صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-30-2017, 05:23 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان : أحكامُ الدعاء وآثارُه على الفرد والمُجتمع


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
أحكامُ الدعاء وآثارُه على الفرد والمُجتمع


والتي تحدَّث فيها عن الدعاء بصُورةٍ مُوسَّعةٍ؛
حيث ذكرَ فيها الشيخُ أبرزَ ما يتعلَّق بالدعاء من فضائِل ومنافِع، وآدابٍ، وأحكامٍ،
وشروطٍ، وما يُنهَى من صَرف الدعاء لغير الله تعالى، كلُّ ذلك في ضوء الكتاب والسنَّة.



الحمد لله ربِّ الأرض والسماء، سميعِ الدعاء، يبدأُ بالنِّعم والآلاء،
ويكشِفُ السوءَ والبلاءَ، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه،
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العزَّة والكبرياء،
وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوثُ بالشريعة التامَّة الغرَّاء،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وعلى آله وصحبِه السابقِين إلى كل عملٍ مبرُور، وسعيٍ مشكُور.



فاتَّقُوا الله حقَّ تقواه؛ فمن تمسَّك بالتقوَى جمَعَ الله له الخيرَ في دُنياه وأُخراه،
ومن جانَبَ التقوَى شقِيَ في عواقِبِ أموره وإن أقبلَت عليه دُنياه.

أيها المسلمون:

لقد قدَّر الله أسبابَ كل خيرٍ وسعادةٍ في الدنيا والآخرة، وقدَّر أسبابَ كل شرٍّ في الدارَين،
فمن أخذ بأسبابِ الخير والفلاح ضمِنَ الله له صلاحَ دُنياه،
وكان له في الآخرة أحسن العاقِبة مُخلَّدًا في جنات النعيم، فائزًا برِضوان الربِّ الرحيم،
قال الله تعالى:

{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }
[ الرحمن: 60 ].
ومن عمِل بأسباب الشرِّ، حصدَ جزاءَ عمله شرًّا في حياته وبعد مماته،
قال الله تعالى:

{ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ
وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا }
[ النساء: 123 ].

ألا وإن من أسباب الصلاح والإصلاح والفلاح، وتتابُع الخيرات،
وصَرف النوازِل والعقوبات، ورفع المصائِب الواقعة والكُرُبات: الدعاءَ بإخلاصٍ،
وحضُور قلبٍ وإلحاحٍ، فالربُّ - جل وعلا - يُحبُّ الدعاء ويأمر به.
والدعاءُ ينفع مما نزل ومما لم ينزِل،
قال الله تعالى:

{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }
[ غافر: 60 ].

والدعاءُ هو العبادة، كما في حديث النُّعمان بن بشيرٍ - رضي الله عنه -،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( الدعاءُ هو العبادة )
رواه أبو داود والترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيح".

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( ليس شيءٌ أكرمَ على الله من الدعاء )
رواه الترمذي وابن حبان في "صحيحه" والحاكم، وقال: "صحيحُ الإسناد".

والدعاءُ مُرغَّبٌ فيه في كل وقتٍ، فهو عبادةٌ يُثيبُ عليها الربُّ أعظمَ الثواب،
وهو مُحقِّقٌ للمطالِبِ كلِّها الخاصَّة والعامَّة، الدينية والدنيوية، في الحياة وبعد الممات.
ولمنافِع الدعاء العظيمة شرَعَه الله في العبادات المفرُوضة وجوبًا أو استِحبابًا؛
رحمةً من ربِّنا - سبحانه وتعالى -، وتكرُّمًا وتفضُّلاً،
لنعملَ بهذا السببِ الذي علَّمَنا الله إيَّاه، ولو لم يُعلِّمنا الدعاءَ لم تهتَدِ إليه عقولُنا،
قال الله تعالى:

{ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ }
[ الأنعام: 91 ].

