صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-16-2020, 04:10 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,804
افتراضي درس اليوم 24

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
طول القرع يفتح الأبواب

رمضانُ شهر الصوم والصبر، منبع لكثير من الدروس والعِبر للمتأمِّلين.
نشهد فيه يومًا بعد آخَرَ تغييرًا لكثير ممَّا أَلِفْنا واعتدنا، تغييرًا يؤثِّر
على أجسادنا وأرواحنا أفرادًا ومجتمعاتٍ.

في مدرسة الجوع تربية وترقيق للنفس، وتلطيف متدرِّج للمشاعر،
ودواء للكبر.
ويحلو العيش في أحضان المصاحف كما لم يَحْلُ من قبلُ.

أما مكابدة القيام وسماع القرآن في ركَعات معدودات،
فله أثر في النفوس عجيب بنوره، وتخلُّله في أعماق القلوب.

لعل بعضنا يتساءل عن هذا التغيُّر والتحوُّل، ما سِرُّه؟
إن لها أسرارًا كثيرة تتلخَّص في التهيئة والتوفيق الإلهيِّ.
فمردة الشياطين محبوسة في هذا الشهر خاصة،
والممارسة المجتمعية المشهودة دافع ومحفِّز للجميع.
لكن هنالك أمر يعرفه البعض، وقد يخفى على الآخرين.
إنه طول المكث على أبواب القلوب، ومداومة القرع عليها.
إن مثل أنفسنا كأبواب ثقلت مصاريعها، وصدئت وجفت مفاصلها،
وغفل بوّابها.

فيأتي رمضان بالصوم والصلاة والذكر وسماع القرآن والطاعات والدعاء؛
ليجد هذه الأبواب التي اعتادت أن توصد طويلاً، فيقرعها أو تقرعها
كل هذه الطاعات، كلٌّ من جهة وجانب.

تقرع الأبواب الثقيلة المغبرة، وما من مجيب، يعلو صوت القارع
، ويصرخ، وتكلُّ يمينه وشماله، ولا سامع ولا مجيب!
يعود القرع ليلة بعد أختها، يعود بعد تلاوة حزب بعد حزب
بعد حزب، ولا حس ولا أثر.

ويعود القرع بلا كلل ولا ملل، ويتفكّك قليل من الصدأ، ويتساقط على الأرض،
ويتصاعد بعض الغبار المتراكم، ولكن الأبواب لم تزل صمَّاء موصدة،
يا للعجب! أهذه أبواب أم طباق قبور مهجورة؟!

لا ييئس الطارق من القرع، ويعود ليلة بعد ليلة، ويطيل قرعه ومكثه عند
الأبواب وشده لمقبضها، ويتفكك المزيد من صدأ المفاصل،
ويتساقط عنها الغبار.

ويكاد اليأس يُضعفُ القارع، ولكن فجأة، وبلا مقدِّمات يتحرّك باب من هذه
الأبواب، وتسمع له صريرًا مخيفًا، فيهبُّ القارع إليه، ويجذبه إليه بقوة،
فيفتح قليلاً، ويتسلل النور إلى ما خلف الأبواب، ويدخلها بعد ظلمة طال
زمنها، ويدخل مع النور هواء نقيّ، ويجذب القارع الباب؛ ولكنه
لا يفتح أكثر من هذا المقدار.

يعود القرع بعد ساعات، ويواصل القارع شدَّه للباب وجذبه ليفتحه؛
ولكن الباب عنيد لا يستجيب، ولا يكفي ما فتح من الباب للدخول.

يعود القرع في الليلة القادمة، وتقرع الأبواب قرعًا فيه إلحاح ولهفة وشوق،
فيفتح الباب على مصراعيه، وتنهمر دموع الفرح، ويعود للنفوس الفرح
بالله، والأنس بكتابه، والتلذذ بقربه.

تعلّم من رمضان أن طول المكث عند أبواب النفس، ومداومة قرعها
بالطاعات المختلفة والدعاء والذكر وسماع الآي وتلاوتها مع التدبر - باب
عظيم من أبواب التوكل، به تَلِين الأنفس، وتصبح طيِّعة مطيعة، ويستقيم
حالها، وتسعد في العاجلة والآجلة.

هذا درس مبارك من رمضان، شهدناه بأنفسنا، وتعلّمناه، وقطفنا بعض
ثماره، وذقنا حلاوتها؛ فحريٌّ بنا الإفادة منه في رمضان،
وسؤال الله استدامة بركته بعد رمضان.
والله ربنا ومولانا في كل حال وحين، وهو نعم المولى ونعم النصير.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات