صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-16-2016, 03:39 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي درس اليوم 3615

إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ الإشاعة:خطرها و علاجها ]

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الأمين و بعد :
فبين الحين و الأخر نسمع عن إشاعات تبث و تنشر و أكاذيب تبعث
و ترسل. هذه الإشاعات التي لها خطر عظيم و شرير كبير. فكم دمرت
من مجتمعات و هدمت من أسر، و فرقت بين أحبة. كم أهدرت من أموال،
و ضيعت من أوقات. كم أحزنت من قلوب، و أولعت من أفئدة، و أورثت
من حسرة. و إذا أردت أن تعلم عظيم شرها، فانظر في حادثة الإفك:
كيف أن النبي صلى الله عليه و سلم مكث شهرا كاملا وهو مهموم
محزون، لا وحي ينزل يبين له حقيقة الأمر، و لا يعرف عن أهل بيته
إلا الطهر و العفاف. و لقد فتن كثير من المسلمين بنشر هذه الإشاعات
و ترديدها دون نظر في النتائج، و دون نظر في الشرور الناتجة عنها.

لقد عالج الإسلام قضية الإشاعة عن طريق ثلاث نقاط:
أ‌- النقطة الأولى: التثبت.
ب‌- النقطة الثانية: الناقل للإشاعة من الفاسقين.
ت‌- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب الإشاعة.

و قبل البدء في تفصيل هذه النقاط لابد من التنبيه على لأمر مهم جدا،
ألا وهو : أن الله سبحانه و تعالى جعل العلاج لقضية الإشاعة من خلال
الناقلين لها من المؤمنين أنفسهم دون التركيز على مصدر الإشاعة و ذلك
لان مصدر الإشاعة قد يكون من أهل النفاق أو من الكفار أو من الأعداء،
و هؤلاء لا حيلة معهم، فان من دأبهم نشر الإشاعة لإضعاف المسلمين.
نعم قد ورد تحذير للمسلمين أن يكذبوا الكذبة ثم يبثوها ( كما في حديث
جابر بن سمرة عند البخاري). لكن هذه الإشاعات ما كان لها أن تنتشر
لو قابلها المؤمنون بالمنهج الرباني لتلقي الأخبار و تلقي الإشاعات.

و إليك تفصيل تلك النقاط:
أ - النقطة الأولى: التثبت: يقول الله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا }
(6) سورة الحجرات

و في قراءة أخرى ( فتثبتوا ). فأمر الله بالتبين و التثبت، لأنه لا يحل
للمسلم أن يبث خبرا دون أن يكون متأكدا من صحته. و التثبت له طرق
كثيرة؛ فمنها :

- إرجاع الأمر لأهل الاختصاص: يقول الله تعالى:

{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ }

(83) سورة النساء .

قال الشيخ السعدي: ( هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم غير اللائق
، و أنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة و المصالح العامة ؛
ما يتعلق بسرور المؤمنين أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا
و لا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر ، بل يردونه إلى الرسول و إلى أولي
الأمر منهم ؛ أهل الرأي و العلم و العقل الذين يعرفون المصالح و ضدها.
فإن رأوا في إذاعته مصلحة و نشاطا للمؤمنين و سرورا لهم و تحرزا
من أعدائهم : فعلوا ذلك. فان رأوا ليس من المصلحة أو فيه مصلحة
و لكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ) ا. هـ فكم من إشاعة كان
بالمكان تلافي شرها بسؤال أهل الاختصاص. هذه الإشاعة الأخيرة التي
انتشرت عن إدخال شمام به فيروس الايدز؛ ترى الواحد منا يرسل
عشرات بل مئات الرسائل لهذه الإشاعات و لا يكلف نفسه أن يتصل
على طبيب فيسأله: هل يمكن أن ينتقل هذا الفيروس بهذه الطريقة ؟
لو أرجعنا هذه الإشاعة لولاة الأمر عبر الجهات المختصة لوجدنا
عندها العلم بحال تلك الإشاعة.

- التفكر في محتوى الإشاعة: إن كثير من المسلمين لا يفكر في مضمون
الإشاعة الذي قد يحمل في طياته كذب تلك الإشاعة، بل تراه يستسلم لها
و ينقاد لها و كأنها من المسلمات. و لو أعطينا أنفسنا و لو للحظات
في التفكر في تلك الإشاعات لما انتشرت إشاعة أبدا. لقد بين الله حال
المؤمنين الذين تكلموا في حادثة الإفك فقال سبحانه:

{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ }
(15) سورة النــور

. انظر يا أخي: ( إذ تلقونه بألسنتكم ) أنه من البديهي أن الإنسان يتلقى
الأخبار بسمعه لا بلسانه ، و لكن أولئك النفر من الصحابة لم يستعملوا
التفكير، لم يمروا ذلك الخبر على عقولهم ليتدبرا فيه، بل قال الله عنهم
أنهم يتلقون حادثة الإفك بألسنتهم ثم يتكلمون بها بأفواههم من شدة
سرعتهم في نقل الخبر و عدم التفكر فيه. و لو تفكر الصحابة قليلا لوجدوا
أنه من أمحل المحال أن يكون في فراش أطهر الخلق شيء يعيبه،
كيف يمكن أن تتهم زوجة أفضل البشرية الذي اصطفاه الله بتهمة
الفاحشة؟ إن هذا لا يعقل أبدأ.

ب‌- النقطة الثانية: الناقل للإشاعة من الفاسقين. في الآية السابقة
يقول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ..}

فجعل الله من نقل الخبر دون تثبت من الفاسقين. فمجرد نقل الأخبار دون
التأكد من صحتها موجب للفسق؛ و ذلك لان هذه الأخبار ليس كلها
صحيح، بل فيها الصحيح و الكاذب، فكان من نقل كل خبر و أشاعه؛
داخل في نقل الكذب، لذا جعله الله من الفاسقين. و قد صرح النبي
بذلك ففي صحيح مسلم :

( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ).

فالمؤمن لابد له من الحذر في أن يكون عند الله من الفاسقين( الكاذبين ).
و كفى - و الله - بذلك كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب.

فالعاقل يعلم أنه ليس كل ما يسمع يقال. و لا كل ما يعلم يصلح للإشاعة
و النشر. بل قد يكون الخبر صحيحا و لكن لا مصلحة في نشره أبدا،
كما مر معنا في كلام الشيخ السعدي.

ث‌- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب الإشاعة. و عودة مرة ثالثة
للآية السابقة في سورة الحجرات يقول الله تعالى:

{ أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
(6) سورة الحجرات،

هلا تفكرت في نتائج الإشاعة. هلا تدبرت في عواقبها.

اعلم أخي: إن كل خسارة، كل هم و غم أصاب أخاك المسلم، كل أموال
أهدرت بسبب إشاعتك التي نشرتها أو ساعدت في نشرها فلك نصيب
من الإثم فيها. هذه الإشاعة الأخيرة ( إشاعة فيروس الايدز في الشمام )
كم من الأموال خسر أصحاب الشركة. كم من الهم أصابهم. كل ريال أهدر،
و كل فاكهة أتلفت، و كل خسارة حدثت فلك نصيب منها.
( فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) و يظهر الندم في الدنيا لمن تفكر
في عاقبة نشر الإشاعة، و يظهر في الآخرة للغافلين عندما يجدون
الجبال من السيئات كتبت عليهم

{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
(15) سورة النــور

فيا أخي:

{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
(17) سورة النــور .


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات