صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-01-2016, 12:45 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,730
افتراضي درس اليوم 30.01.1438

من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ الدعوة رسالة كل مسلم ]

الدعوة إلى الله - تعالى - من أعظم خصائص أمَّة الإسلام،
فهي تهدي كلَّ أحد إلى كل خير إلى قيام الساعة، وهذه الكرامة
من الله - تعالى - لهذه الأمةِ المحمدية؛ فقد ختم الله بنبيِّه محمد
-صلى الله عليه وسلم- الرسالات، وجعل دعوتَه عامةً
إلى أمم الأرض كلها.

ودعوة الناس إلى الإسلام وهدايتهم إليه من أوجب الواجبات، ولم يختلف
العلماء قديمًا وحديثًا في وجوب الدعوة إلى الله؛ وإنما اختلفوا في نوعية
الوجوب، والذي انتهى إليه ابن كثير - رحمه الله
- عند تفسير قوله - تعالى -:

{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ... }
الآية [آل عمران: 104]

أنْ قال: "والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من الأمة متصديةً لهذا
الشأن، وإن كان ذلك واجبًا على كل فرد من الأمة بحسبه".

فالأصل في الإسلام أن كل واحد يقوم بالدعوة، ذكرًا كان أو أنثى، كبيرًا
كان أو صغيرًا، والنصوص في ذلك يصعب حصرها؛ بل لا يُتَصوَّر
المجتمع المسلم بمعزل عن الدعوة إطلاقًا، بدءًا من الأسرة الصغيرة
التي يتحمل فيها الأب والأم مسؤولية الدعوة؛ كما في الحديث الصحيح:

( الرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته،
والمرأة راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها )؛


وإنما تكون المسؤولية في مدى الالتزام بالأوامر والنواهي، ولا يتحقق
ذلك إلا بالدعوة؛ ولذا فكل الأمَّة مطالبة بالدعوة كلٌّ بحسبه، فمن يقدر
على الدعوة يجب عليه القيام بها، ومن لا يقدر فإنه قادر على إعانة
القادرين عليها، وإذا كان العامة غير قادرين على الدعوة بالأسلوب
النظري والمناهج الدعوية المدروسة، فهم قادرون على الدعوة بالأسلوب
العملي الناجم عن ضرورة التزام المسلم - عاميًّا كان أو غير ذلك - بتعاليم
الإسلام عقيدة وشريعة، ولقد اهتدى إلى الإسلام كثيرون بسبب المعاملة
الحسنة والسلوك الحميد من خواص المسلمين وعوامهم، إضافة إلى أن
عوام المسلمين قادرون أيضًا على إعانة القادرين على الدعوة بأموالهم،
وتيسير وسائل الدعوة للدعاة، ودلالتهم على احتياجات المدعوين.

ثم إن صلاح المسلم في نفسه دعوةٌ إلى الله؛ ولذا قال ابن الأنباري:
كل مسلم لا يخلو من الدعوة إلى الله - عز وجل - لأنه إذا تلا القرآن
فقد دعا إلى الله بما فيه.

وتلك إحدى سمات دين الإسلام العظيمة، فلا كهنوت ولا وصاية على
الدعوة، ولا تنطع ولا تكلُّف في تبليغ دين الإسلام،

قال الإمام النووي – رحمه الله -: ولا يختص الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر بأصحاب الولايات والمراتب؛ بل ذلك ثابتٌ لآحاد المسلمين
وواجب عليهم. ا. هـ.

إن خيرية هذه الأمة ارتبطتْ منذ فجر الدعوة بأن كمال إيمان المرء إنما
يحصل له عندما يكون أكثر إيثارًا لا أثرة، والمؤمن الحق هو من يسعى
إلى نفْع الآخرين بكل ما يمكنه، والجود مراتبُ يتفاوت فيها الناس، جودًا
بالمال وبالعلم، وبالنفس وبالجاه، وبكل ممكن، وكان النبي
-صلى الله عليه وسلم- أجود الناس على الإطلاق، ورغب في البذل
والعطاء بهدْيه قولاً وفعلاً، وفي الحديث:

( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )

وقد ذكر بعض العلماء أن ذلك يشمل الأخَ المسلم وغير المسلم.

وقد كانت هذه الخصِّيصة لأمة الإسلام مثارَ دهشةِ الكثير من الباحثين
وموطن إعجابهم؛ يقول توماس آرنولد في كتاب "الدعوة إلى الإسلام":
"ومهما ردد الباحثون القول بأن كل مسلم داعية إلى دينه،
يبقى هذا القول حقيقيًّا)).

وإذا كان عامة المسلمين يحصل لهم من الفضل ما يحصل لغيرهم إن
قاموا بالدعوة بأي صورة من صورها، فإن كل مسلم عليه تبعة مقابل
ذلك، فأي إهمال من المسلم لواجبه تجاه الدعوة يجلب المعاناةَ للمسلمين
كافة، ويعين كثيرًا ممن يسعون إلى تشويه الإسلام، وكثيرون هم الذين
صدَّهم عن الإسلام معاملةٌ سيئة، أو هضم حقوق، أو إغلاظ في المعاملة
من بعض المنتسبين إلى الإسلام، فويل للذين يقفون في قارعة الطريق
يصرفون الناس عن الإسلام، وينفرونهم عنه بسوء قولهم أو فعلهم.

إن الذين يحملون همَّ دعوة الناس إلى الخير، ويبادرون إلى نفعهم بكل
ممكن - هم الأحياء، وغيرهم أموات وإن كانوا يمشون على الأرض،
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: ميتُ الأحياء مَن لا يعرف معروفًا
ولا ينكر منكرًا، ومن واجب الدعاة اليوم أن يؤكدوا للمسلمين أن الدعوة
مسؤولية كل مسلم، كل بحسب قدرته وطاقته، لا يعفى من ذلك أحد.

والنصوص الآمرة بذلك أكثرُ من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر،
ولن يستقيم لهذه الأمة أمر، ولن تحفظ هويتها إلا بذلك.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات