[adnan]

الأخت / بنت الحرمين الشريفين

كيف نصلح قلوبنا مع الله ؟

قال عز وجل

{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

[الأنعام:153]

إن الطريق إلى الله طريقا مستقيما وأنه خط مستقيم لا عوج له فليكن

طريقنا مستقيما .فلابد أن يكون لنا وقفة مع النفس لكي نعالج شوائبها

التي امتلأت حتى جعلتنا نعكس الطريق إلى الله .

فكيف نعالجها ونجعلها نقية بيضاء لا يوجد بها شوائب .

سنسأل يوم القيامة على تلك الأيام الفائتة نعيشها لحظة

بلحظة بل نفسا نفسا

قال عز وجل

{ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا }

(84) (مريم)

أَيْ لَا تَعْجَل يَا مُحَمَّد عَلَى هَؤُلَاءِ فِي وُقُوع الْعَذَاب بِهِمْ

" إِنَّمَا نَعُدّ لَهُمْ عَدًّا "

أَيْ إِنَّمَا نُؤَخِّرهُمْ لِأَجَلٍ مَعْدُود مَضْبُوط وَهُمْ صَائِرُونَ لَا مَحَالَة

إِلَى عَذَاب اللَّه وَنَكَاله

وَقَالَ

{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّه غَافِلًا عَمَّا يَعْمَل الظَّالِمُونَ }

الْآيَة

{ فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا }

{ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا }

{ نُمَتِّعهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرّهُمْ إِلَى عَذَاب غَلِيظ }

{ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيركُمْ إِلَى النَّار }

وَقَالَ السُّدِّيّ

إِنَّمَا نَعُدّ لَهُمْ عَدًّا : السِّنِينَ وَالشُّهُور وَالْأَيَّام وَالسَّاعَات

وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس

" إِنَّمَا نَعُدّ لَهُمْ عَدًّا " قَالَ نَعُدّ أَنْفَاسهمْ فِي الدُّنْيَا .

ســــــــوف نسأل عن أفراحنا عن أحزاننا والأيام كلها حلوها ومرها

ومن منا لا يكلمه ربنا ليس بيننا وبينه حجاب ولا ترجمان .

{ بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ }

فلينظر الأسنان أيمن منه فلا يرى ألا ما قدم وينظر أيسر منه فلا يرى

إلا ما قدم وينظر تلقاء وجه لا يرى إلا النار .فاتقوا النار ولو بشق تمرة .

إخوتي أين نحن من الله .؟

لابد وأن نقف بصدق وقفة مع النفس .

ونسأل هل نحن أقرب إلى الله أم أبعد .؟

هل أبصارنا غضت عن الحرام .؟

هل أيدينا غمست في الحرام .؟

هل قلوبنا أرقت بذكر الله .؟

هل خوفنا من الله أشد ,؟

هل أيماننا أثبت وأشد .؟

أين نحن من الله .؟

ماذا صنعت بنا تلك الأيام .؟

هل أقدامنا إلى الخير سعى .؟

هل أذاننا للذكر تسمع .؟

هل عقولنا في التفكير بالآخرة تعمل .؟

هل اللِّسَانُ مُعطرة بذكر الله ! .؟

أنها أسئلة لابد وأن نجد لها حل عندنا ولا بد أن نطرحها على أنفسنا

قبل أن نقف أمام الله قهرا .ولم نجد الرد عليها .

فأين نحن من الله .؟

قال الله تعالى

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ

وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ

فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)

إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(34) }

سورة (لقمان)

أيها العاصي أقبل إلى ربك ,

وابك على خطيئتك ؛ ابك حتى تشعر بجرم ما فعلت , وعظم ما ارتكبت

في حق من وهبك الحياه , وأنعم عليك بنعم كثيره , ولكن ما أشد سفه

الإنسان! بدلا من أن يحمد الله على هذه النعم كان العصيان غايته ،

وانشغل بالنعمة عن المنعم ، وتناسى أنه لا يملك منها شيئا ، فالملك

كله لله ، فالله أنعم عليه بها ليقيم العدل في الأرض وليدعوا إلى عبادته

سبحانه وتعالى. حري بك أن تبكي وتسكب العبرات , حتى تصير دموعك

بحرا تسبح فيه؛ ليطهرك من دنس المعاصي , ومرارة الذنوب ,

وقذارة الخطيئة

أيها العاصي أقبل إلى ربك ,

أما يحقُ لك البكاءُ والندمُ على ما فرطت في جنب الله , وقضيت نهارك

في المعاصي , وليلك في الخطايا. ابك على خطيئتك فالبكاء دليل الندم

والندم دليل التوبة

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( النَّدَمُ تَوْبَةٌ )

ابك واجعل دموعك جسرا تعبر عليه من منطقة الهلاك والعصيان

إلى منطقة النجاة والإحسان

فأين نحن من الله .؟

إخوتي أوصيكم ونفس بتقوى الله