صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-24-2018, 12:40 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :الدِّينُ النَّصِيحة

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله –
خطبة الجمعة بعنوان:
الدِّينُ النَّصِيحة ،

والتي تحدَّث فيها عن النَّصِيحة وأنَّها مِن أعظمِ أمورِ الدين، مِن خلال
تسليطِ الضَّوء على حديثِ:
) الدِّين النَّصِيحة )،
مُبيِّنًا ما تضمَّنه الحديثُ الشريفُ مِن الفوائِد والأحكام.

الخطبة الأولى
الحمدُ لله، الحمدُ لله ذي العِزِّ والكرَم، بارِئ النَّسَم، واسِعِ الفضلِ والنِّعَم،
أحمدُ ربي وأشكرُه على آلائِه التي نعلَم والتي لا نعلَم، وأشهدُ أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعزُّ الأكرَم، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا وسيِّدَنا
مُحمدًا عبدُه ورسولُه الذي آتاه الله جوامِعَ الكلِم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك
على عبدِك ورسولِك مُحمدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِه الذين هُدُوا إلى الصراطِ الأقوَم.
أما بعد:
فاتَّقُوا الله - جلَّ وعلا - بالتقرُّبِ إليه بالأعمالِ الصالِحات،
ومُجانبَة المُحرَّمات؛ فما فازَ إلا المُتَّقُون،
وما خابَ وخسِرَ إلا المُتَّبِعُون للأهواءِ والمُفرِّطُون.
أيها المُسلِمون:
حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وأيقِظُوا القلوبَ مِن غفلَتها، وكُفُّوا
النُّفوسَ عن مُحرَّمات لذائِذِها، وبادِرُوا بالتوبةِ قبلَ حُلُول الأجل،
وانقِطاع الأمل، وتعذُّر العمل. فأنتم ترَون سُرعةَ انقِضاء الأعوام، وتصرُّم الأيام،
وما بعد الحياة إلا الممات، وما بعد الموت إلا دارُ النَّعيم أو دارُ العذابِ الأليم.
وكما تعملُون للدُّنيا الفانِية، فاعمَلُوا للآخرة الباقِية، قال تعالى:
{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى }
[الأعلى: 16، 17].
أيها المُسلمون:
أقبِلُوا على كتابِ ربِّكم؛ ففيه عِزُّكم وسعادتُكم، وصلاحُ أحوالِكم، وفيه
فوزُكم بعد موتِكم، وبه عِصمتُكم ونجاتُكم مِن الفِتَن التي تتكاثَر كلما
قرُبَت القِيامة، وتَشتَبِهُ في أول وُرودِها، وتَستَبِينُ في آخر أمُورِها،
فلا ينجُو مِنها إلا مَن اعتصَمَ بالقُرآن والسنَّة ولُزوم الجماعة.
فتدبَّرُوا كتابَ الله - عزَّ وجل -، واعمَلُوا به، واحفَظُوا مِن سُنَّة رسولِ الله
- صلى الله عليه وسلم - ما يقومُ به الدين، وتصِحُّ به العقيدة،
وتكمُلُ به العِبادة، لاسيَّما الأحاديثُ الجامعةُ لأحكام الإسلام،
المُشتمِلة على الفضائِل، واعرِفُوا معانِيها للتمسُّك بها والعمل.
فهذا منهَجُ السَّلَف الصالِح الذين قال الله تعالى فيهم:
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَار
ُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
[التوبة: 100].
وأُورِدُ في هذا المقام حديثًا مِن جوامِعِ الكَلِم يجبُ العملُ به على كلِّ مُسلمٍ
ومُسلمةٍ في كل الأحوال، ويلزَمُ التمسُّك به مِن الرِّجال والنساء ما دامَت
الأرواحُ في الأجساد، وهو قولُه - صلى الله عليه وسلم -:
( الدِّينُ النَّصِيحةُ، الدِّينُ النَّصِيحةُ، الدِّينُ النَّصِيحةُ )،
قُلنا: لمَن يا رسولَ الله؟ قال:
( لله ولكِتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمةِ المُسلمين وعامَّتِهم )؛
رواه مسلم مِن حديثِ تميمٍ الدَّاري - رضي الله عنه -.
وقد رواه غيرُ مُسلم كثيرٌ مِن المُحدِّثين، وهو حديثٌ ذُو شأنٍ عظيمٍ.
قال الإمامُ أبو داود: الفقهُ يدُورُ على خمسَةِ أحاديث:
( الحَلالُ بَيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ )،
وحديث:
( لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ )،
وحديث:
( إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّات)،
وحديث: ( الدِّينُ النَّصِيحةُ )،
وحديث:
( ما نَهَيتُكُم عنه فاجتَنِبُوه، وما أمرتُكُم به فأْتُوا مِنه ما استَطعتُم ) .
وقال الحافظُ أبو نُعيمٍ:
هذا حديثٌ له شأنٌ، ذكَرَ مُسلمُ بن أسلَم الطُّوسيُّ أنَّ حديثَ:
( الدِّينُ النَّصِيحةُ )
أحدُ أرباعِ الدِّين .
ومِن الأدلَّة على أنَّ هذا الحديثَ واجِبٌ على كلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ في كلِّ
حالٍ دائمًا: أنَّ الله تعالى أسقَطَ بعضَ العِبادات عن بعضِ المُكلَّفين للعُذر،
ولبعضِ الأسبابِ، ولم يُسقِطِ النُّصحَ بأيِّ عُذرٍ، وبأيِّ حالٍ، قال الله تعالى:
{ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا
يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[التوبة: 91].
فبيَّن الله أنَّه لا عُذرَ لمُسلمٍ بالتخلِّي عن النَّصِيحة طَرفةَ عينٍ.
ولم يسأَل الصحابةُ عن معنَى النَّصيحة؛ لعِلمِهم بما تدلُّ عليه مِن معانِي
الدين الواسِعة، بالمُطابقَة والتضمُّن والالتِزام، فهي تشمَلُ مراتِبَ
الإسلام والإيمان والإحسان، وإنَّما سألُوا: لمَن تكونُ، ومَن هم المُستحِقُّون لها؟
وأصلُ معنَى النُّصح: تخلِيصُ الشَّيء مِن الشَّوائِبِ والأخلاطِ والدواخِلِ
والمُكدِّرات. يُقال: نصَحَ العسلَ إذا خلَّصَه ونقَّاه مِن الشَّمع.
ومعنَى النَّصيحة لله تعالى: محبَّتُه والتذلُّل والخُضُوعُ له - سبحانه -،
والاستِسلامُ والانقِيادُ لشَرعِه طلبًا لرِضوانِه وثوابِه،
وخوفًا مِن غضَبِه وعِقابِه، قال - سبحانه -:
{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }
[السجدة: 15، 16]،
وقال تعالى:
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ }
[البقرة: 165].
وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
( أحِبُّوا اللهَ مِن كلِّ قُلوبِكم؛ لما يَغذُوكم بِه مِن النِّعَم ).
وأعظمُ النَّصِيحة لله - عزَّ وجل -: عِبادتُه - سبحانه - وحدَه لا شريكَ له،
بإخلاصٍ وسُنَّةٍ ومُتابعَةٍ لهَديِ مُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وتخصِيصُ الربِّ بأنواعِ العِباداتِ كلِّها بالدُّعاء، والاستِعانة، والاستِغاثة، والتوكُّل،
قال الله تعالى:
{ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا }
[الجن: 20].
والربُّ - جلَّ وعلا - يُعبَدُ لِما له مِن صِفاتِ الكمال والجلال، ولتقدُّسِه
وتنزُّهِه عن صِفاتِ النَّقصِ، ولِما له على خلقِه مِن النِّعَم، ولافتِقارِ
العِبادِ إلى رحمتِه. فالعِبادةُ سببٌ لخَيراتِه، وسببٌ لدَفعِ الشُّرورِ عن الإنسانِ في حياتِه،
وبعد مماتِه.
والنَّصِيحةُ لله - تبارك وتعالى - أيضًا بإثباتِ ما أثبَتَه الله لنفسِه في
كتابِه، وأثبَتَه له رسولُه - صلى الله عليه وسلم - مِن الأسماء والصِّفاتِ، على
ما كان عليه السَّلَفُ الصالِحُ - رضي الله عنهم -.
