صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-13-2017, 07:30 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,730
افتراضي درس اليوم 3795

من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

[ وقفات تربوية مع شهر شعبان ]

أيام مضت وشهور انقضت ودار التاريخ دورته، فأقبلت الأيام المباركة

تبشر بقدوم شهر القرآن، وبين يدي هذا القدوم يهل علينا شهر شعبان،

مذكراً جميع المسلمين بما يحمله لهم من خير، والمسلم يعلم أن شهر

شعبان ما هو إلا واحد من شهور السنة

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا}

[التوبة: 36].

ولكن المسلم يشعر أن لشهر شعبان مذاقاً خاصاً فيفرح بقدومه ويستبشر

به خيراً، قال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ

وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ.

قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}


[يونس:57- 58]،

ومن هنا كانت تلك الوقفات التربوية مع هذا الشهر الكريم.

(1) مكانة الشهر:

فهو الشهر الذي يتشعب فيه خير كثير؛ من أجل ذلك اختصَّه رسول الله

صلى الله عليه وسلم بعبادة تفضِّله على غيره من الشهور، ولذلك يتميز

شهر شعبان بأنه شهر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهو

الشهرٌ الذي أحبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضَّله على غيره

من الشهور، فقد روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

«كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول:

ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم

حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه

في شعبان»،


ووقفتنا التربوية هنا:

هل تحب ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل تجد في نفسك

الشوق لهذا الشهر كما وجده الحبيب؟ وهل تجعل حبك للأشياء مرتبطاً

بما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هو اختبار عملي في أن تحب

ما يحب الله ورسوله:

«لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به»

(الأربعون النووية[41]).

(2) عرض الأعمال:

وهو الشهر الذي فيه تُرفع الأعمال إليه سبحانه وتعالى؛

فقد روى الترمذي والنسائي عن أُسَامَة بْن زَيْدٍ

من حديث النبي صلي الله عليه وسلم:

«وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ،

فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ»


(صحيح الترغيب[1022])؛

ففي هذا الشهر يتكرَّم الله على عباده بتلك المنحة عظيمة؛ منحة عرض

الأعمال عليه سبحانه وتعالى، وبالتالي قبوله ما شاء منها، وهنا يجب

أن تكون لنا وقفة تربوية، فإن شهر شعبان هو الموسم الختامي

لصحيفتك وحصاد أعمالك عن هذا العام، فبم سيُختم عامك؟ ثم ما الحال

الذي تحب أن يراك الله عليه وقت رفع الأعمال؟ وبماذا تحب أن يرفع

عملك إلى الله؟ هي لحظة حاسمة في تاريخ المرء، يتحدد على أساسها

رفع أعمال العام كله إلى المولى تبارك وتعالى القائل:

{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}

[فاطر:10]

فهل تحب أن يرفع عملك وأنت في طاعة للمولى وثبات على دينه

وفي إخلاص وعمل وجهاد وتضحية، أم تقبل أن يرفع عملك وأنت

في سكون وراحة وقعود وضعف همة وقلة بذل وتشكيك في دعوة وطعن

في قيادة، راجع نفسك أخي الحبيب وبادر بالأعمال الصالحة قبل رفعها

إلى مولاها في شهر رفع الأعمال.

(3) الحياء من الله:

ففي الحديث السابق بعد آخر يجب أن نقف معه وقفة تربوية، فالناظر إلى

حال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في شعبان، يظهر له أكمل الهدي

في العمل القلبي والبدني في شهر شعبان، ويتجسد الحياء من الله ونظره

إليه بقوله: «وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»، ففي الحديث قمة الحياء

من الله عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بألا يراه الله إلا صائماً،

وهذا هو أهم ما يجب أن يشغلك أخي المسلم، أن تستحي من نظر الله

إليك، تستحي من نظره لطاعات قدمتها امتلأت بالتقصير، ولذلك قال بعض

السلف: "إما أن تصلي صلاة تليق بالله جل جلاله، أو أن تتخذ إلهًا تليق

به صلاتك"، وتستحي من أوقات قضيتها في غير ذكر لله، وتستحي من

أعمال لم تخدم بها دينه ودعوته، وتستحي من همم وطاقات وإمكانيات

وقدرات لم تستنفذها في نصرة دينه وإعزاز شريعته، وتستحي من قلم

وفكر لم تسخره لنشر رسالة الإسلام والرد عنه، وتستحي من أموال ونعم

بخلت بها عن دعوة الله، وتستحي من كل ما كتبته الملائكة في صحيفتك

من تقاعس وتقصير، وتستحي من كل ما يراه الله في صحيفتك

من سوءات وعورات، كل ذلك وغيره يستوجب منك أخي الحبيب

الحياء من الله والخشية منه.

(4) مغفرة الذنوب:

فإن شهر شعبان هو شهر المنحة الربانية التي يهبها الله لأمة محمد

صلى الله عليه وسلم؛ فإن لله في أيام دهركم أيامًا وأشهرًا يتفضَّل بها الله

عباده بالطاعات والقربات، ويتكرَّم بها على عباده بما يعدُّه لهم من أثر

تلك العبادات، وهو هديةٌ من رب العالمين إلى عباده الصالحين؛ ففيه ليلة

عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم

شأنها في قوله:

«يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان

فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن»


(صحيح الجامع[1819])

هي فرصة تاريخية لكل مخطئ ومقصر في حق الله ودينه ودعوته

وجماعته، وهي فرصة لمحو الأحقاد من القلوب تجاه إخواننا، فلا مكان

هنا لمشاحن وحاقد وحسود، وليكن شعارنا جميعا قوله تعالى:

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ

وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}


[الحشر:10].

قال بعض السلف: "أفضل الأعمال: سلامة الصدور،

وسخاوة النفوس، والنصيحة للأمة".

وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، وهي فرصة

لكل من وقع في معصية أو ذنب مهما كان حجمه، هي فرصة لكل من

سولت له نفسه التجرؤ على الله بارتكاب معاصيه، هي فرصة لكل مسلم

قد وقع ف أي خطأ:

«كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ»

(صحيح الترمذي[2499])،

هي فرصة إذاً لإدراك ما فات وبدء صفحة جديدة مع الله تكون ممحوة

من الذنوب وناصعة البياض بالطاعة.

(5) سنة نبوية:

شعبان هو شهر الهَدْي النبوي والسنة النبوية في حب الطاعة والعبادة

والصيام والقيام؛ فقد روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة

رضي الله عنها قالت:

«ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط

إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان»


(البخاري[1969])،

وفي رواية عن النسائي والترمذي قالت:

«ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صيامًا منه

في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً، بل كان يصومه كله»


(صحيح الترغيب[1024])،

وفي رواية لأبي داوود قالت:

«كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان»


(صحيح أبي داوود[2431])،

وهذه أم سلمة رضي الله عنها تقول:

«ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين

متتابعين إلا شعبان ورمضان»


(صحيح الترمذي [736]).

ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:

«وكان أحب الصوم إليه في شعبان»

(أخرجه أحمد[13427])،

ولشدة معاهدته صلى الله عليه وسلم للصيام في شعبان قال ابن رجب:

"إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور"، قال ابن حجر: "في الحديث

دليل على فضل الصوم في شعبان"، وقال الإمام الصنعاني: "وفيه دليل

على أنه يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره"، وذكر العلماء

في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور أن أفضل

التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده؛ وذلك يلتحق بصيام رمضان؛

لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض

قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض،

والوقفة التربوية هنا كم يوماً تنوي صيامه من هذا الشهر

اقتداءً بالحبيب؟

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات