المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبتى صلاة الجمعة 21/5 الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / للعضو فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ============================================== الخطبة الأولى الحمد لله مبدِئ البرايا، مجزِل العطايا، له جزيل الحمدِ وكريمُ التّحايا، خلقَ خلقَه، وأرسل إليهم رسلَه بجميل الخصال وحَسَن السجايا, وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنّ سيدنا ونبينا محمّدًا عبده ورسوله، خير بشرٍ وطئت الثرى قدمُه، ونطق بالحقّ فمه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين. أمـــــــــا بعـــــد : فيا أيها الناس، إن مما يُعزّز مكانة المرء المسلم وصدق انتمائه لدينه وثباته على منهاج النبوة ثقته بنفسه المُستخلَصَة من ثقته بربه وبدينه، فالمسلم الواثق بنفسه إنما هو كالطَّوْد العظيم بين الزَّوَابِع والعواصف، لا تعصف به ريح، ولا يَحطمه موج، وهذه هي حال المسلم الحقّ أمام الفتن والمتغيّرات، يرتقي من ثبات إلى ثبات، ويزداد تعلّقه بربه وبدينه كلما ازدادت الفتن، وادْلَهَمَّت الخُطُوب، وهو إبّان ذلك كله ثابت موقن، لا يستهويه الشيطان، ولا يلهث وراء كل ناعِق، حادِيه في هذا الثبات سلوك طريق الهدى وإن قلّ سالكوه، والنَّأي عن طريق الضلال وإن كثر الهالكون فيه. وبمثل هذا المنهج يصبح المؤمن ممن وعى حديث النبي يحذر أمته بقوله: ((لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا)) رواه الترمذي وحسنه.
والنطق من دَيْدن الرُّوَيْبِضَة، وهو الرجل التافِه يتكلّم في أمور العامةة لوجد على ذلك أتباعًا وأشياعًا أيها المسلمون، إن التقليد الأعمى ووصف الإمَّعَة وجهان لعملةٍ واحدة، وهما في الوقت نفسه لا يقتصران على السُّذَّج والرّعَاع من الناس فحسب، بل إن وصف الإمَّعَة يتعدّى إلى ما هو أبعد من ذلك، فكما أنه يكون في الفرد فإنه كذلك في المجتمع بفكره وعاداته وتقاليده، فقد يكون الفرد إمَّعَة، والمجتمع إمَّعَة، وقولوا مثل ذلك في العامّي والمتعلّم والمنتسب إلى العلم، فإن مجرّد انتساب المرء للعلم لا يعفيه من أنه قد يكون ضحية التقليد الأعمى ومَعَرَّة الوصف بالإمَّعَة إذا ما كان كثير الالتفات، واهن الثقة بالصواب، وعلى هذا يُحمل ما يلاحظ بين الحين والآخر من اضطراب بعض المنتسبين للعلم في المنهج والفتوى، وكثرة التنقّل بين المذاهب والآراء بسبب المؤثّر الخارجي، وفق المزاحمة والضغوط والمحدثات التي تنهش من جسد التشريع، ما يجعل المنتسب للعلم يسير حيث سار الناس، فيُطَوِّع لهم الفقه، ولا يُطَوِّعُهم هم للفقه يقول ابن مسعود في مثل هذا: (اغْدُ عالمًا أو متعلّمًا، ولا تغْدُ إمَّعَة فيما بين ذلك). وقد روى الإمام أحمد عن غُضَيف بن الحارث أنه قال: بعث إليّ عبد الملك بن مروان فقال: يا أبا سليمان، إنا قد جمعنا الناس على أمرين. فقلت: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقَصَص بعد العصر والصبح. فقلت: أما إنها أمثل بدعتكم عندي، ولست بمجيبكم إلى شيء منها. قال: لِمَ؟ قال: لأنه ما أُحدث قوم بدعة إلا رُفِع مثلها من السنة، فتمسُّكٌ بسنة خير من إحداث بدعة. ورحم الله الحافظ ابن حجر حيث يقول شاكيًا ما يراه في زمانه من انتشار وصف الإمَّعَة حتى في صفوف المنتسبين للعلم، فيقول: "وقد توسّع من تأخّر عن القرون المفضّلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك حتى مَزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردّون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مُستكرَهًا، ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتّبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل، وأنّ من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامّي جاهل، فالسعيد من تمسّك بما كان عليه السلف، واجتنب ما أحدثه الخلف" انتهى كلامه رحمه الله فللّه ما أشبه الليلة بالبارحة! وما أقرب اليوم بالأمس! ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) [المائدة:105]. بارك لله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. قد قلت ما قلت إن صوابًا فمن الله، وإن خطأ فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غَفّارًا. ============ نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمّد ( صلى الله عليه و سلم ) ، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائِر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الخطبة الثانيــة الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولاعدوان إلا على الظالمين، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لاشريك الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدأ عبده ورسوله إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، إلى جنات النعيم. اللهم صلي وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن وصف الإمَّعَة إذا دَبَّ في مجتمع ما قَوّض بناءه، وأضعف شخصيته، وأبقاه ذليلاً منبوذًا بين سائر المجتمعات، يُشرب بسببه روح التبعيّة في المنبع، فيعيش عالة على غيره في العادات والطبائع والفكروإن وقوع المجتمع المسلم في أَتُون التقليد الأعمى للأجنبي عنه لهو مَكمن الهزيمة النفسية والألغام المخبوءة التي تقتل المروءة بتقليد أعمى وغرور بَلِيد، حتى يتلاشى عن المجتمع المسلم جملة من ركائز التميّز التي خصّه الله بها بشِرْعته وصبغته، ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ) [البقرة:138]. وإذا كان المجتمع في قَرَارة نفسه يوحي إلى أنه لابد للأمة في نهضتها أن تتغير فإن رجوعنا إلى شِرْعة المصطفى أعظم ما يصلح لنا من التَّغَيّر وما نصلح به منه. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]، وهل مثل هذا التغير إلا الأخلاق الإسلامية الحقّة؟! وهل في الأرض نهضة ثابتة تقوم على غير هذا التغيّر؟! (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ [الأنعام:114] هذا و صلوا رحمكم الله وسلموا على البشير النذير والسراح المنير، الرحمة المهداة للعالمين أجمعين نبيكم خير البرية و أزكى البشرية سيدنا محمد سيد المرسلين، صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنّى بملائكته المُسبِّحة بقُدْسه ، وأيَّهَ بكم أيها المؤمنون فقال جلّ وعلا وهو الصادق في قيله قولاً كريماً : (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )) [الأحزاب:56]. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب صاحبِ الحوض والشّفاعة ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، والخلق الأكمل، وعلى آله الطيبين الطاهرين اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمينإنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد. اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين... أنتهت تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين
|
|
|