وعن أبي أُمامةَ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم –
أنَّه قال:
( قال اللهُ تعالى: أحَبُّ ما تعبَّدَني به عَبدِي النُّصحُ لِي )؛
رواه أحمد والطبرانيُّ في الكبير .
ومعنَى النَّصِيحة لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: محبَّتُه وتوقيرُه،
وتعظيمُ سُنَّته، وفِعلُ أوامِرِه، واجتِنابُ نواهِيه، وعِبادةُ الله بشَرعِه،
ومُتابعَةُ هَديِه، وتصدِيقُ أخبارِه، ونشرُ حديثِهِ، والدعوةُ إلى دينِه،
قال الله تعالى:
{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ
وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا }
[النور: 54].
ومعنَى النَّصِيحة لكِتابِ الله - تبارك وتعالى -: تعظيمُ القُرآن الكريم
ومحبَّتُه، والاجتِهادُ في تعلُّمه وتعليمِه، والتفقُّهِ في أحكامِه،
وتلاوتُه تلاوةً صحيحةً، وفِعلُ أوامِرِه، وتركُ نواهِيه، ومُداومةُ تلاوتِه،
وحِفظُ حُروفِه وحُدودِه، ومعرِفةُ تفسِيرِه ومعانِيه، وما يُرادُ مِنه، وتدبُّرُه،
والتخلُّقُ به، والردُّ على المُنحَرِفين في فَهمِ القُرآن والسنَّة،
ودَحضُ أباطِيلهم، والتحذير مِنهم، قال - سبحانه وتعالى -:
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }
[الإسراء: 9].
ومعنَى النَّصِيحة لأئمَّة المُسلمين: محبَّةُ الخير لهم، ومحبَّةُ عدلِهم،
والفرحُ بتوفيقِهم، وعدمُ غِشِّهم، وعدمُ خِيانتِهم، وألا يخرُج عليهم،
وألا يُظاهِرَ عليهم، ومُعاونتُهم على الحقِّ، وطاعتُهم في غير معصِيةٍ،
والدُّعاءُ لهم بالتوفيقِ وإصابةِ الحقِّ في أقضِيَتهم.
عن أبي هُريرةَ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم –
قال:
( إنَّ اللهَ يرضَى لكم ثلاثًا: يرضَى لكم أن تعبُدُوه ولا تُشرِكُوا بِه شيئًا،
وأن تعتَصِمُوا بحَبلِ الله جميعًا ولا تفرَّقُوا، وأن تُناصِحُوا مَن ولَّاهُ
اللهُ أمرَكم )؛
رواه مسلم.
وقال ابنُ مسعُودٍ - رضي الله عنه -:
إنَّما تكرَهُون في الجماعة خيرٌ مما تُحبُّون في الفُرقَة .
والنَّصِيحةُ جِماعُها سلامةُ الصَّدر.
وعن جُبَير بن مُطعِم، أنَّ النبيَّ
- صلى الله عليه وسلم - قال في خُطبتِه بالخَيف:
( ثلاثٌ لا يغِلُّ عليهنَّ قلبُ مُسلم: إخلاصُ العمل لله، ومُناصَحةُ
وُلاةِ الأمر، ولُزومُ جماعةِ المُسلمين )؛
رواه أحمد والحاكم.
وعن معقِل بن يَسار، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
( ما مِن عبدٍ يَستَرعِيه اللهُ رعِيَّةً، ثم لم يُحِطها بنُصحِه إلا لم يدخُلِ الجنَّة )؛
رواه البخاري ومسلم وأحمد.
ومعنَى النَّصِيحة لعامَّة المُسلمين: إرشادُهم إلى مصالِحِهم، وتعليمُهم
أمور دينِهم، وسَترُ عوراتهم، وسدُّ حاجاتِهم، وعدمُ الغِشِّ
والخِيانةِ لهم، ومُجانبَةُ الحسَدِ لهم، والتحمُّل لهم.
