صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2020, 02:06 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي أطفالنا في المدارس العالمية



من : الأخت /غرام الغرام(أم عزام)

أطفالنا في المدارس العالمية

محمد السعد

كان العرب في الماضي يرسلون أبناءهم إلى البادية لقضاء فترة من طفولتهم، ولمنحهم فرصة العيش في البادية في بيئة لغوية سليمة، فالتفاعل مع أهلها يتيح للطفل الممارسة الفعلية للغة في الحياة اليومية، مما ينعكس إيجابا على لغته في المستقبل. هذه العادة أسهمت في إثراء لغة أطفالهم، فصنعوا جيلا يتقن شتى فنون البلاغة والبيان، وإرثهم الأدبي واللغوي يعيش بيننا اليوم، شاهدا على عصرهم وعلى مدى تفوقهم اللغوي والبلاغي، حتى نزل كتاب سماوي يتحداهم فيما برعوا فيه، فأرسل الله سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- بمعجزة لغوية وبيانية، وهي القرآن الكريم.



ومن المفارقات العجيبة بين عرب الأمس وعرب اليوم، أن أطفال اليوم تنشغل عنهم أمهاتهم، ويوكل أمرهم إلى خادمة أجنبية، مما يؤثر سلبا في لغتهم الأم، ويحرمهم من سماع العربية الصحيحة منذ نعومة أظفارهم، ثم يكملون مشوار «الاكتساب اللغوي» المتخبط في مرحلة الحضانة ومدارس رياض الأطفال التي تعطي الأولوية المطلقة للغة الأجنبية «فرنسية أو إنجليزية».



وما يثير الأسف، موقف الآباء والأمهات حين يتباهون بأنهم يرسلون أبناءهم إلى المدرسة ذات الاسم الأجنبي الرنان، ويفرحون عندما يغني طفلهم أغنية «a-b-c-d» دون تلعثم، ولا يعلم هؤلاء الآباء أن تعريض الأطفال للغة الأجنبية في الطفولة المبكرة -سواء في مرحلة الحضانة أو الروضة أو التمهيدي- يحرمهم اكتساب لغة الأم اكتسابا فاعلا وكاملا، وفي الوقت نفسه لا يخدمون اللغة الأجنبية، لأنها تدرس في غير وقتها.



يرى كثير من الباحثين أن هناك جدولا زمنيا بيولوجيا لاكتساب اللغة عند الإنسان، وغالب الدراسات والأبحاث تشير إلى أن مرحلة الروضة والتمهيدي والابتدائي هي أنسب الأوقات لاكتساب اللغة الأم، وتدريس اللغة الأجنبية في هذه المراحل -كما أسلفنا- يضر باللغة الأم، ولا يفيد تعلم اللغة الأجنبية.



إن المبدأ التربوي المتفق عليه عالميا، وبين دول العالم المتقدم، هو حماية الطفل من غزو اللغة الأجنبية في مراحل التعليم المبكر، فلا يتعلم الطفل الألماني أو السويدي أو الفرنسي أو الصيني أو الروسي أو الياباني مبادئ القراءة والكتابة والعلوم بغير لغته الأم، والتعليم باللغات الأجنبية يؤجل حتى المرحلة المتوسطة أو مرحلة البلوغ، وهي المرحلة التي يكون فيها الطفل قد استوعب أن لغته القومية هي وسيلة أساسية من وسائل تكوين المعرفة لديه، وهو مبدأ تربوي لا يحيد عنه كل التربويين في كل الدول المتقدمة.



في القارة الأوروبية، كان من المعروف أن تدريس لغة أجنبية في مراحل التعليم المبكر من المحرمات التربوية، وفي السويد تكون الدراسة في مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي كلها باللغة السويدية، لأنهم يدركون تمام الإدراك، أن تعليم اللغة الأجنبية يحمل معه الثقافة الأجنبية وقيمها وعاداتها، وفي هذا خطر على الثقافة الأصلية، خاصة إذا كانت في مرحلة الطفولة المبكرة، لأن الطفل في هذه المرحلة مقلّد بارع، ولا يملك وسائل الدفاع الكافية عن ثقافته وهويته.



وانطلاقا من الدور الذي تلعبه اللغة الأم، حرص كثير من الدول على جعلها الأداة الأساسية في تعليم أبنائها، وعلى ألا تنافسها لغة أخرى في القيام بهذه الوظائف الضرورية والحيوية في تشكيل هوية الطفل وانتمائه.



في العالم العربي، نعيش حالة فوضوية، والمدارس الخاصة لتعليم الصغار تضع ما تشاء من المناهج، وبما تشاء من اللغات، فلا يوجد تحديد واضح أو خطوط حمراء



فيما يتعلق بمجالات استعمال اللغات، ولا توجد حدود فاصلة بين استعمال اللغة العربية واستعمال اللغة الأجنبية،
والانتقال من لسان إلى آخر لا يخضع لضوابط محددة، والأولويات اللغوية التي تضعها الدول فيما يتعلق بتدريس اللغة العربية واللغة الأجنبية غير واضحة، فالعالم العربي اليوم يعيش حالة متخبطة في مجال التخطيط اللغوي، ويفتقر إلى البرامج الثقافية والتربوية والخطط الإستراتيجية التي تسهم في معالجة الوضع اللغوي، وضبط العلاقة بين اللغة القومية وبين اللهجات المحلية واللغات الأجنبية، في سبيل تحديد مجالات توظيفها لخلق بيئة لغوية متوازنة.



والبداية يجب أن تكون مع مدارس الأطفال، فيجب على المنظمات التربوية أن تجعل من التعليم باللغة الأم إلزاميا
في كل المواد في المراحل المبكرة، من مرحلة الحضانة ورياض الأطفال والمرحلة الابتدائية والمتوسطة،
مع مراجعة الأدوار التي تلعبها المدارس العالمية التي لا يخلو حي وحارة وشارع من وجودها.



إن ظاهرة تزايد أعداد المدارس العالمية في المدن العربية، هي ظاهرة غير صحية ولا تخدم العملية التربوية،
ولها تبعاتها الثقافية والسياسية والاقتصادية بعيدة المدى، وكل هذه المدارس تعطي الأولوية المطلقة للغات الأجنبية،
والفئة المستهدفة بطبيعة الحال هم الأطفال في سن مبكرة.



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات