![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() الأبنة الزميلة / لمسة دلع لا تفقدني للأبدجَلَسَ يَرْتشفُقَهوتَهُ كَعَادَتِهِ كُلّ صَبَاحٍ شَعرَ أنّنَظرَتَهُ اليومَ للحياةِ تَختلفُ بَعدَ أن أعَادَ تَرْتِيبَ أورَاقِهِ أمس ، وَنفَضَ الغُبَارَ عَن أدْرَاجِهِ القَدِيمَةِ قَرّرَ أن يَبْدَأ حَيَاةً جَدِيدةً ،و بِنَشْوَةٍمَمزُوجَةٍ بِسَعَادَةٍ غَرِيبَةٍ مَدّ يَدَهُ إلىفُنجَانِ قَهْوَتِهِ فَوَجَدَهُ فَارِغا ً فارغــا ً إلّا مِن بَقَايـَـــا ذِكْرَيَاتٍ جَمَعَتهُبِصَاحِبهِ يَوماً ما حَاوَلَ إسْتِرجَاعَهَا فِي لَحْظَةٍ ، وَإذَا بِطَيفِهِ يَبْزُغُ مِنخَلْفِ قُضبَانِ نَافِذَتِهِ المُتْعَبَةِ ، طَيفُذَاكَ الصّدِيقِ الّذِي فَارَقَهُ يَوماً دُونَ سَابقِ إنذَارٍ فَمَاكَانَ مِنهُ إلا أن أعَادَ فُنجَانَهُ الفَارِغَإلى طَاوِلَتِهِ ، وَخَاطَبَهُ فِي دَهْشَةٍ : - صَدِيقِي عُدت إليّ ! أهُوَ الوفاءُ جَاءَ بِكَ أينَكُنتَ ؟ -لَمْأفَارِقُكَ يَوماً ، كُنتُ أرْقُبُكَ مِن بَعِيدٍ . - أنا مُتعَب ٌ , أحْتَاجُكَ . -مَاأتْعَبكَ إلا طَيشُكَ ، وإسُرَافُكَ فِي أمرِكَ . -عَجَبا ً كُنتَ صَاحِبِي ! -وَلازِلتُ، لَكِنّهَا فُرصَتُكَ الأخِيرَةُ مَعِي وَهُوالرّحِيلُ الأخِيرُ تَعِبت ُ مِن كُلّ مَافِيك َ،تَعِبت ُ مِن تَفْرِيطُكَ بِي وأنا وأنتَ مُنذُ وُلِدتَ رِفَاق ، فَمَاعَرفْتَ الوَفَاءَ وَلاصُنتَ الإخَاءَ سَأرحَلُ إلى مَن يَعرفُ قِيمَتِي وَأتْرُكُكَ مَعدَهْشَةِ فُنجَانِكَ الفَارِغَ ! - لا ، لاتَرحَل أرْجُوكَ فَأنا مُتعبٌ يَاصَاحِبِي رِفْقَتِيغَدَرتْ بِي وَمَا كُنتُ لَهُم إلا وَفيّاً -الوفاءُ بَابُ التّقْوَى ،أينَ أنتُممِنهَا ؟؟!! لكن،،، لاتأسف عَلَى شَيءٍ فإنّكَ إن أحْببتَوَوَجدتَ جُحوداً فالرّابِحُ أنتَ وإن أعْطَيتَوَوجدت نُكرَاناً ؛الرّابحُ أنتَ وإن حَاولتَ وَفَشِلتَفَوَحدكَ مَن سَيعرفُ السّببَ! إذاً ( إِذَنْ ) دَعِالأسفَ جَانِبا ً وَتعلمْ أن تَخْتارَ جَيدا ً لِتبقَى عَلَى وِئامٍ - كيفَ أبْقَى علَى وِئامٍ وَذاتِي هِي مَن أتْعَبتنِي ؟! -وأتْعَبَتنِي أيضاً أتَذكُرُ تِلكَ الليَالِيالبَرِيئةِ حِينَ كُنتَ طِفلا ً تَتَوسّدُ ذِرَاعَأمّكَ المُتْعَبَةِ مِن كُلّ شيء إلا حُبّكَ ؟ أتَذكُرُ سَاعَاتِ الصّفاءِ الّتِي جَمَعتكَ وَصُحْبَةُالخيرِ الّتِي فَرطتَ فِيهَا ؟ أتَذكُرُ لَحَظَاتِ وَدَاعِكَ للبراءةِ فِي لَحظةِطَيشٍوَكيفَ تُؤرخُهَا كُلّ ليلةٍ بِمدَادِ مِن دمٍوَدُمُوعٍ فِي ُمحَاوَلَةٍ مِنكَ لِنسْيَانِهَا ، لكن ! تَأبّى اللوحــةُ إلا أن تُعانِدَ وتَتمرّدَ عَلَى كُلّ شَيءٍ لِترسُمَ شَجَرَةً تَمْتَدُ عُرُوقُهَا إلى هُنَاك إلى وَاد ٍ مِن الذّكْرَيَاتِ السّحِيقَةِ الّتِي كَانتْ تَنعمُ بِالحُرّيَةِ يَوماً مَــا فَانهَارتْ تَحتَ وَطأةِ التّحليقِبَعِيداً أبعدَ مِن أحْلامِهَا وأبْعَدَ مِن مِسَاحَاتِهَا الخَضرَاءِ فَسَحَقتْ فِي لَحظَةٍ طَيشَ وَعَادتْ لِتَرْسُمَ اللوحَاتِ وَهَيهَاتَ تُمحَى هَيهَات - قَسوتَ عَليّ كَثِيراً يَا أخِي - بَلِ القَسْوةُ الحَقّةُ هِيَ رَحِيلِي عَنكَ هَاكَ يَدِي وَمَعَهَابَقَايَا أمل -تعبت ُ، تعبت ُ مِن كلّ شيء . -أخِي ،سَتمضِي الأيّامُ تُسابِقُ خُطَاكَ المُتعبةِ وأنتَ َ مَكانَكَ ....لاشيء الوحْشَةُ تَملأ المَكَانَ وَرَائحَةُ المَوتِ تَقْتَرِبُ مَوتُ كُلّ شيءٍ فِيكَ حَتَى ذَاتُكَ فَالإنكِسَارَاتُ (فَالانكِسَارَاتُ ) كَثِيرةٌ والإنتصَاراتُ (والانتصَاراتُ ) قَليلةٌ .. والأرضُ حُبلَى بِالهُمومِ ولاشيء سِوَى المَـــوتِ يَنظرُ إليكَ بِعينِ العَطفِ ولسانُ حَالِهِ يَقُولُ :هَلْ أعددتَ العُدّةَ لِي ؟؟؟ - الموتُ ! أخَافُه وَأخشَى الحَرِيقَ - لاتَخشَ الحَرِيقَ تَقدمْ سِرْ فِي الدّربِ وَارمِ باِلأثقالِ جَانِبا دَعِ الامطارَ تَهْطُلُ فَإنّهَا سَتغْسِلُكُلّ شيء سَتغسِلُ البَعْضَ وَتُفتِتُـــه وتُلمعُ البَعضَ وَتُعِيدهُ أملَسا ً كَالحَريرِ إذَا لَمْ تَفعَلفَستَنُوءُ بِحِملِ تِلكَ الأوحَالِوَسَتَغطِسُأقْدَامُكَ فِي الطيــنِ سَيُدَنِسُ ثَوبكَوَبَدَنَكَ وَبعـــدُ لن يَنظَفَا أبداً وإن أردتَ المَسِيرَ تَابِعِالدّربَ فَهُناكَ بِانتِظاركَ مَاءٌ عَذبٌ إن أردتَشَرِبتَ وأن أردتَ اغْتَسَلتَ تَطَهرْ مِن ذُنُوبِكَوانهَضْ اجعَلِ الحُبّ رَبِيعَ قَلبِكَ أحبّ مَن حَولَكَ لِتَعِيشَ فَمَا الموتُ إلامـــوتُالقُلوبِ عَليكَ بِالتّضحِيةِ فِهيَ مَصِيرُكَ أنتَ مَن اختِرتَ الطّرِيقَ فَلاتَخشَ الحَرِيقَ أطرقَ رَأسهُ ، صَمتَ ، شَهقَ ، بَكَى ،نَظَرَ إلى مُصْحَفِهِ و ابْتَسَمَ
رَفَعَ رَأسَهُ وإذَابِالطّيفِ يَكادُ يَرحَلُ خَاطَبهُ مُتوسِلا ً:-لاتَرحَــل !!! -سَأرحلُ يَوما ًفَاعْمَلْ عَلَى أن لاتَحتَاجَ إلالأعْمَالِكَ ولست ُبِصَاحِبكَ الدّائم - مَن أنــــتَ ؟؟!! - أنَا وَقتُكَ المُهـــدُور لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخلبيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمينوالمسلمات الأحياء منهموالاموات |
![]() |
|
|
![]() |