والنُّصحُ صِفةُ الأنبِياء والمُرسَلين - عليه الصلاة والتسليم -،
قال الله تعالى:
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[التوبة: 128]،
وقال عن نُوحٍ - عليه السلام -:
{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ }
[الأعراف: 62]،
وقال عن هُودٍ - عليه السلام -:
{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }
[الأعراف: 68]،
وقال عن صالِحٍ - عليه السلام -:
{ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ }
[الأعراف: 79].
والنُّصحُ مِن صِفاتِ المُؤمنين، قال الله تعالى عن مُؤمنِ يس:
{ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ .. }
[يس: 20]
، ثم قال:
{ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي
رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ }
[يس: 26، 27].
قال ابنُ عباسٍ - رضي الله عنهما -:
نصَحَ قومَه في حياتِه وبعد مماتِه .
قال الله تعالى:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
[الحجرات: 10]،
وقال - عزَّ وجل -:
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }
[آل عمران: 103].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه مِن الآياتِ
والذِّكرِ الحكيم، ونفعَنا بهديِ سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقولُ قولي هذا،
وأستغفِرُ الله لي ولكم وللمُسلمين، فاستغفِرُوه إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمدُ لله علَّام الغُيُوب، مُقلِّب القُلُوب، كاشِفِ النَّوازِلِ والكُرُوب، أحمدُ
ربِّي وأشكُرُه على نِعمِه كلِّها المُتقدِّمة والمُتأخِّرة، وأشهدُ أن لا إله إلا الله
وحدَه لا شريكَ له غفَّارُ الذُّنُوب، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه
ورسولُه المُصطفَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك
ورسولِك مُحمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه الأتقِياء الشُّرفاء.
أما بعد:
فاتَّقُوا الله تعالى في السرِّ والعلانِية؛ فبالتقوَى تنالُون أعلى الدَّرجات،
وتفوزُون بالخَيرات في الحياةِ وبعد المَمات.
عباد الله:
تدبَّرُوا قولَ الله تعالى:
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
[التوبة: 71].
ففي هذه الآية تعاوُنٌ وتناصُرٌ، وتناصُحٌ وتكافُلٌ، وأُخُوَّةُ رحمةٍ ومودَّة.
وعن جريرِ بن عبدِ الله قال:
بايَعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم –
على إقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاة، والنُّصحِ لكلِّ مُسلمٍ ؛
رواه البخاري ومسلم.
وقال أبو بكر المُزَنيُّ:
ما فاقَ أبو بكرٍ - رضي الله عنه - أصحابَ رسولِ الله –
صلى الله عليه وسلم - بصَومٍ ولا صلاةٍ، ولكن بشَيءٍ وقَرَ في قلبِه .
قال ابنُ عُليَّة:
الذي كان في قلبِه: الحُبُّ في الله - عزَّ وجل -، والنَّصِيحةُ في خَلقِه .
وعن حَكيمِ بن أبي يَزيد، عن أبِيه، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم –
قال:
( إذا استَنصَحَ أحدُكُم أخاه فلينصَح له )؛
رواه أحمد والطبرانيُّ في الكبير .
عباد الله:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56]،
وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:
( مَن صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا ).
فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المُرسَلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
اللهم وارضَ عن الصحابةِ أجمعين، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين،
الأئمة المهديِّين الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانُوا يعدِلُون: أبي بكرٍ،
وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الصحابةِ أجمعين برحمتِك يا أرحم الراحمين،
اللهم وارضَ عن التابِعين وتابِعِي التابِعين الذين اتَّبَعُوهم بإحسانٍ
إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين،
اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذِلَّ الشِّركَ والمُشركين، والكفرَ
والكافرين يا ربَّ العالمين، اللهم دمِّر أعداءَك أعداءَ الدين إنَّك على كل شيءٍ قدير.
اللهم فقِّهنا في دِينِك، اللهم فقِّهنا في الدِّينِ، اللهم فقِّهِ المُسلمين في
الدِّين برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تغفِرَ لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا،
وما أسرَرنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلَمُ به منَّا، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّرُ،
لا إله إلا أنت.
اللهم

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات