![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / الملكة نـــور فائدة الإيمان بالله وحده لما سلم آدم أصل العبودية لم يقدح فيه الذنب: ( ابن آدم , لة لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا, لقيتك بقرابه مغفرة ) أخرجه مسلم في الذكر والدعاء 4\2068 (22) عن أبي ذر. وابن ماجه الترمذي وأحمد , و قراب الأرض هو ما يقارب ملأها, بكسر القاف . لما علم السيد أن ذنب عبده لم يكن قصدا لمخالفته ولا قدحا في حكمته, علمه كيف يعتذر إليه : { فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ } البقرة 37 . العبد لا يريد بمعصيته مخالفة سيده ولا الجرأة على محارمه , و لكن غلبات الطبع , و تزيين النفس والشيطان , و قهر الهوى , و الثقة بالعفو , و رجاء المغفرة , هذا من جانب العبد . وأما من جانب الربوبية فجريان الحكم , و إظهار عز الربوبية وذل العبودية وكمال الاحتياج , و ظهور آثار الأسماء الحسنى : كالعفو و الغفور و التوّاب و الحليم , لمن جاء تائبا نادما , و المنتقم والعدل و ذي البطش الشديد لمن أصر و لزم المعرّة (الإثم والجناية) . فهو سبحانه يريد أن يري عبده تفرده بالكمال, ونقص العبد وحاجته إليه . و يشهده كمال قدرته وعزته, وكمال مغفرته وعفوه ورحمته , و كمال بره و ستره , و حلمه و تجاوزه و صفحه , و أن رحمته به إحسان إليه لا معارضة , و أنه إن لم يتغمّده برحمته وفضله فانه هالك لا محالة, * لما ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري في المرض 10\109, عن أبي هريرة يرفعه : ( لن يدخل أحد منكم عمله الجنة , قالوا ولا أنت قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ) كم في تقدير الذنب من حكمة , وكم فيه مع تحقيق التوبة للعبد من مصلحة و رحمة . التوبة من الذنب كشرب الدواء للعليل , و رب علة كانت سبب الصحة . لعل عتبك محمود عواقبه و ربما صحت الأجساد بالعلل لولا تقدير الذنب لهلك ابن آدم من العجب . ذنب يذل به أحب إليه من طاعة يدل بها عليه . شمعة النصر إنما تنزل من شمعدان الانكسار . لا يكرم العبد نفسه بمثل اهانتها , و لا يعزها بمثل ذلها , و لا يريحها بمثل تعبها, كما قيل : سأتعب نفسي أو أصادف راحة فان هوان النفس في كرم النفس ولا يشبعها بمثل جوعها, وات يؤمنها بمثل خوفها, ولا يؤنسها بمثل وحشتها من كل ما سوى بارئها وفاطرها و لا يميتها بمثل إماتتها , كما قيل : موت النفوس حياتها من شاء أن يحيا يمت شراب الهوى حلو و لكنه يورث الشرق(الغصة من الحلق) , منم تذكر خنق الفخ هان عليه هجران الحبة .يا معرقلا في شرك الهوىّ جمزة (العدو السريع)! عزم وقد خرقت الشبكة . لا بد من نفوذ القدر فاجنح للسلم . له ملك السموات للأرض , و استقراض منك حبة فبخلت بها , و خلق سبعة أبحر و أحب منها دمعة فقحطت عينيك بها .إطلاق البصر ينفش في القلب صورة المنظور , و القلب كعبة , و المعبود لا يرضى بمزاحمة الأصنام . لذات الدنيا كسوداء و قد غلبت عليك , و الحور العين يعجبن من سوء اختيارك عليهن , غير أن زوبعة الهوى إذا ثارت سفت في عين البصيرة فخفيت الجادة . سبحان الله , تزينت الجنة للخطّاب فجدوا في تحصيل المهر, و تعرّف رب العزة إلى المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء و أنت مشغول بالجيف . لا مكن من لسواك منه قلبه و لك اللسان مع الوداد الكاذب المعرفة بساط لا يطأ عليه إلا مقرب , و المحبة نشيد لا يطرب عليه إلا محب مغرم .الحب غدير في صحراء ليست بها جادة , فلهذا قل وارده . المحب يهرب إلى العزلة و الخلوة بمحبوبه والأنس بذكره كهرب الحوت إلى الماء والطفل إلى أمه . و أخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك القلب بالسر خاليا ليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبى , و لا للمحب قرار إلا يوم المزيد . اشتغل به في الحياة يكفك ما بعد الموت .يا منفقا بضاعة العمر في مخالفة حبيبه والبعد منه, ليس في أعدائك أضر عليك منه . ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه الهمة العليّة من استعد صاحبه للقاء الحبيب , و قدم التقادم بين يدي الملتقى , فاستبشر عند القدوم : { قَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } البقرة 223. تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الولي , فلا تظن أن الشيطان غلب , و لكن الحافظ أعرض .احذر نفسك , فما أصابك بلاء قط إلا منها , ولا تهادنها فوالله ما أكرمها من لم يهنها , و لا أعزها من لم يذلها , و لا جبرها من لم يكسرها , و لا أراحها من لم يتعبها, ولا أمنها من لم يخوفها ولا فرحها من لم يحزنها . سبحان الله , ظاهرك متجمل بلباس التقوى , و باطنك باطية (إناء) لخمر الهوى , فكلما طيبت الثوب فاحت رائحة المسكر من تحته , فتباعد منك الصادقون , و انحاز إليك الفاسقون . يدخل عليك لص الهوى و أنت في زاوية التعبد فلا يرى منك طردا له, فلا يزال بك حتى يخرجك من المسجد .أصدق في الطلب وقد جاءتك النعونة . قال رجل لمعروف : علمني المحبة , فقال : المحبة لا تجيء بالتعليم . هو الشوق مدلولا على مقتل الفتى إذا لم يعد صبا بلقيا حبيبه ليس العجب من قوله يحبونه, إنما العجب من قوله يحبهم . ليس العجب من فقير مسكين يحب محسنا إليه , إنما العجب من محسن يحب فقيرا مسكينا . |
|
|
![]() |