[vip_vip]

كثيرا ما نسمع من ابنائنا الشباب الملتزمين بدين
ربهم جل جلاله وبسنة نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم مقولة:
هذا لا يجوز !!
ولا ندي هل يقصدون بلا يجوز التحريم أو الكراهة كما هو
المعلوم في الاحكام الشرعية أنها خمسة الواجب والمندوب
والمحرم والمكروه والمباح ، وزاد بعض الفقهاء الصحة والفساد.

فالواجب كالصلوات الخمس والصيام والزكاة
والمندوب أو المستحب كصلوات النوافل وصيام النوافل
والحرام كشرب الخمر والزنا واللواط
والمكروه كالصلاة في الاوقات المنهي عنها لغير سبب كقضاء
فائتة أو تحية مسجد مثلا.
والمباح الأكل والشرب مما أحل الله تعالى مما ملكت أيدينا
أو مما قدم لنا على هيئة الهبة أو العطية
وأما الصحة فهي في العقود فيما إذا تم أداء الشيء بشروطه
وأركانه يعد صحيحا وإلا عد فاسدا أو باطلا.
فقول القائل لأمر ما لا يجوز لا ندري هل هو محرم أو مكروه ؟؟؟؟
والأحكام المذكورة أعلاه كلها ثبتت بالدليل النقلي الشرعي من
الكتاب والسنة، لكن ما مبنى قولهم لمسالة ما لا يجوز ذلك؟؟

ومثالها الاجتماع على الأذكار مثلا بعد الصلوات، أو التكبير
الجماعي في أيام العيدين، فإذا قلنا هذا لا يجوز فلا بد لذلك من
دليل من الكتاب أو السنة أمرا أونهيا، فإذا لم يدل دليل شرعي
فلا يقال لمثل ذلك لا يجوز لأنه لا دليل على ذلك.
ما الدليل على صحة ما اقول؟؟
الدليل قول الله تعالى :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }[الحشر : 7]
وقوله سبحانه وتعالى :
{ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ
لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ }
[ النحل : 116] فلا يقال للشيء أو العمل لا يجوز إلا بدليل شرعي
وايضا يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:
(فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ)
صحيح البخاري (18 / 262)

وقوله الله صلى الله عليه و سلم: ( إن الله افترض عليكم فرائض
فلا تضيعوها وحد لكم حدودا فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء
فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تكلفوها
رحمة من ربكم، ) سنن الدارقطني - (4 / 297)

وعن ابن عباس أنه سئل عن لحم الغراب والحديا فقال : أحل الله
حلالا وحرم حراما وسكت عن أشياء فما سكت عنه فهو عفو
عنه.مصنف ابن أبي شيبة - (4 / 635)
وعن عكرمة قال : ما لم يحرم عليك فهو لك حلال.مصنف ابن
أبي شيبة - (4 / 635)
فمن هذه النصوص نستفيد أنه لا يقال ما لا يجوز إلا بالدليل من
الكتاب أو السنة وما سوى ذلك فلا عبرة به والله أعلم