![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخ / مصطفى آل حمد شعاع من شمس الإسلام الصحابي الجليل /ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وارضاه هل أحب ربيعة بن كعب رسول الله وهل هناك دليل عن حبه له ؟ أيها الأخوة الكرام , مع بداية الدرس الثاني والعشرين من دروس سيرة صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وصحابي اليوم سيدنا ربيعة بن كعب ، وكما تعلمون سابقاً أن كل موقف من مواقف الصحابة يعدّ لنا درساً بليغاً ، نهتدي به في حياتنا وعلاقاتنا . فقال ربيعة بن كعب : كنت فتى حديث السن ، يعني صغير السن ، لما أشرقت نفسي بنور الإيمان , وأنا بفضل الله تعالى أعلق أهمية كبرى على الأخوة الأكارم الشباب ، لأن هؤلاء لهم مستقبل كبير ، ومن لم تكن له بداية محرقة، لم تكن له نهاية مشرقة , وريح الجنة في الشباب , وما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب ، وإن الله يباهي الملائكة بالشاب التائب. قال : كنت فتىً حديث السن لما أشرقت نفسي بالإيمان ، وامتلأ فؤادي بمعاني الإسلام ، ولما اكتحلت عيناي بمرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أول مرة أحببته حباً ملأ علي كل جارحة من جوارحي . أيها الأخوة , إسلام بلا حب جسد بلا روح , لا إيمان لمن لا محبة له , لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له , فالحب أحد أركان الإسلام ، ليس بالمعنى الاصطلاحي . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِه ووالدِه والنَّاسِ أجمعينَ ) الراوي : أنس بن مالك – المحدث : مسلم – المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 44 خلاصة حكم المحدث : صحيح وأولعت به ولعاً صرفني عن كل ما عداه ، فقلت في نفسي ذات يوم : ما قيمة الحب من غير عمل تقدمه ؟ ما قيمة الحب من غير ترجمة تترجم له ؟ ما قيمة الحب من دون شيء يؤكده ؟ لما كثر مُدَّعوا المحبة طولبوا بالدليل ، ادعاء المحبة سهل جداً ، وكل إنسان بإمكانه أن يدعي أنه يحب رسول الله ، أو يحب الله , ولما كثرت هذه الدعوى طولب هؤلاء المُدَّعون بالدليل . قال تعالى : } قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ { (سورة آل عمران الآية : 31) فقلت في نفسي ذات يوم : ويحك يا ربيعة , لِمَ لا تجرد نفسك لخدمة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ؟ اعرض نفسك عليه , فإن رضي بك سعدت بقربه , وفزت بحبه , وحظيت بخَيْرَي الدنيا والآخرة . والخدمة من أجل الأعمال التي يقدمها الإنسان تعبيراً عن حبه وإخلاصه لمن يحب ، وهي برهان صادق , لأن المؤمن الموصول بالله سعيد ، وكل من خالطه يسعد بقربه ، ويسعد بصحبته ، فكيف برسول الله ؟ كل واحد منا إذا التقى أخًا بالله مؤمنًا خالص الإيمان ، صادقاً في إيمانه ، له عمله الطيب ، يأنس بقربه ، ويسعد بصحبته ، ويسعد برفقته ، هذا مع مؤمن ، فكيف إذا التقيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فكيف إذا كنت من أقرب الناس إليه ؟ إنه شيء مسعد جداً أن تكون مع رسول الله قريبًا منه . قال : ثم ما لبثت أن عرضت نفسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجوت أن يقبلني في خدمته فلم يخيب رجائي . وصدق الفرزدق حين قال: ما قال لا قطّ إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نَعَمُ إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يرفض طلب إنسان إلا إذا كان غير معقول ، لذلك هذه أخلاق الله عز وجل . وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتخلق بأخلاق الله . عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن ) الراوي : سلمان الفارسي – المحدث : الألباني – المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم : 3131 خلاصة حكم المحدث : صحيح انظر إلى خدمة ربيعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام : قال : منذ ذلك اليوم ألزمَ للنبي الكريم من ظله, صار خادمًا ، وكلمة خادم للعظماء وسامُ شرف , أما لغير العظماء فهي وصمة عار , ومَلِك يسمِّي نفسه خادم الحرمين , هذا شرف ، أما إذا خدمت غنياً ابتغاء ماله . أسير معه أينما سار ، وأدور في فلكه كيفما دار , فما رام بطَرْفه مرةً نحوي إلا مثلت واقفاً بين يديه , كان ذكيًّا لا حاجة أن ينادي له , من نظرة يفهم , الفطِنُ يفهم بالإشارة , وما تَشَوَّف لحاجة من حاجاته إلا وجدني مسرعاً في قضائها . الحُبُّ إذا نما بين شخصين فهِمَ المحب عندئذٍ على المحبوب خواطرَه قبل أن ينطق بها . قال : وكنت أخدمه نهاره كله ، فإذا انقضى النهار وصلى العشاء الآخرة ، وأوى إلى بيته ، أهم بالانصراف . لكني ما ألبث أن أقول في نفسي : إلى أين تمضي يا ربيعة ؟ هل لك مكان أجمل من هذا المكان ؟ فلعل تعرض للنبي عليه الصلاة والسلام حاجة في الليل فأجلس على بابه ، ولا أتحول عن عتبة بيته. إذا أحب الإنسانُ رسولَ الله سعِدَ في الدنيا والآخرة ، لأن النبي شفّاف ، إن أحببته فحبك له عين حب الله ، فليس بينهما انفصال . قال تعالى : } يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ{ (سورة التوبة الآية : 62) حُبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عينُ حب الله ، وحبُّ الله عزوجل عينُ حبِّ رسول الله ، لو أن إنسانًا قال لك : أنا أحب الله فقط ، نقول له : أنت كذاب ، لأنّ مَن أحبَّ الله أحبَّ رسولَ الله ، ولأن النبي عليه الصلاة والسلام ليس له ذات يدعو إليها ، إنما يدعو إلى الله ، وهو يمثل الكمال البشري ، ومن هذا المعنى لو أن إنسانًا لم يطبق سنة النبي ، ثم اصطلح مع الله , فإنّ الله لا يقبله إلا إذا اصطلح مع النبي صلى الله عليه وسلم . والدليل قوله تعالى : } وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً{ (سورة النساء الآية : 64) |
|
|
![]() |