صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2020, 02:16 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي شرح الدعاء (52)

من : الأخت / الملكة نور



شرح الدعاء (52)



(اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ اليقين والعفو و الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)([1]).

المفردات:

(اليقين): هو الأمر الثابت الذي لا شك يخالجه([2])، فاليقين من صفة العلم
فوق المعرفة والدراية وأخواتها، يقال: علمٌ يقينٌ، ولا يقال: معرفةُ يقينٌ،
وهو مكوّن الفهم مع ثبات الحكم([3]) .

(العفو): التجاوز عن الذنب: وترك العقاب عليه .

(العافية): هي كلمة جامعة في تأمين اللَّه تعالى للعبد، ودفاع عنه كل نقمة،
ومحنة، وشرٍّ وبلاء، والسلامة من الأسقام، والبلايا، وهي الصحة ضد
المرض([4]) .

هذا الدعاء المبارك الجليل القدر فيه أجلّ المطالب، وأهم المقاصد التي
يتمنّاها كل عبد في دينه، ودنياه، وآخرته، ففيها سؤال اللَّه تبارك وتعالى
السلامة، والوقاية من كل الشرور، بكل أنواعها الظاهرة والباطنة، الجليّة
والخفيّة، فإن السلامة والحفظ مبتغى كل الخلائق، في هذه المعمورة،
وخاصة عباد اللَّه تبارك وتعالى المؤمنين.

ولهذا كانت هذه الدعوة وما تتضمنه من مقاصد عظيمة عزيزة وجليلة عند
الشارع الحكيم، في قوله، وأمره، وفعله، ولما كانت الآفات والبلايا منها
ظاهرة، كأمراض البدن، وعلله الحسية، ومنها باطنة معنوية كآفات القلب،
قُدِّم سؤال السلامة في أهمّ أنواعه، وهو القلب: (اللَّهم إني أسألك اليقين)،
وهو تمام العلم وكماله، وهو المنافي للشك والريب، فهذا سؤالٌ لِأَعلى
درجات الإيمان، الذي عليه الفلاح في الدنيا والآخرة([5]) .

قال ابن مسعود رضى الله عنه (اليقين الإيمان كله)([6])؛ فلذا كان
من دعائه رضى الله عنه (اللَّهم زدنا إيماناً ويقيناً وفهماً)([7]) .

فإذا رسخ اليقين في القلب، انقطع عن الدنيا، وتعلّق بالآخرة، قال سفيان
الثوري رحمه اللَّه: (لو أن اليقين وقع في القلب كما ينبغي، لطار اشتياقاً
إلى الجنة، وهروباً من النار)، قال ابن حجر رحمه اللَّه معلقاً: (فإذا أيقن
القلب، انبعثت الجوارح كلها للقاء اللَّه عز وجل بالأعمال الصالحة)([8]).

ولا شك أن هذا هو منتهى الإرادات والمنى، فدلّ هذا المطلب العظيم على أنه
أهمّ مسائل الدِّين، لأنه يتعلّق في أهم منازله، وهو مسائل الإيمان والتوحيد،
الذي هو حق اللَّه تعالى على كل العبيد .

وقوله: (والعفو والعافية في الدنيا والآخرة):
جمع بين عافيتي الدين والدنيا؛ لأنه لا غنى عنهما للعبد،
فإن النجاة والفلاح منوطة بهما .

فسؤال اللَّه تعالى (العفو):
يتضمّن سؤال اللَّه السلامة من الذنوب، وتبعاتها، ونتائجها، وآثارها.

و(العافية): هو طلب السلامة والوقاية من كل ما يضرُّ العبد في دينه ودنياه،
من السقام والمصائب والمكاره والفتن والمحن .

وقد دلّ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وفعله، [على] أهمية هذه
المقاصد الجليلة، فمن ذلك ما جاء عن عمّ النبي صلى الله عليه وسلم العباس
رضى الله عنه أنه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
(يارسول اللَّهِ، عَلِّمْني شَيْئاً أَسْأَلُهُ اللَّه تَعَالى، قَالَ: (سَلُوا اللَّه العافِيةَ)،
فَمكَثْتُ أَيَّاماً، ثُمَّ جِئتُ فَقُلْتُ: يا رسولَ اللَّه: علِّمْني شَيْئاً أَسْأَلُهُ اللَّهَ تعالَى،
قَالَ لي: (يَا عبَّاسُ، يا عمَّ رَسولِ اللَّهِ، سَلُوا اللَّه العافيةَ في الدُّنْيا
والآخِرةِ)([9])، ففي تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لعمِّه الذي هو صنو
أبيه، هذا الدعاء دون غيره من الأدعية بعد تكريره له، وكذلك خطابه بأداة
المناداة (يا عباس)، (يا عم رسول اللَّه) التي تفيد التأكيد والتنبيه، يدل دلالة
جليلة على أهمية هذه الدعوة الجليلة.

([1]) الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا يوسف بن عيسى، برقم 3514،
والبخاري في الأدب المفرد، برقم 726، ولفظه عند الترمذي: (سلوا الله
العافية في الدنيا والآخرة)، وفي لفظ: (سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم
يعط بعد اليقين خيراً من العافية)، وقد صححه الألباني في صحيح ابن ماجه،
3/180، و3/185، و3/170، وله شواهد، انظرها في: مسند الإمام
أحمد بترتيب أحمد شاكر، 1/156-157.

([2]) تذكرة الحفاظ، 4/ 356.

([3]) المفردات، ص 892.

([4]) انظر: النهاية، ص 627، معجم مقاييس اللغة، 4/ 56،
فيض القدير، 2/ 32.

([5]) انظر: اللآلئ الزكية في شرح الأدعية النبوية، ص 94.

([6]) أخرجه أحمد، 14/ 278، برقم 8630، والبخاري معلقاً مجزوماً به
، كتاب الإيمان، باب الإيمان وقول النبي صلى الله عليه وسلم(بني الإسلام
على خمس)، قبل الحديث رقم 8، والحاكم،
2/ 446، وانظر: سلسلة الآثار الصحيحة، 2/ 536.

([7]) ذكره الإمام ابن تيمية في كتاب الإيمان، 1/ 284، وعزاه بإسنادٍ
إلى الإمام أحمد، وصحح إسناده، ابن حجر في الفتح، 1/ 68.

([8]) المصدر السابق.

([9]) الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا يوسف بن عيسى، برقم 3514،
مسند الإمام أحمد، 3/ 303، برقم 1783، مسند البزار، 4/ 139،
والبخاري في الأدب المفرد، برقم 726، وصححه الألباني في: صحيح
الترمذي، 3 / 171، وصحيح المشكاة، برقم 2490، والتحقيق الثاني
من سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1523.


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات