![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / فـــــاتوووو حديث مع النفس إذا كانت الهداية إلى الله مصروفة ، والاستقامة على مشيئته موقوفة ، والعاقبة مغيبة ، والإرادة غير مغالبة ، فلا تُعجبي بإيمانك وعملك وصلاتك وصومك وجميع قربك ، فإن ذلك وإن كان من كسبك فإنه من خلق ربك وفضله الدارِّ عليك وخيره ، فمهما افتخرت بذلك كنت كالمفتخرة بمتاع غيرها وربما سُلب عنك فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف البعير، فكم من روضة أمست وزهرها يانع عميم فأصبحت وزهرها يابس هشيم ، إذ هبت عليها الريح العقيم ، كذلك العبد يمسي وقلبه بطاعة الله مشرق سليم فيصبح وهو بمعصية الله مظلم سقيم ، ذلك فعل العزيز الحليم الخلاق العليم. مالك من صبر على النار ، نوم بالليل وباطل بالنهار وترجين أن تدخلي الجنة هيهات هيهات ، متى العمل فاستيقظي يا نفس ويحك ، واحذري حذرا يهيج عبرتي ونحيبي ، وتجهزي بجهاز تبلغين به شاطئ الأمان ، فلم ينل المطيعون ما نالوا من حلول الجنان ورضا الرحمن إلا بتعب الأبدان ، والقيام لله بحقه في المنشط والمكره . ما أصعب الانتقال من البصر إلى العمى ، وأصعب منه الضلالة بعد الهدى ، والمعصية بعد التقى ، كم من وجوه خاشعة وقعت على قصص أعمالها وكم من شارف مركبه ساحل النجاة فلما هم أن يرتقي لعب به موج فغرق الخلق كلهم تحت هذا الخطر ، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، ما العجب ممن هلك كيف هلك إنما العجب ممن نجا كيف نجا . من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا ؟! فبعيد من قلبه بعيد من الله تعالى ، غافل عنه متعبد لهواه أسير لشهواته ، لسانه يابس عن ذكره ، وجوارحه معطلة عن طاعته مشتغلة بمعصيته فبعيد عن هذا أن يوفق للخاتمة بالحسنى . أما الورعون فقد جدوا ، وأما الخائفون فقد استعدوا ، وأما الصالحون فقد فرحوا وراحوا وأما الواعظون فقد نصحوا وصاحوا ، العلم لا يحصل إلا بالنصب، والمال لا يجمع إلا بالتعب ، فإن حرصت على الخلاص فاعلمي أنه من عزم بادر ومن هم ثابر ، ولا ينال العز والمفاخر من كان في الصف الآخر . بادري بالأوقات قبل انصرامها واجتهدي في حراسة ليالي الحياة وأيامها ، فكأنك بالقبور وقد تشققت وبالأمور وقد تحققت وبوجوه المتقين وقد أشرقت وبرؤوس العصاة وقد أطرقت قال تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } [ السجدة : 12 ] * كان عامر بن عبد الله بن قيس التابعي قد جعل عليه كل يوم ألف ركعة فلا ينصرف منها إلا وقد انتفخت قدماه وساقاه ثم يقول لنفسه : يا نفس : بهذا أمرت ولهذا خلقت يوشك أن يذهب العناء ، يا نفس : إنما أريد إكرامك غدا ، والله لأعملن بك عملا حتى لا يأخذ بالحق منك نصيب ، قومي يا مأوى كل سوء فوعزة ربك لأزحفن بك زحف البعير ، ولئن استطعت أن لا يمس الأرض من زهمك لأفعلن ، ثم يتلوى كما تتلوى الحية على المقلى ، ثم يقوم فينادى : اللهم إن النار قد منعتني من النوم فاغفر لي . *وكان زياد بن زياد مولى ابن عياش يخاصم نفسه في المسجد فيقول : اجلسي ، تريدين الخروج ؟ أين تذهبين ؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد ، انظري إلى ما فيه . تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان ودار فلان ، ما لك من الطعام يا نفس إلا هذا الخبز والزيت ، وما لك من الثياب إلا هذين الثوبين، وما لك من النساء إلا هذه العجوز . *وقال الجنيد : أرقت ليلة وفقدت حلاوة وردي ثم اضطجعت لأنام فتمايلت حيطان البيت وكاد السقف أن يسقط فخرجت فإذا برجل ملتف بعباءة مطروح في الطريق ، فقال إلي الساعة ، قلت موعد قال : بلى، سألت محرك القلوب أن يحرك قلبك ، قلت : قد فعل ، قال : متى يصير داء النفس دواءها ؟قلت : إذا خالف هواها ، قال يا نفس : اسمعي أجبتك به مرات فأبيت إلا أن تسمعيه من الجنيد ثم انصرف . *وقال إبراهيم التيمي : مثلت نفسي في النار أعالج أغلالها وسمومها ، آكل من المثخن وأشرب من زمهريرها : فقلت : يا نفس إيش تشتهين ؟ قالت : أرجع إلى الدنيا فأعمل عملا أنجو به من هذا العقاب ، ومثلت نفسي في الجنة مع حورها ، ألبس من سندسها وإستبرقها وحريرها ، قلت : يا نفس إيش تشتهين ؟ قالت : أرجع إلى الدنيا فاعمل عملا ازداد فيه من هذا الثواب ، قلت : فأنت في الدنيا وفي الأمنية فاعملي . *وكان معروف الكرخي يضرب نفسه , ويقول يا نفس : كم تبكين ، أخلصي وتخلصي . * وقال عبد الرحمن بن مهدي : أدركت امرأة لا أقدم عليها رجلا ولا امرأة ممن أدركت ، كانت إذا أصبحت قالت :يا نفس : هذا اليوم ساعديني يومي هذا فلعلك لا ترين بياض يوم أبدا ، وإذا أمست قالت : يا نفس : هذه الليلة ساعديني ليلتي هذه فلعلك لا ترين ظلمة ليلة أبدا ، فما زالت تخدع وتدفع يومها بليلتها وليلتها بنهارها حتى ماتت على ذلك. *وعن مسمع بن عاصم المسمعي قال : كانت بالبحرين امرأة عابدة يقال لها :« منيفة » فكانت إذا هجم الليل عليها ، قالت : بخ بخ يا نفس ، قد جاء سرور المؤمن ، فتتحزم وتلبس وتقوم إلى محرابها فكأنها الجذع القائم حتى تصبح ، فإذا أصبحت وأمكنت الصلاة فإنما هي في صلاة حتى ينادى بالعصر فإذا صلت العصر هجعت إلى غروب الشمس ، فكان هذا دأبها ، فقيل لها : لو جعلت هذه النومة في الليل كان أهدأ لبدنك . فقالت : لا والله لا أنام في ظلمة الليل ما دمت في الدنيا ، فمكثت كذلك أربعين سنة . وكيف تحب أن تدعى حكيما وأنت لكل ما تهوى ركوب وتضحـك دائـما ظهرا لـبطن وتذكـر ما عـملـت فلا تتوب |
![]() |
|
|
![]() |