![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت/ المـلـكة نــــــــــور لمسات بيانية سورة الناس ندوة الدكتور فاضل السامرائي { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5} مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } [ الناس : 1 – 6 ] جمعتا الاستعاذة من الشرور كلها الظاهرة و الخفية ، الواقعة على الإنسان من الخارج و التي تصدر منه من الداخل . الواقعة على الإنسان من الخارج ولا يمكن له دفعها ، ولا سبيل لذلك إلا بالصبر ، وهذه الأمور إذا وقع فيها الإنسان وصبر سجل ذلك في صحيفة حسناته لأن الله تعالى يجزي الصابرين . والشر في سورة الفلق مما لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه فهو غير محاسب عليه . ( النابعة من نفسه ) وهي التي قد تقع على صاحبها ( القارئ ) ، و قد تقع على غيره ، وهي التي يستطيع الإنسان أن يدفعها ويتجنب ظلم النفس و الآخرين . وهذه الشرور إذا وقع فيها الإنسان سجلت في صحيفة سيئاته . والشر المقصود في هذه السورة هو مما يدخل تحت التكليف ويحاسب عليه المرء لأنه يدخل ضمن ما نُهي عنه . ما يدخل تحت التكليف ( ما جاء في الناس ) ، وما لا يدخل في التكليف ( ما جاء في الفلق ) .. ما لا يستطيع دفعه ( الفلق ) وما يستطيع دفعه ( الناس ) .. ما يدخل سجل الحسنات ( الفلق ) وما يدخل سجل السيئات ( الناس ) . وقال عدد من المفسرين و المحققين : سورة الفلق استعاذة بالله من شرور المصائب ، وسورة الناس استعاذة بالله من شرور المعايب . جاء في التفسير القيم لابن القيم فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ } [ الناس : 1 – 3 ] o أعوذ بالله لغة : هي بمعنى ألتجئ و أعتصم بالله . o قل : أمر الله تعالى الرسول أن يقول الأمر بالقول له أهمية كبيرة هنا ولو حذف الفعل لاختل المعنى المقصود { قُلْ } للإفصاح عن ضعفه والتجائه إلى ربه ، فهي من باب الإعلان عن حاجة الإنسان إلى ربه جلّ و علا ، وهو يفصح عن حاجته هذه بنفسه وينطقها بلسانه وفيها قتل للغرور، لأن الكِبر والغرور يمنعان المرء أحيانا من طلب الإعانة وهو في حاجة شديدة إليها ، فتطلب منه لآية أن يعلن التجاءه إلى ربه ، فلا يكتفي بالشعور بالحاجة بل يعلنها ، سواء الرسول أو غيره من البشر . قالوا أتشكو إليه ما ليس يخفى عليه فقلت ربي يرضى ذل العزيز لديه ففي هذا الإعلان قتل بل علاج للكِبر الذي في نفس الإنسان والذي قد يؤدي به إلى الطغيان . {إِنَّ الْإِنسَانَلَيَطْغَى {6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [ العلق : 6 – 7 ] لذلك لابد من قولها باللسان ولا يجوز النطق بالاستعاذة دون الأمر { قُلْ } ثم إن هذا القول من أسباب الطاعة فإن المرء إن استعان بأحد فلا يمكن أن يعصيه وإذا صاحب الاستعاذة شعور في النفس بالحاجة إلى غياث المستغيثين ليأوي إلى ركن شديد فهذا الشعور بالحاجة إلى مولاه يُلين القلوب القاسية . { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ } [ الناس : 1 – 3 ] o الاستعاذة في السورة هي بـ : رب الناس، بملك الناس ، وبإله الناس من شر الوسواس الخناس . فالمستعاذ منه : هو شر واحد والاستعاذة منه : جاءت بالربّ و الملك والإله من وسوسة الشيطان المُهلكة أما في سورة الفلق : فقد كانت الاستعاذة بشيء واحد من شرور متعددة . وفي هذا إشارة عظيمة إلى خطورة الوسوسة على الإنسان وعلى غيره لأنه إن استجاب لهذه ا لوساوس فقد يردي نفسه في الدنيا والآخرة أما الأمر الذي ليس من كسبه ( ما جاء في سورة الفلق ) فقد استعاذ منه بأمر واحد وهذه لفتة بيانية عظيمة من هاتين السورتين الكريمتين إلى خطورة البشر وخطورة الوسوسة . o وجاء الترتيب في سورة الناس هكذا : الرب ، الملك ، الإله . فالإنسان إذا وقع في حاجة يستعين أولاً بخبرته وعلمه أو بمن لديه هذه الخبرة والتجربة ليرشده وهذا شأن المربي فهو المرشد والمعلم والموجه ، ولذا بدأت الآيات به { رَبِّ النَّاسِ } . فإن لم ينجح فيما يريد لجأ إلى السلطة وصاحبها وهو الملك{ مَلِكِ النَّاسِ } فإن لم تُجد السلطة نفعاً التجأ إلى الله تعالى { إِلَهِ النَّاسِ } و أفوض أمري إلى الله . والترتيب في الآيات في السورة هو على سياق هذا الترتيب الطبيعي ، وكحاجة الإنسان للتعامل في الحياة . وهو واضح في مراحل حياة الإنسان و معاشهم ، فالأجنة هي البداية ثم يخرج الناس للحياة ليواجهوا المربي الذي يقدم لهم ما يحتاجونه من تربية ورعاية ، فإذا كبروا احتاجوا إلى المجتمع وما ينظم علاقتهم به ، ثم يأتي سن التكليف حيث يحاسبه الإله. |
|
|
![]() |