![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخ / محمدالخواص عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( 1- 3 ) مقدمة: الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيرا، والصلاة والسلام على من أرسله الله بالحق بشيراً ونذيرا، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا.. نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..وسلم تسليماً كثيرا.. أما بعد: ذكرنا في المبحثين الأول والثاني (فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والآثار المترتبة على ذلك) وفي هذا المبحث سنتطرق إلى عواقب ترك هذه الفريضة، فكما عرفنا سابقاً الآثار والفوائد التي تجنيها الأمة عند قيامها بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه بتركها لهذه الشعيرة العظيمة تظهر الكثير من العواقب الوخيمة، والأضرار الجسيمة في حياة الأمة سواء أكان ذلك على مستوى الأفراد أم المجتمعات، هذه العواقب منها ما يكون في الدنيا ومنها ما يكون في الآخرة وسوف نذكر في هذا المطلب بعضاً من هذه العواقب في النقاط التالية: أولاً: ظهور الذنوب والمعاصي وانتشار جميع أنواع المنكرات: إن السكوت عن قول كلمة الحق أو التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُجَرِّئُ أهل الباطل على نشر باطلهم، ويشجع أهل الفجور على التمادي في فجورهم، ولذلك "فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس"(2)، فهو بسكوته يعين على نشر المنكرات والمعاصي، بل ويشاركهم في وزرهم إن كان قادراً على التغيير ولم يقم بذلك، وما ظهرت هذه الذنوب والمعاصي في أي أمة إلا بسبب سكوت أهل الحق وتخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثانياً: استعلاء أهل الشر والفساد وسيطرة الأشرار على مقاليد الأُمور: ومن عواقب التخلي عن أداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ازدياد عدد المنحرفين وأهل الشر والفساد في الأرض، وانحسار عدد الصالحين وأهل الخير والتقى، وبازدياد عدد المفسدين والأشرار وانحسار عدد المصلحين والأخيار تكون الأجواء والظروف مهيأة لأهل الفجور للتمادي في انحرافهم وشرّهم وإفسادهم لعباد الله، وذلك لغياب من يردعهم، ومن يقف في وجوههم ليصدهم عن شرهم وفسادهم حيث يأمنون من عدم الاعتراض وعدم الملاحقة، فتنطلق إرادتهم الضعيفة أمام الشهوات، وأنفسهم الشريرة من عقالها، فيعملون ما يحلو لهم ثم يكون الأمر لهم ليسيطروا على مقاليد الأمور، ويوجهون الناس حسبما يرون ويشاءون، وتكون الكرّة لهم لملاحقة ومطاردة الأخيار والصالحين في جميع ميادين الحياة، ولا يبقى للأخيار والصالحين أي منفذٍ للنجاة أو النهوض بالأمر من جديد، فيعيشون الذل والامتهان إضافة إلى الأذى والتعذيب، وأعظم من ذلك تخلي الرعاية الإلهية عنهم، وعدم استجابة الله تعالى لدعائهم.(3) وإذا علا الفجار والأشرار في المجتمع كان ذلك بداية للدمار والخراب كما أُثر عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "توشك القرى أن تخرب وهي عامرة قيل وكيف تخرب وهي عامرة، قال إذا علا فجارُها أبرارَها وساد القبيلةَ منافقوها"(4). قال الإمام السعدي رحمه الله في كلامه عن عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: " ومنها: أن ذلك يجرئ العصاة والفسقة على الإكثار من المعاصي إذا لم يردعوا عنها فيزداد الشر، وتعظم المصيبة الدينية والدنيوية، ويكون لهم الشوكة والظهور، ثم بعد ذلك يضعف أهل الخير عن مقاومة أهل الشر حتى لا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه أوَّلا "(5). ثالثاً: انتفاء وصف الخيرية عن الأمة: ومن عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، زوال وصف الخيرية عن الأمة، لأنهم لم يستحقوا الثناء والمدح إلا لتحققهم بهذا الفعل فإذا انتفى عنهم القيام بهذه الفريضة ينتفي عنهم الوصف بالخيرية، لأن انتفاء اللازم مستلزم لانتفاء الملزوم قال الإمام القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: }تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ{ مدحٌ لهذه الأمة ما أقاموا ذلك واتصفوا به، فإذا تركوا التغيير وتواطأوا على المنكر زال عنهم اسم المدح ولحقهم اسم الذم، وكان ذلك سببا لهلاكهم"(6). وأي خير يبقى للأمة إن تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي به يظهر الحق ويزهق الباطل، وما أحسن ما تكلم به ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن حال هؤلاء قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها، وهو بارد القلب، ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين، وخيارهم المتحزن المتلمظ ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون وهو موت القلوب فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل"(7). رابعاً: الهزيمة أمام الأعداء: من سنن الله تعالى أنه ينصر من ينصر دينه، وعلى العكس من ذلك فإن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب الهزيمة أمام الأعداء، وذلك أن الساكت عن قول كلمة الحق إما أنه ممن }يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً{ [النساء: 77] وإما أنه قد انهزم أمام نفسه، واستسلم لهواه وشهواته، وأصبح لا يتمعر وجهه لمحارم الله تعالى، وفي كلا الحالين فهو لا يستحق نصر الله له، وقد مرّ معنا سابقاً حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم، فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء فتوضأ، وما كلم أحدا، ثم خرج، فلصقت بالحجرة أسمع ما يقول، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى يقول لكم: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني، فلا أجيبكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم فما زاد عليهن حتى نزل ) (8). |
|
|
![]() |