![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / بنت الحرمين الشريفين الجوع الشافي دواء القلوب القاسية و المريضة فوائد الصوم العلاجية : ومن أعظم آثار الصوم شأنا وأنصعها برهانا وأعلاها خطرا : 1. الحرية : أفضل ما في الصوم أنه يحرِّر الإنسان من سلطان غرائزه وقيود شهواته ويتيح له أن ينطلق من سجن جسده ، ويتحكم في مظاهر حيوانيته ويلتحق بالملائكة في السمو إلى المستوى الإيماني الرفيع ، وصون حواسه عن الشرور والآثام ، إنه كسر القيد الثقيل وتنسم نسائم الحرية وهل الحرية إلا حرية القلب؟! قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فإنَّ أسْرَ القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن ؛ فإن من استُعْبِد بدنُه واستُرِقَّ وأُسِر لا يبالي إذا كان قلبُه مستريحا من ذلك مطمئنا ، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص ؛ وأما إذا كان القلب - الذي هو مَلِك الجسم - رقيقاً مستعبداً متيَّماً لغير الله ؛ فهذا هو الذلُّ ، والأسرُ المَحْض ، والعبودية الذليلة لما استعْبد القلب ، ولو كان في الظاهر ملكَ الناس ؛ فالحريةُ حرية القلب ، والعبودية عبودية القلب " . فلينزل هذا الدواء على قلبك نزول الماء من الظمآن كما أوصاك بذلك رسول الله : ( ألا أُخبِركم بما يذهب وَحَر الصدر؟ صوم ثلاثة أيام من كل شهر ) ووَحر الصدر : غِشُّه ووساوِسُه ، وقيل : الحِقْد والغَيْظ والعَداوَة ، وقيل : أشدُّ الغَضَب ، وهي كلها أمراض قلوب يقضي عليها الصوم كما أخبر بذلك الحبيب ويُقال إِن أَصل هذه الكلمة من الدُّوَيْبَّة التي يقال لها الوَحَرَة ، فشبَّه النبي العداوة والغلَّ ولصوقها بالصدر بالتصاق الوَحَرَةِ بالأَرض ومع هذا يقضي الصوم على كل هذا ، وذلك في ثلاثة أيام فقط إذا حافظت عليها. وأشار إلى فاعلية هذا الدواء مقارنة بغيره من الأدوية في قوله لأبي أمامة : ( عليك بالصوم ، فإنه لا مِثْل له ) وفي رواية : ( لا عدل له ) إنه قطع الطريق على الشيطان ومباغتته وإتيانه من حيث لا يحتسب. أما عن سِرِّ فاعلية الدواء وسبب قوته فقد أوجزها أبو قدامة في سطرين اثنين فحسب حين قال : " أنه قهر لعدو الله ، لأن وسيلة العدو الشهوات ، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب ، وما دامت أرض الشهوات مخصبة ، فالشياطين يتردَّدون إلى ذلك المرعى ، وبترك الشهوات تضيق عليهم المسالك " . وهذا ما شاهده أحمد بن أبي الحوارى أمام عينيه حين قال : خرجت مع أبي سليمان الداراني ، فمررنا على زرع ، وإذا طائران يلقتطان الحب ، فلما شبعا أراد الذكر الأنثى ، فقال : " يا أحمد انظر فيما كان ؛ لما شبعا دعته بطنه إلى ما ترى " . ولأن الروح سماوية علوية ، والجسد أرضى سفلي ، وكانت منافذ الروح تُغلق بالشبع وملء البطون ، وتُفتح بالصوم ومكابدة الجوع ، ذلك أن الصوم يُضعف سيطرة البدن على الروح ، فتتحرر تلك النفحة العلوية في الإنسان من براثن الجسد والشهوات المقيِّدة ، وتنتصر على ما كان يغلبها في الماضي ، ولسان حال القلب : وانكسر القيد يا روحي وحانت ساعة النصر 2. التدريب التربوي : ومن آثار الصوم كذلك التغلب على نزعات الشهوة ، واتخاذ الكف عن الطعام والشراب وسيلة تدريبية إلى كفِّ اللسان عن السب والشتم والصخب ، وإلى كفِّ اليد عن الأذى والبطش ، وإلى كفِّ البصر عن النظرة الخائنة ، وإلى كفِّ السمع عن الإصغاء للغيبة والنميمة وأي قول يُرضي الشيطان ويغضب الرحمن ولهذا قيل : إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء ، وإذا شبعت جاعت كلُّها. |
|
|
![]() |