![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / الملكة نـــور من كتاب الفوائد لأبن القيم يرحمه الله الفوائد من 68 إلى 71 [68] (نصيحة) هلم إلى الدخول على الله ومجاورته في الجنة هلم إلى الدخول إلى الله ومجاورته في دار السلام بلا نصب ولا تعب و لا عناء بل من أقرب الطرق وأسهلها , و ذلك أنك في وقت بين وقتين , و هو في الحقيقة عمرك , و هو وقتك الحاضر بين ما مضى و ما يستقبل , فالذي مضى تصلحه بالتوبة و الندم والاستغفار , و ذلك شيء لا تعب عليك فيه و لا نصب , و لا معاناة عمل شاق , إنما هو عمل قلب , و تمتنع فيما يستقبل من الذنوب , و امتناعك ترك و راحة و ليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معاناته , و إنما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك و قلبك و سرك , فما مضى تصلحه بالتوبة , و ما يستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية, وليس للجوارح في هذين نصب ولا تعب, ولمن الشأن في عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين فان أضعته أضعت سعادتك, و نجاتك , و إن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكر نجوت و فزت بالراحة واللذة والنعيم. وحفظه أشق من إصلاح ما قبله وما بعده , فان حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها وأنفع لها وأعظم تحصيلا لسعادتها . وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت, فهي والله أيامك الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك , أما إلى الجنة وأما إلى النار , فان اتخذت إليها سبيلا إلى ربك بلغت السعاد العظمى , و الفوز الأكبر في هذه المدة اليسيرة التي لا نسبة لها إلى الأبد, وان آثرت الشهوات و الراحات , و اللهو و اللعب , انقضت عنك بسرعة, و أعقبتك الألم العظيم الدائم الذي مقاساته و معاناته أشق و أصعب و أدوم من معاناة الصبر عن محارم الله والصبر على طاعته, ومخالفة الهوى لأجله . [69] علامة صحة الإرادة علامة صحة الإرادة أن يكون هم المريض رضا ربه واستعداده للقائه , و حزنه على وقت مر في غير مرضاته , وأسفه على قربه و الأنس به . وجماع ذلك أن يصبح و يمسي وليس له هم غيره . [70] استغن عن الناس بالله تعالى إذا استغنى الناس بالدنيا استغن أنت بالله , و إذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله , و إذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله , و إذا تعرفوا بملوكهم و كبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة و الرفعة فتعرف أنت إلى الله و تودد إليه تنل بذلك غاية والرفعة . قال بعض الزهاد : ما علمت أن أحدا سمع بالجنة و النار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو بصلاة أو قراءة أو إحسان . فقال له الرجل: إني أكثر البكاء . فقال : انك إن تضحك وأنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل بعملك , فان المدل لا يصعد عمله فوق رأسه .. فقال : أوصني . فقال: دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها , وكن في الدنيا كالنحلة, أن أكلت طيبا , و إن أطعمت أطعمت طيبا , وان سقطت على شيء لم تكسره و لم تخدشه . [71] أقسام الزهد الزهد أقسام : زهد الرام ؛ وهو فرض عين . و زهد في الشبهات ؛ و هو بحسب مراتب الشبهة, فان قويت التحقت بالواجب , و إن كان ضعيفا كان مستحبا . و زهد فيما لا يعني من الكلام والنظر و السؤال و اللقاء و غيره . و زهد في الناس . و زهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله .. و زهد جامع لذلك كله وهو الزهد فيما سوى الله, وفي كل ما شغلك عنه . و أفضل الزهد إخفاء الزهد , و أصعبه الزهد في الحظوظ . و الفرق بينه و بين الورع أن الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة , و الورع ترك ما يخشى ضرره من الآخرة . و القلب معلق بالشهوات لا يصح له زهد و لا ورع . قال يحي بن معاذ : عجبت من ثلاث : رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمله لله , و رجل يبخل بماله و ربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا , و رجل يرغب في صحبة المخلوقين و مودتهم , والله يدعوه إلى صحبته و مودته |
|
|
![]() |