![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() و بعد : عبادَ الله ، فأعظَمُ الكرامة لزومُ الاستقامة ، و الاستقامةُ دليلُ اليقين و طريقُ المخلصين و حُسن الظنِّ بربِّ العالمين . أعوذ بالله منَ الشَّيطان الرَّجيم ، { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأحقاف: 13، 14] . بارك الله لي و لكم و نفعني الله و إيّاكم بالقرآن العظيم و بهديِ محمّدٍ صلى الله عليه و سلم ، و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كلّ ذنبٍ و خطيئةٍ ، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم . الحمد لله يجزي المتصدِّقين ، و يخلِف على المتّقين ، و يحبّ المحسِنين ، و لا يضيعُ أجرَ المؤمنين ، أحمده سبحانه على فضلِه العظيمِ و إنعامِه المستدِيم ، و أشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له الجوادُ الكريم ربّ العرش العظيم ، و أشهد أنَّ سيِّدنا و نبيَّنا محمَّدًا عبد الله و رسوله خاتم النبيِّين و سيِّد المرسلين ، صلّى الله و سلَّم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه أجمعين ، و التابعين و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، و سلَّم تسليمًا كثيرا . أمّــا بــعــد : فالاستقامةُ ـ رعاكم الله ـ الوفاءُ بالعهود و مفارقةُ المعهود و القيامُ بين يدَي الله على حقيقة الصّدق و ملازمةُ حدِّ التوسّط في كلِّ أمور الدين و الدنيا، و لقد قال الله عزّ و جلّ مخاطبًا بني إسرائيل : { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى * كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى } [طه: 80، 81] . و قال حذيفةُ بن اليمان رضي الله عنه : ( يا معشرَ القُرّاء ، استقيموا ، فقد سُبِقتم سبقًا بعيدا ، فإن أخذتم يمينًا و شمالاً لقد ضَللتم ضلالا بعيدًا ) . و يوضِّح الإمام ابن القيم رحمه الله الارتباطَ الوثيقَ بين الاستقامة و لزومِ السنّة و الاعتصامِ بالهُدى، فيقول رحمه الله : " إنَّ الشيطان يختَبر قلبَ العبدِ ، فإن رأى فيه دَاعِيةً للبدعة و إِعراضًا عن كمالِ الانقياد للسّنّةِ أخرجه عنِ الاعتصام بها ، و إن رأَى فيه حرصًا على السنة و شدّةَ طلبٍ لها أمرَه بالاجتهاد و الجَور على النفس و مجاوزة حدّ الاقتصاد " . ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، فكلُّ الخير و الحقّ و العدل و الرّحمة بلزوم نهجِ الاستقامة ، فاجتهادٌ في اقتصاد و إخلاصٌ مقرون بالاتّباع ، و قد قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم : ( اقتصادٌ في سبيلٍ و سُنّة خيرٌ من اجتهادٍ في خِلاف سبيلٍ وسنّة ) ، و مِن دعاء الحسنِ رحمه الله : " اللّهمّ أنت ربُّنا ، فارزقنا الاستقامة ". هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل فقال جلّ مِن قائل سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب:56] . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين . و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه : ( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) . فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ، و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك . اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ... ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم . أنتهت |
![]() |
|
|
![]() |