ الله و أنبيائِه و رُسُله ، { فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } [ النمل:51-53 ] . هذا وَ صَلّوا ـ رَحمكم الله ـ على خَيرِ البريّة و أزكَى البَشريّة محَمّد بن عبدِ الله صَاحِبِ الحوضِ و الشّفاعة ، فقد أمركم الله بأمر بدَأ فيه بنفسِه ، و ثَنَّى بملائكتِه المسبِّحةِ بقدسِه ، و أيّه بكم أيّها المؤمنون ، فقال جلّ و عَلاَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ الأحزاب:56 ] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ، و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ، و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ، و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين... و تفضلوا بزيارة موقعنا فبه الخطب السابقة و به من خير الله الكثير اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ، و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ، و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ، و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين...
أنتهت |
|
|
![]() |