[adnan]

( الحلقة رقم : 519)

{ الموضوع الحادى عشر الفقرة 19 }

( أحكــام الـطلاق )

أخى المسلم

ونواصل معكم اليوم الموضوع الحادى عشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى

{ الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ

وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً

إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ

فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ }

[ البقرة 229 ]

عن أبى هريرة رضى الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( ثلاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ، وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ، والطَّلاقُ، والرَّجعةُ )

رواه أحمد، وأبو داود ، وابن ماجه ، والترمذى ، والحاكم

أخى المسلم

حديثنا اليوم عن

ما هى الحكمة فى تحريم الطلاق

فى الطهر الذى جامعها فيه ؟

فلنبدأ على بركة الله

الحكمة فى تحريم إيقاع الطلاق فى الطهر الذى جامعها فيه

تتلخص فيما يلى :

1 - لو أبيح للرجل أن يطلق إمراته فى الطهر الذى جامعها فيه

ربما تكون قد علقت منه بحمل فيندم على طلاقها

ويحزن على فراقها ولا يتمكن من مراجعتها لسبب ما أحدثه الطلاق

من أثار العداوة البغضاء بين الزوجين وأقارب كل منهما .

2 - لما كان الرجل غالباً ما يتوق إلى إمرأته بعد الطهر

وتتوق إليه أيضاً لطول العهد بجماعها فيعدل عن طلاقها حباً فى لقائها

وقد تدفعه المرأة إلى ذلك بما أوتيت من أسلحة الفتنة والإغراء

فيتم الوفاق وينتهى الشقاق

وهذا هو قصد الشارع فى هذا التشريع التربوى العظيم .

3 - ليس من الوفاء ولا من حسن العشرة ولا من السماحة

أن يطلق الرجل إمرأته بعد أن يقضى حاجته منها

والإسلام دين يأمر بالوفاء وحسن العشرة

ومراعاة المشاعر الانسانية لا سيما بين الزوجين

الذين جعل الله بينهما المودة والرحمة .

4 - ولما كان فى الغالب ما يعزف كل من الزوجين عن الآخر

بعد قضاء الوطر حرم الله سبحانه إيقاع الطلاق بعده

لا يثما تعود لكل منهما الرغبه فى الآخر

وبهذا تدوم العشرة بينهما وتصفو الحياة .

5 - وإيقاع الطلاق فى هذه الحالة فيه أيضا تطويل فى عدة المطلقة

فإنها لا تعتد بهذا الطهر الذى طلقت فيه حينئذ فتضار بذلك .

6 - وفيه بعد ذلك كله مخالفه لأمر الله

بجعل العدة أربعة قروء والمفروض فيها ثلاثة .

أخى المسلم

وهذا لعمرى هو التشريع السمح القائم على العدل ورعاية المصالح

الفردية والأسرية والإجتماعية .

ولو تمسك به الأزواج لانحصر الطلاق فى أضيق نطاق

لأنه لا يطلق إلا من كان فى حاجة إلى التطليق فعلاً

لفساد العشرة أو حصول المضارة ونحو ذلك من الأمور

التى أباح الشارع الطلاق بها .

ومهمة العلماء توعية الناس بهذا التشريع الحكيم

درءاً لخطر تفكك الأسر ومنعاً لوقوع الضرر على أحد الزوجين

او على أولادهم فالأسرة لبنه فى بناء المجتمع

إذا صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع كله

انتهى

أخى المسلم

إنتهى حديثنا اليوم

إنتظرونا فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى

وموضوع جديد وهو :

عدد الطلقات

إنتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .

حكمة وعظة اليوم

عندما يغيب العقل والفكر

يصبح الإنسان مجرد وسيلة لتحقيق رغبات الآخرين .

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود