![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() فسبحان من أقام من شواهد البينات على عظمته و قدرته ! فانقادت له العقول معترفة به و مسلمة له ، فبان لها أن فاطر النملة هو فاطر النخلة . إخوة الإيمان ، و ثمة أمر يغفل عنه كثير من المسافرين و هم في غمرة الاستعداد و التأهب لخوض غمار السفر و متاعبه ، إنه التأهب و الاستعداد للسفر للدار الآخرة ، ذلكم السفر الذي ينساه كثير من الخلق ، و يغفل عنه فئام ممن طال عليهم الأمد فقست قلوبهم . إنه السفر الذي سوف يخوضه كل واحد منا وحيداً فريداً ، ليس له من الزاد إلا ماقدمه من عمل صالح في هذه الحياة الدنيا . فحري بكل من حزم حقيبته لسفر من أسفار الدنيا أن يتذكر يوم سفره إلى الآخرة ، يوم قدومه على ربه و مولاه ، لا يحمل معه إلا صالح عمله ، و تقواه لربه . فأعدوا العدة لذلكم رحمكم الله و تزودوا فإن خير الزاد التقوى ، و اتقوا الله يا أولي الألباب . بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم . قد قلت ما قلت إن صوابا فمن الله ، و إن خطأ فمن نفسي و الشيطان و أستغفروا الله إن الله غفور رحيم . الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و امتنانه ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة من عصيانه ، و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله الداعي إلى رضوانه ، صلوات ربي و سلامه عليه و على آله و صحبه و إخوانه . أمّــا بــعــد : فاتقوا الله معاشر المسلمين ، و اعلموا أن الإسلام قد عُنِيَ بالسفر عناية فائقة ؛ فجعل له أحكاما تخصه من سنن و آداب و واجبات ، و محرمات و مكروهات ينبغي ألا يغفل عنها كل مسافر . كما يؤكد على إحياء السنن المندثرة عند السفر ، من ذكر الوداع بقوله لمن يودعهم : أستودعكم الله الذي لا تضيع و دائعه ، و كذا دعاء الركوب على الدابة ، و التكبير على كل شرف و التسبيح إذا هبط واديا، و ذكر إقبال الليل أثناء السفر بأن يقول : (( يا أرض ربي و ربك الله ، أعوذ بالله من شرك ، و من شر ما فيك ، و شر ما خلق فيك ، و شر ما يدب عليك ، و أعوذ بالله من أسد و أسود ، و من الحية و العقرب ، و من ساكن البلد ، و من والد و ما ولد )) . و أن يقول إذا نزل منزلا : (( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )) ، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك إن شاء الله . و قد قال القرطبي ـ رحمه الله ـ: هذا خبر صحيح علمنا صدقه دليلا و تجربة ، منذ سمعته عملت به ، فلم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغتني عقرب ليلة فتفكرت فإذا بي نسيته . كما يستحب للمسافر ـ عباد الله ـ ، إذا بدا له الفجر و هو في السفر أن يقول ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال حينما بدا له الفجر : (( سمع سامع بحمد الله و حسن بلائه علينا ، ربنا صاحبنا و أفضل علينا ، عائذا بالله من النار )) [رواه مسلم] . و غير ذلك من السنن كثير و كثير يطول المقام بذكره ، غير أنا نوجه بأن وصايا النبي صلى الله عليه و سلم بآداب السفر من ذكر و تكبير و تسبيح كأنه يعني بالتعريض أن القافلة المسافرة كلها في صلاة ، و ما هي إلا صور تجعل من تمجيد الله شغل قافلة السفر ، و من ذكره و الثناء عليه ، السمو الذي تطمئن به قلوب ذاكريه ، و من ثم يشعر المسافر ، باختصار السفر و سهولته فينجو من و عثائه و من كآبته . هذا و صلّوا و سلّموا على رسولِ الله نبيِّكم الحبيب المصطفى محمّدٍ بن عبدالله رسول الله المُجتبى ، فقد أمركم بذلك ربّكم جل و علا ، فقال عز من قائلا عليما سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِكْ على عبدك و رسولك نبيّنا و سيّدنا محمّدٍ ، صاحبِ الوجه الأنوَر و الجبين الأزهر و الخلُق الأكمل ، و على آل بيتِه الطيّبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمهاتنا أمّهات المؤمنين ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين و الأئمّة المهديّين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ، و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنّا معهم بعفوِك و جودك يا أكرم الأكرمين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين ... ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم أنتهت
|
![]() |
|
|
![]() |