![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / المـلكــة نــور الفوائد ( للإمام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ) الزرعي المعروف بابن القيّم [2] سورة ( ق ) جامعة لأصول الإيمان وقد جمعت هذه السورة من أصول الإيمان ما يكفى ويشفى , ويغني عن كلام أهل الكلام , ومعقول أهل المعقول , فإنها تضمّنت تقرير المبدأ والمعاد والتوحيد والنبوّة والإيمان بالملائكة , وانقسام الناس إلى هالك شقي , وفائز سعيد , وأوصاف هؤلاء وهؤلاء . وتضمّنت إثبات صفات الكمال لله , وتنزيهه عما يضاد كماله من النقائص و العيوب . وذكر فيها القيامتان الكبر والصغرى , والعالمين : الأكبر , وهو عالم الآخرة , والأصغر وهو عالم الدنيا . وذكر فيها خلق الإنسان ووفاته وإعادته , وإحاطته سبحان به من كل وجه , حتى علم بوساوس نفسه , وإقامة الحفظة عليه , يحصون عليه كل لفظة يتكلم بها , وأنه يوافيه يوم القيامة , ومعه سائق يسوقه إليه , وشاهد يشهد عليه , فإذا أحضره الشاهد قال : { هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } [ ق : 23 ] أي : هذا الذي أمرت بإحضاره قد أحضرته , فيقال عند إحضاره : { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } [ ق : 24 ] كما يحضر الجاني إلى حضرة السلطان فيقال : هذا فلان قد أحضرته , فيقول : اذهبوا به إلى السجن وعاقبوه بما يستحقّه . وتأمّل كيف دلّت السورة صريحا على أن الله سبحانه وتعالى يعيد هذا الجسد بعينه الذي أطاع وعصى , فينعمه ويعذّبه , كما ينعم الروح التي آمنت بعينها , ويعذّب التي كفرت بعينها, لا أنه سبحانه يخلق روحا أخرى غير هذه فينعمها ويعذبها كما قال من لم يعرف المعاد الذي أخبرت به الرسل , حيث زعم أن الله سبحانه يخلق بدنا غير هذا البدن من كل وجه , عليه يقع النعيم والعذاب , والروح عندهم عرض من أعراض البدن , فيخلق روحا غير هذه الروح , وبدنا غير هذا البدن وهذا غير ما اتفقت عليه الرسل ودلك عليه القرآن والسنّة وسائر كتب الله تعالى . وهذا في الحقيقة إنكار للمعاد وموافقة لقول من أنكره من المكذبين , فإنهم لم ينكروا قدرة الله على خلق أجسام غير هذه الأجسام يعذبها وينعمها كيف وهم يشهدون النوع الإنساني يخلق شيئا بعد شيء ! فكل وقت يخلق الله سبحانه أرواحا و أجساما غير الأجسام التي فنيت . فكيف يتعجّبون من شيء يشاهدونه عيانا ؟ وإنما تعجّبوا بعودتهم بأعيانهم بعد أن مزّقهم البلى و صاروا عظاما ورفاتاً فتعجّبوا أن يكونوا هم بأعيانهم مبعوثين للجزاء , لهذا قالوا : { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } [ الصافت : 16 ] و قالوا : { ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } [ ق : 3 ] ولو كان الجزاء إنما هو لأجسام غير هذه , لم يكن ذلك بعثا ولا رجعا , بل يكون ابتداء , ولم يكن لقوله : { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ } [ ق : 4 ] كبير معنى . فانه سبحانه جعل هذا جوابا لسؤال مقدّر , وهو : انّه يميز تلك الأجزاء التي اختلطت بالأرض واستحالت إلى العناصر بحيث لا تتميّز , فأخبر سبحانه بأنه قد علم ما تنقصه الأرض من لحومهم وعظامهم وأشعارهم , وأنه كما هو عالم بتلك الأجزاء , فهو قادر على تحصيلها وجمعها بعد تفرّقها وتأليفها خلقا جديدا , وهو سبحانه يقرر المعاد بذكر كمال علمه , وكمال قدرته , وكمال حكمته . فان شبه المنكرين له كلها تعود إلى ثلاثة أنواع : ( أحدها ) : اختلاط أجزائهم بأجزاء الأرض على وجه لا يتميّز ولا يحصل معه تميز شخص عن شخص آخر . ( الثاني ) : أن القدرة لا تتعلّق بذلك . ( الثالث ) : أن ذلك أمر لا فائدة فيه , أو أن الحكمة اقتضت دوام هذا النوع الإنساني شيئا بعد شيء , هكذا أبدأ , كلما مات جيل خلفه جيل آخر . فأمّا أن يميت النوع الإنساني كله ثم يحييه فلا حكمة في ذلك
|
|
|
![]() |