صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-21-2013, 01:26 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي الحكمة ( 14 )

الأخ / مصطفى آل حمد


الحكمة
الجزء الرابع عشر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله رب العالمين,
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
أيها الأخوة الكرام :
من ثمرات الحكمة التي يؤتاها الإنسان حينما يستحقها لقوله تعالى:
{ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً }
[سورة البقرة الآية:269]
اليوم في طريق الوصول إلى الحكمة, قال بعض السلف:
من ترك الحرام وصل إلى الحكمة, ومن ترك الدنيا وصل إلى الحكمة.
لأن حب الدنيا رأس كل خطيئة, وحبك الشيء يعمي ويصم,
ولن تكون حكيماً إلا إذا نقلت اهتماماتك إلى الدار الآخرة؛
لأن الله عز وجل يقول:
{ وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا }
[سورة الإسراء الآية:19]
قضية إرادة الآخرة, والإنسان حينما يريد الآخرة,
تنقلب موازينه رأساً على عقب.
ائت برجلين؛ رجل أراد الدنيا, ورحل أراد الآخرة, ووازن بين أفعالهما،
تجد العجب العجاب؛ الذي أراد الدنيا يرى الذكاء, والفلاح, والتفوق,
والفوز في الأخذ, والذي أراد الآخرة يرى النجاح, والفلاح في العطاء,
الأول يرى الزهد حمقاً, الثاني يرى الزهد مغنماً.
لذلك أيها الأخوة: أركان الإسلام خمسة, ما من ركنين تلازما في القرآن,
كركني الإيمان بالله واليوم الآخر.
بعد أن تؤمن بالله, الركن الثاني بعد هذا الإيمان أن تؤمن أن هناك يوماً
آخر؛ هو الهدف, وفيه تسوى الحسابات, وبه تسعد إلى الأبد.
المؤمن الحق الدنيا بيديه وقلبه معلق بالله تعالى
طريق الحكمة ترك الدنيا, ليس معنى ترك الدنيا أن تدع العمل,
أن تدع الزواج, لا, أن تُنزع من قلبك وأن تبقى في يديك, القضية دقيقة جداً؛
لأن:
( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير )
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]
إذا وازنا بين مؤمن فقير, وكافر غني, المؤمن الفقير أفضل ألف مرة
من الكافر الغني, إذا وازنا بين مؤمن ضعيف, وكافر قوي,
المؤمن الضعيف أفضل ألف مرة من الكافر القوي,
أما إذا وازنا بين مؤمن ضعيف, ومؤمن قوي,
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف,
هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام.
مؤمن قوي أي عادل, قوي, مؤمن بالمعنى السائد بين الناس،
كيف نوفق بين الزهد في الدنيا وبين أن المؤمن القوي خير
وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف؟
التفريق بينهما أن المؤمن الحق الدنيا بيديه, وقلبه معلق بالله تعالى,
والدليل لو أن الدنيا أقبلت, أو أدبرت, لا تتحرك شعرة في يده,
إذا لم يستوِ التبر والتراب عند المؤمن لا يعد مؤمناً بالآخرة، والدليل:
المؤمن الصادق يركل بقدمه ملايين مملينة فيها شبهة,
وقد يقبل على عمل يهد الجبال ابتغاء وجه الله.
انتقال الدنيا من القلب إلى اليدين هذا من شان المؤمن وحده :
هناك نقطة مهمة جداً: أن المؤمن داعية شاء أم أبى, ولو بقي ساكتاً؛
لأنه يقبل على عمل يهد الجبال بلا مقابل, ويرفض دخلاً كبيراً فيه شبهة,
وهو في أمس الحاجة إليه؛ فانحيازه للحق, وولاؤه للحق, وورعه,