فلله الحمدُ حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، كما يُحبُّ ربُّنا ويرضَى.
وتشتدُّ الحاجةُ إلى الدعاء دائمًا خاصَّةً في هذا العصر، مع تظاهُر الفتن وكثرَتها،
وحُلُول الكوارِث المُدمِّرة، ونزول الكُرُبات بالمُسلمين،
وظهور الفِرَق المُبتدِعة التي تُفرِّقُ صفَّ المُسلمين،
وتستحِلُّ الدماءَ والأموالَ المعصومة،
وتسعَى إلى الفوضَى والتخريب والإفسادِ في الأرضِ، وتجفُو العلمَ وأهلَه،
وتُفتِي بالجهل والضلال.

ومع تمالُئِ أعداء الإسلام عليه، وتآمُرهم على أهل الإيمان،
والتخاذُل والفُرقة والاختلاف بين المُسلمين،
ومع الأضرار التي لحِقَت بكل فَردٍ مُسلمٍ أُخرِج من ديارِه بظُلمٍ، ومسَّه الضُّرُّ،
وتعسَّرت حوائِجُه، وضاقَت عليه الأرضُ بما رحُبَت، تشتدُّ الحاجةُ إلى الدعاء
في هذه الأحوال العَصِيبة التي يصطَلِي بنارها المُسلمون في بُلدانٍ شبَّت فيها الفتن.
ولقد أثنَى الله على الذين يدعُونه، ويتضرَّعون إليه إذا نزلَت بهم الخُطوب والشدائِد،
قال الله تعالى عن أبوَيْ البشر - عليهما الصلاة والسلام -:

{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[ الأعراف: 23 ].

وقال تعالى:

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
[ البقرة: 155- 157 ]
وقال - عزَّ وجل - عن يونس - عليه السلام -:

{ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }
[ الأنبياء: 87 ].

وعن سعد بن أبي وقَّاصٍ - رضي الله عنه - قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( دعوةُ ذي النُّون إذ دعَاه وهو في بطن الحُوت،
لم يَدْعُ بها رجلٌ مُسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلا استجَابَ الله له )
رواه أحمد والترمذي والحاكم، وقال: "صحيحُ الإسناد".

ولما دعَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثَقِيفًا إلى الإسلام، ردُّوا عليه دعوتَه،
ورمَوه بالحجارة، فدعَا ربَّه قائلاً:

( اللهم أشكُو إليك ضعفَ قوَّتي، وقلَّةَ حيلَتي، وهوَاني على الناس،
يا أرحم الراحمين! إلى مَن تكِلُني؟ إلى بعيدٍ يتجهَّمُني،
أم إلى عدوٍّ ملَّكتَه أمري؟ إن لم يكُن بك غضَبٌ عليَّ فلا أُبالِي،
ولكن عافيتُك أوسعُ لي، أعوذُ بنور وجهِك الذي أشرقَت له الظُّلُمات،
وصلُح عليه أمرُ الدنيا والآخرة أن يحِلَّ بي غضبُك، أو ينزِل بي سخَطُك،
لك العُتبَى حتى ترضَى، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا بك )
ذكرَه الهيثميُّ في "مجمع الزوائِد".

فبالدعاء تُستقبلُ الشدائدُ والكُرُبات إذا لم يقدِر البشرُ على دَفعِها،
عن ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( لا يرُدُّ القدَرَ إلا الدعاء، ولا يزيدُ في العُمر إلا البِرُّ،
وإن الرجُلَ ليُحرَم الرزقَ بالذنبِ يُصيبُه )
رواه ابن حبان في "صحيحه" والحاكم، وقال: "صحيحُ الإسناد".

وعن ابن عُمر - رضي الله عنهما -،
عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

( إن الدعاءَ ينفعُ مما نزَل، ومما لم ينزِل، فعليكم - عباد الله – بالدعاء )
رواه الترمذي والحاكم.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( إن الله تعالى يقول: أنا عند ظنِّ عبدِي بي، وأنا معه إذا دعَاني )
رواه البخاري ومسلم.

وكفَى بهذا ثوابًا وفضلاً.
كما ذمَّ الله الذين يترُكون الدعاءَ عند نزُول العقوبات، وتظاهُر الفتن،
قال الله تعالى:

{ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ }
[ المؤمنون: 76 ]
وقال - عزَّ وجل -:

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات