![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / الملكة نـــور فائدة نظرة إلى سورة الفاتحة للإنسان قوتان : قوة علمية نظرية, وقوة عملية إدارية . و سعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والإدارية . و استكمال القوة العلمية إنما يكون بمعرفة فاطره وبارئه و معرفة أسمائه وصفاته و معرفة الطريق التي توصل إليه و معرفة آفاتها و معرفة نفسه ومعرفة عيوبها . فبهذه المعارف الخمسة يحصل كمال قوته العلمية. و أعلم الناس أعرفهم بها و أفقههم فيها . واستكمال القوة العملية الإدارية لا يحصل إلا بمراعات حقوقه سبحانه على العبد , و القيام بها إخلاصا وصدقا و نصحا وإحسانا ومتابعة و شهودا لمنّته عليه , و تقصيره هو في أداء حقّه . فهو مستحيي من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقّه عليه ودون ذلك . و أنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته . فهو يهديه إلى الصراط المستقيم الذي هجى إليه أولياءه و خاصته , و أن يجنّبه الخروج عن ذلك الصراط , أما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال , و أما بفساد في قوّته العملية فيوجب له الغضب . فكمال الإنسان و سعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور , و قد تضمنّتها سورة الفاتحة و انتظمتها كمال انتظام . فان قوله تعالى : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ } الفاتحة 2-4 , يتضمّن الأصل الأوّل وهو معرفة الرب تعالى و معرفة أسمائه وصفاته و أفعاله .و الأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى , وهي اسم ( الله والرب والرحمن) .فاسم (الله) متضمّن لصفات الألوهيّة , و اسم (الرب) متضمّن لصفات الربوبية , و اسم (الرحمن) متضمن لصفات الإحسان و الجود و البر . و معاني أسمائه تدور على هذا . و قوله : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } الفاتحة5 , يتضمّن معرفة الطريق الموصلة إليه , و أنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبّه و يرضاه , و استعانته على عبادته . و قوله : { إهــدِنَــا الصِّـــرَاطَ المُستَقِـــيمَ } الفاتحة 6, يتضمّن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامة على الصراط المستقيم , وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته . و قوله : { غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } الفاتحة 7, يتضمّن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم , و أن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد, والانحراف إلى الطرف الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد و العمل . فأوّل السورة رحمة و أوسطها هداية و آخرها نعمة . و حظ العبد من النعمة على قدر حظّه من الهداية , و حظّه منها على قدر حظّه من الرحمة , فعاد الأمر كلّه إلى نعمته ورحمته . و النعمة و الرحمة من لوازم ربوبيّته , فلا يكون إلا رحيما منعما و ذلك من موجبات ألوهيّته , فهو الإله الحق , وان جحده الجاحدون وعدل به المشركون . فمن تحقّق بمعاني الفاتحة علما و معرفة و عملا و حالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب , و صارت عبوديّته عبوديّة الخاصّة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبّدين , و الله المستعان . |
|
|
![]() |