هو بحدِّ ذاته دعوة إلى الله عز وجل.
لذلك أيها الأخوة: انتقال الدنيا من القلب إلى اليدين, هذا من شان المؤمن,
تنتقل الدنيا من قلبه إلى يديه؛ لأنه يتعامل معها, لأن الدنيا مطية الآخرة,
لأن الدنيا فيها ثمن الآخرة, تجد هناك أناس كثر قدموا من أموالهم,
أو من جهدهم, أو من خبرتهم, حينما يمضي الإنسان ساعات طويلة
في عمل صالح, لا يبتغي به الدنيا, يبتغي به الدار الآخرة, معنى ذلك:
هو بين يدي الدنيا.
هذا المفهوم قاله علماء كثيرون: أن الدنيا انتقلت إلى اليدين لا في القلب.
وقد تجد إنساناً يدعي الزهد, وليس له من حطام الدنيا شيء,
وهو متعلق بها أشد التعلق, يدعي الزهد, ولا يملك من الدنيا شيء,
وتجده متعلقاً بالدنيا, وقد تجد إنساناً آخر, الدنيا بين يديه
وهمه الأول أن يرضي الله عز وجل.
نقلوا عن سيدنا عمر بن عبد العزيز أنه قال:
[ تاقت نفسي إلى الإمارة، فلما بلغتها تاقت نفسي إلى الخلافة,
فلما بلغتها تاقت نفسي إلى الجنة ]
وسيدنا عمر بن عبد العزيز مشهود له:
أنه خامس الخلفاء الراشدين,
وهو في أعلى درجة في الدنيا, كان زاهداً في الدنيا,
وكان حريصاً على مرضاة الله عز وجل.
المؤمن المتفوق مؤمن متعلق بالآخرة :
أخواننا الكرام؛ طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً,
والجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً:
أي إياك أن تقصد التنعم لذاته, الله عز وجل يسرك, ويريحك,
وتمر أيام أنت من أسعد الناس, ولكن إياك أن تكون الدنيا جل همك,
ومبلغ علمك, ومحط رحالك، والله عز وجل أثبت للكفار أنهم:
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
[سورة الروم الآية:7]
أي ما وجدت مؤمناً متفوقاً إلا بتعلقه بالآخرة, دائماً المؤمن بكل موقف
عنده سؤال: ماذا سأجيب الله يوم القيامة عن هذا العمل؟
يهمه أن يجيب الله إجابة صحيحة.
سيدنا عمر بن عبد العزيز, يروى أنه دخلت عليه فاطمة زوجته,
فقالت: ما لك تبكي؟
فقال: دعيني وشأني,
قالت له ثانية: ما لك تبكي؟
فقال: دعيني وشاني,
فلما ألحت عليه,
قال: يا فلانة, تأملت في الفقير الضائع, وفي العيال الكثير والدخل القليل,
وفي ابن السبيل, وفي الشرك الكبير, وفي الأرملة والمسكين,
والطفل الصغير, واليتيم..... ذكر أصنافاً عديدة جداً,
قال: فعلمت أن الله سيسألني عنهم جميعاً, وأن خصمي دونهم رسول الله,
فخفت ألا تثبت حجتي, فلذلك أبكي.
سيدنا عمر سمع من سيدنا رسول الله بشارة بالجنة, يسأل حذيفة بن اليمان:
بربك يا حذيفة اسمي بين المنافقين؟ ما تفسير ذلك؟
من شدة خوفه من الله نسي بشارة رسول الله, وخاف أن يكون منافقاً.
فإذا كان عملاق الإسلام يخاف أن يكون منافقاً, فهذا المطمئن ما شأنه؟
كيف تطمئن؟ وكلما بالغت في اتهام نفسك فهذا علامة إيمانك,
وكلما تركت ما هو مباح, خوفاً من أن تقع في الحرام, فهذا علامة إيمانك,
وكلما تقلبت في أحوال اليوم الواحد, أحوالاً عديدة جداً، قيل:
المؤمن يتقلب في اليوم الواحد إلى أربعين حالاً, بينما المنافق يستقر
على حال واحدة أربعين سنة.
يتقلب في اليوم الواحد؛ تارة مطمئن, تارة خائف, تارة يشك في هذا العمل,
لعله شبهة, من شدة حرصه على طاعة الله, وخوفه من سخط الله,
يتقلب في اليوم الواحد بعشرات الأحوال.

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات