[adnan]

الأبنة / أحلام عبد العزيز

علمني القط

أتدري

كنت لا أحب القطط وأعدها كائنات مشاغبة

تأكل شاحن هاتفي وتوقظني من يومي لشقاوتها.

هكذا كنت حتى هذه السنوات الأخيرة

قبل أن يأتي قطنا الجميل ليعيش معنا

لكنني أعترف أنني تعملت منه الكثير

رغم أن هذا القط يرى العالم من إرتفاع سنتيمترات

محدودة تلك التي تسمح بها قامته لكنه كل يوم يرى العالم

كأنه أول يوم يراه فيه يستيقظ في الصباح ليجلس ساعتين

أمام النافذة يراقب العصافير التي تسكن على الأشجارالمجاورة

لبيتنا يتابعها بشغف ويستمتع بزقزتها مع حلول وقت الظهيرة

يبدأ عادته المحببة بالتجول في البيت ومحاولة اللعب معي وحينما

يسأم يمارس هوايته المحببة وهي خربشة قماش الكراسي

وهي بالأحرى أسوأ عادة لديه على الإطلاق إنه يمارس حياته

لكن بمزاج يستمتع بمراقبة عصافيري ويملأ عينه بزرقة

السماء البراقة مع قدوم الليل يبدأ النعاس في المجئ ليغط

في النوم على الأرض في مواجهة الشرفة

علمني قطنا أن أجعل كل يوم أعمال أمارسها

بمزاج أو بالأحرى بروح قد تكون في فنجان من الشاي الأخضر

أشربه بإهتمام أو حتى في فكرة أدونها بقلمي مقابلة صديقتي

أو إطعام طيور النورس على شاطىء البحر أو السؤال عن صاحب

فضل أو السعي لطلب علم نافع لا يهم مدى صغر هذا العمل المهم

أن أفعله بطريقة عظيمة وكما قيل إذا لم تستطتع فعل أشياء عظيمة

فإفعل أشياء صغيرة بطريقة عظيمة ربما تكون تلك الكلمة التي تقولها

الطفل صغير مجرد كلمة لكنها بالتفكير قد تتحول لبذرة تزرعها فيه لتنمو

معه طيلة حياته ربما تكون تلك البسمة التي إبتسمها في وجه أحدهم سببا

في أن يدعو لك كل يوم بظهر الغيب أو حتى يدعو لك بسببها بعد وفاتك

صدقني يا نحن لا ندري من أي باب سندخل الجنة

ربما دخلنا الجنة بسبب بسمة في وجه طفل صغير

في يوم شديد الحر من يدري المهم أن لا تفقد شغفك بالجمال

وإيقاظك الدائم لشعلة الروح بداخلك حتى تنير لك الطريق

ربما يجب أن نسأل أنفسنا كل يوم قبل الخلود إلى النوم

كم من الأشياء تفوتنا...

تحياتي

أحلام