صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2014, 10:35 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي الفوائد من77 إلى 79/ من الفوائد لابن القيم

الأخت / الملكة نـــور


من كتاب الفوائد لأبن القيم يرحمه الله

الفوائد من 77 إلى 79

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[77] التعلق في المطالب العليا

إذا رأيت النفوس المبطلة الفارغة من الإرادة والطلب لهذا الشأن قد تشبث

بها هذا العالم السفلي وقد تشبثت به فكلها إليه , فانه اللائق بها لفساد

تركيبها , و لا تنقش عليها ذلك فانه سريع الانحلال عنها , و يبقى تشبثها

به مع انقطاعه عنها عذابا عليها بحسب ذلك التعلّق , فتبقى شهوتها

وإرادتها فيها , و قد حيل بينها و بين ما تشتهي على وجه يئست معه

من حصول شهوتها و لذتها . فلو تصوّر العاقل ما في ذلك من الألم

والحسرة لبادر إلى قطع هذا التعلق كما يبادر إلى حسم مواد الفساد ,

و مع هذا فانه ينال نصيبه من ذلك و قلبه و همه متعلق بالمطلب الأعلى

, و الله المستعان .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[78] ايّاك والكذب

ايّاك والكذب فانه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه, ويفسد

عليك تصويرها وتعليمها للناس, فان الكاذب يصور المعدوم موجودا

والموجود معدوما, والحق باطلا , والباطل حقا, و الخير شرا, و الشر

خيرا , فيفسد عليه تصوره وعلمه . و نفس الكاذب معرضة عن الحقيقة

الموجودة نزاعة إلى العدم مؤثرة للباطل . و إذا فسدت عليه قوة تصوره

وعلمه التي هي مبدأ كل فعلى إرادي , فسدت عليه تلك الأفعال وسرى

حكم الكذب إليها فصار صدورها عنه كصدور الكذب على اللسان , فلا

ينتفع بلسانه ولا بأعماله ..


ولهذا كان الكذب أساس الفجور

كما قال النبي صلى الله عليه و سلم :


( إن الكذب يهدي إلى الفجور وان الفجور يهدي إلى النار )

البخاري في الأدب 10\507 رقم 6094 ومسلم , وأبو داود و أحمد .


وأول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده , ثم يسري إلى

الجوارح فيفسد عليها أعمالها كما أفسد على اللسان أقواله , فيعم الكذب

أقواله وأعماله و أحواله , فيستحكم عليه الفساد و يترامى داؤه إلى

الهلكة إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك المادة من أصلها ..

و لهذا كان أصل أعمال القلوب كلها الصدق , و أضدادها من الرياء

والعجب والكبر والفخر والخيلاء والبطر و الأشر و العجز والكسل والجبن

والمهانة وغيرها أصلها الكذب . فكل عمل ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب .

و الله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده و يثبطه عن مصالحه و منافعه ,

ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه و آخرته , فما استجلبت

مصالح الدنيا و الآخرة بمثل الصدق , و لا مفاسدهما و مضارهما بمثل الكذب

قال تعالى :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }

التوبة119,


و قال :


{ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ }

المائدة 119,


و قال :


{ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ }

محمد21,


و قال :


{ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنْ الْأَعْرَاب لِيُؤْذَن لَهُمْ

وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّه وَرَسُوله سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاب أَلِيم }

التوبة 90.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[79] في ظلال الآية الكريمة


في قوله تعالى :


{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ

وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } .


في هذه الآية عدة حكم وأسرار و مصالح للعبد , فان العبد إذا علم أن

المكروه قد يأتي بالمحبوب , و المحبوب قد يأتي بالمكروه , لم يأمن أن

توافيه المضرة من جانب المسرّة , و لم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب

المضرة لعدم علمه بالعواقب , فان الله يعلم منها مالا يعلمه العبد

أوجب له ذلك أمورا :


منها : أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وان شق عليه في الابتداء, لأم

عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح وان كرهته نفسه فهو خير

لها و أنفع . و كذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهي وان هويته

نفسه و مالت إليه , فان عواقبه كلها آلام و أحزان وشرور و مصائب ,

و خاصية العقل تحمل الألم اليسير لما يعقبه من اللذة العظيمة و الخير

الكثير, واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبها من الألم العظيم و الشر الطويل

. فنظر الجاهل لا يجاوز المبادئ إلى غاياتها , و العاقل الكيّس دائما ينظر

إلى الغايات من وراء تلك الستور من الغايات المحمودة و المذمومة .

فيرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط به سم قاتل , فكلما دعته لذته إلى تناوله

نهاه ما فيه من السم . ويرى الأوامر كدواء كريه المذاق مفضى إلى

العافية والشفاء , وكلما نهاه كراهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول .

و لكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها , و قوة صبر

يوطن به نفسه على تحمّا مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية , فأذل فقد

اليقين والصبر تعذّر عليه ذلك, و إذا قوي يقينه و صبره هان عليه كل

مشقة يتحملها في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة .


و من أسرار هذه الآية أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم

عواقب الأمور , و الرضا بما يختاره له و يقضيه له , لما يرجو فيه

من حسن العاقبة .


و منها : أنه لا يقترح على ربه و لا يختار عليه و لا يسأله ما ليس له به

علم , فلعل مضرّته و هلاكه فيه و هو لا يعلم , فلا يختار على ربه شيئا

بل يسأله حسن الاختيار له و أن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك ..


و منها : أنه إذا فوَّض أمره إلى ربه و رضي بما يختاره له أمده فيما

يختاره له بالقوة عليه و العزيمة و الصبر , و صرف عنه الآفات , التي

هي عرضة اختيار العبد لنفسه , و أراه من حسن عواقب اختياره له

ما لم يكن ليصل إلى بعضه , بما يختاره هو لنفسه .


و منها : أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات , و يفرغ

قلبه من التقديرات و التدبيرات التي يصعد منها في عقبة و ينزل في

أخرى , و مع هذا فلا خروج له عما قدر عليه , فلو رضي باختيار الله

أصابه القدر و هو محمود مشكور ملطوف به فيه, و إلا جرى عليه القدر

و هو مذموم غير ملطوف به فيه . لأنه مع اختياره لنفسه , و متى صح

تفويضه و رضاه , اكتنفه في المقدور و العطف عليه و اللطف به فيصير

بين عطفه و لطفه , فعطفه يقيه ما يحذره , و لطفه يهوّن عليه ما قدره ..

إذا نفذ القدر في العبد كان من أعظم أسباب نفوذه تحيله في رده , فلا أنفع

له من الاستسلام و إلقاء نفسه بين يدي القدر طريحا كالميتة , فان السبع

لا يرضى بأكل الجيف .

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات