صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2015, 08:24 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي درس اليوم25.02.1437


من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ الآثار الإيمانية لاسم الله الشاكر و الشكور ]
أولاً: إن العبد من حين استقر في الرحم إلى وقته، يتقلب في نعم الله

ظاهراً وباطناً ليلاً ونهاراً، ويقظة ومناماً، سراً وعلانية ، في كل الآنات،

وفي جميع اللحظات. وتواتر إحسان الله إليه على مدى الأنفاس.

قال ابن القيم رحمه الله:

يكفيك رب لم تزل في فضله متقلباً في السر والإعلان

جل وعلا لا تنفد عطاياه، ولا تنقطع آلاؤه، ولا تنتهي نعماؤه،

قال جل جلاله:

{ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ

وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً }


[لقمان: 20].

والنعم الظاهرة بعضها وقع، وبعضها منتظر وقوعه. والنعم الباطنة

بعضها نعلمه، وبعضها نحاول أن نعلمه، وبعضها لا نعلمه أبداً.

فلو اجتهد العبد في إحصاء أنواع النعم لما قدر، كما قال الله تعالى:

{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا }

[إبراهيم: 34]

(أي وإن تتعرضوا لتعداد النعم التي أنعم الله تعالى بها عليكم إجمالاً،

فضلاً عن التفصيل، لا تطيقوا إحصاءها بوجه من الوجوه، ولا تقوموا

بحصرها على حال من الأحوال.


ومن المعلوم أنه لو رام فرد من أفراد العباد أن يحصي ما أنعم الله به عليه

في خلق عضو من أعضائه, أو حاسة من حواسه لم يقدر على ذلك قط،

ولا أمكنه أصلاً، فكيف بما عدا ذلك من النعم في جميع ما خلقه الله في

بدنه؟! فكيف بما عدا ذلك من النعم الواصلة إليه في كل وقت على

تنويعها واختلاف أجناسها؟!

وإن كل جزء من أجزاء الإنسان لو ظهر فيه أدنى خلل وأيسر نقص،

لنغص النعم على الإنسان, وتمنى أن ينفق الدنيا لو كانت في ملكه حتى

يزول عنه ذلك الخلل، فهو سبحانه يدبر هذا الإنسان على الوجه الملائم

له، مع أن الإنسان لا علم له بوجود ذلك، فكيف يطيق حصر بعض نعم الله

عليه, أو يقدر على إحصائها, أو يتمكن من شكر أدناها؟ وأي شكر يقابل

هذا الإنعام؟ فما الظن بما فوق ذلك وأعظم منه، هذا إلى ما يصرف عنه

من المضرات وأنواع الأذى التي تقصده، ولعلها توازن النعم في الكثرة،

والعبد لا شعور له بأكثرها أصلاً، والله سبحانه يكلؤه منها بالليل والنهار؛

كما قال تعالى:

{ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ }

[الأنبياء: 42]،

فهو سبحانه منعم عليهم بكلاءتهم وحفظهم وحراستهم مما يؤذيهم بالليل

والنهار وحده، لا حافظ لهم غيره. هذا مع غناه التام عنهم وفقرهم التام

إليه من كل وجه .

ولو عمل العبد من الصالحات أعمال الثقلين، فإن نعم الله عليه أكثر،

وأدنى نعمة من نعم الله تستغرق جميع أعماله.

ما ثم إلا العجز عن شكر ربنا كما ينبغي سبحانه متفضلا

فينبغي على العبد أن يكون عبداً شكوراً, يشكر الله على وافر نعمه،

وجميل إحسانه، ويبالغ في الشكر، (على النعم الدنيوية، كصحة الجسم

وعافيته، وحصول الرزق وغير ذلك. ويشكره ويثني عليه، بالنعم الدينية،

كالتوفيق للإخلاص، والتقوى، بل نعم الدين، هي النعم على الحقيقة)


. فلله الحمد والمنة، الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون

لها على جزاء ولا شكور.

فعلى العبد أن يكثر من الشكر، بالقلب واللسان، والعمل بالجوارح. لعله

يشكر الله على بعض مننه العظيمة، وآلائه الجسيمة، وإحسانه التام،

وخيره المدرار، وعطائه العظيم، وإكرامه الجليل.

فالشكر بالقلب: الاعتراف بالنعم الباطنة والظاهرة للمنعم، وأنها منه

وبفضله. وأنها وصلت إليه من غير ثمن بذله فيها, ولا وسيلة منه توس

بها إليه, ولا استحقاق منه لها، وأنها لله في الحقيقة لا للعبد ، قال

جل وعلا:
{ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ }

[النحل: 53].
أي ما يلابسكم من النعم على اختلاف أنواعها فهي منه سبحانه، والنعمة

إما دينية وهي معرفة الحق لذاته ومعرفة الخير لأجل العمل به، وإما

دنيوية (9) . فما (طاب العيش إلا بمنته، وكل نعمة منه في الدنيا

والآخرة، فهي منه يمن بها على من أنعم عليه) .


فأشرف الناس منزلة: أعرفهم بهذه المنة، وأعظمهم إقراراً بها، وذكراً

لها، وشكراً عليها، ومحبة لله لأجلها، فهل يتقلب أحد قط إلا في منته؟

وقد جاء في الحديث ما يبين عظمة تذكر النعمة والاعتراف بها، وهو

قوله صلى الله عليه وسلم:

( سيد الاستغفار أن يقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني

وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من

شرما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي،

فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ومن قالها من النهار موقناً بها، فمات

من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل

وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة )
.

ويكرر صلى الله عليه وسلم الاعتراف بالنعمة في أدبار الصلوات

في قوله:

( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد

وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لا إله إلا الله،

ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن،

لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون )


فلله النعمة الظاهرة والباطنة، وله الفضل في كل شيء,

{ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }

[البقرة: 105].

فالعبد لا خروج له عن نعمته وفضله ومنه وإحسانه طرفة عين،

لا في الدنيا ولا في الآخرة . فهو المان بهدايته للإيمان، وتيسيره

للأعمال، وإحسانه بالجزاء، كل ذلك مجرد منته وفضله

{ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ }

[الحجرات: 17]
. فإيجادهم نعمة منه، وجعلهم أحياء ناطقين نعمة منه، وإعطاؤهم

الأسماع والأبصار والعقول نعمة منه، وإدرار الأرزاق عليهم على اختلاف

أنواعها وأصنافها نعمة منه، وتعريفهم نفسه بأسمائه وصفاته وأفعاله

نعمة منه، وإجراء ذكره على ألسنتهم ومحبته ومعرفته على قلوبهم نعمة

منه، وحفظهم بعد إيجادهم نعمة منه، وقيامه بمصالحهم دقيقها وجليلها

نعمة منه، وهدايتهم إلى أسباب مصالحهم ومعاشهم نعمة منه. وذكر نعمه

على سبيل التفصيل لا سبيل إليه، ولا قدرة للبشر عليه .

والشكر باللسان: الثناء بالنعم، وذكرها، وتعدادها، وإظهارها.

قال سبحانه وتعالى:

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }

[الضُّحى: 11].
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم

على المنبر:

( من لم يشكر القليل، لم يشكر الكثير؛ ومن لم يشكر الناس،

لم يشكر الله. التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر ) .


وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) .

وعن أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم

في ثوب دون، فقال:
( ألك مال؟ قال: نعم. قال: من أي المال؟ قال: قد آتاني الله من

الإبل, والغنم, والخيل, والرقيق. قال: فإذا آتاك الله مالاً، فلير

أثر نعمة الله عليك وكرامته ).


فإذا أنعم الله عليك بمال فليكن عليك أثر هذا المال في لباسك، في بيتك،

في مركوبك، في صدقاتك، في نفقاتك؛ لير أثر نعمة الله عليك في هذا

المال. وإذا أنعم الله عليك بعلم فلير عليك أثر هذا العلم من تعليمه ونشره

بين الناس، والدعوة إلى الله، وغير ذلك .

والشكر بالجوارح: أن لا يستعان بالنعم إلا على طاعة الله،

وأن يحذر من استعمالها في شيء من معاصيه.
قال سبحانه وتعالى:

{ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا }

[سبأ: 13].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه ويقول:

( أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً؟! ) .

فسمى الأعمال شكراً، وأخبر أن شكره قيامه بها ومحافظته عليها .

العجب ممن يعلم أن كل ما به من النعم من الله، ثم لا يستحي من الاستعانة

بها على ارتكاب ما نهاه!

ولقد أحسن القائل:

أنالك رزقه لتقوم فيه بطاعته وتشكر بعض حقه

فلم تشكر لنعمته ولكن قويت على معاصيه برزقه

ومن كثرت عليه النعم فليقيدها بالشكر، وإلا ذهبت.

إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم

وحافظ عليها بشكر الإله فشكر الإله يزيل النقم

ولو لم يكن من فضل الشكر إلا أن النعم به موصولة، والمزيد لها مرتبط

به؛ لكان كافياً، فهو حافظ للموجود من النعم، جالب للمفقود منها بالمزيد.

قال سبحانه وتعالى:
{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }
[إبراهيم: 7]،

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات