![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() علمتني الحياة (2) كان الرده مؤلما ... بل وقحا ... من وجهة نظرها .. في حينه ... كان الرد الذي تلقته كطلقات مدفع ثقيل العيار ... ردا على شرطها للزواج به وليس هو شرط الزواج به فقط ولكنه الشرط الذي سيجعلها سعيدة ومبسوطة لو قبلت زواجه فإذا شاء هذا ... وهذا بالطبع أساسي ؟؟ فكيف يريد أن يتزوجها ولا يحرص على سعادتها فلا بد أن يلبي طلبها كشرط أولي لقبولها الارتباط به .. اشترطت عليه ... أن تسكن خارج منزل عائلته ... رغم انها أعجبت كثيرا ..... بشقتها المنتظرة ... عندما سمعت عنها .. فهي ضعف مساحة شقة والديها فهي على مساحة 150 مترا .. بالدور الرابع ويسكن أخيه الأكبر في الثالث ووالداه في الدور الثاني ولكنها تشترط أن يبيع شقته في بيت والديه ويشتري بثمنها شقة بعيدا عن والديه قدر الإمكان فهذه الشقة لو بيعت ؟؟ سوف تؤمن ثمنا رائعا لشقة محترمة بعيدة عن منزل والديه فلديها عقدة ... مما عانته خالتها .. من زواج في بيت عائلة وهي لن تكرر ما عانته خالتها عبثا حاولت أمها أن تثنيها عن هذا الشرط فليس هناك ما يستدعي ان تخطف الولد من أمه خاصة أن الأم ... ليس لديها وقت فراغ لتتدخل بشئون ولدها فالأم تدير تجارة يومية بمحل لها .. تملكه يأخذ منها أكثر من وقتها ... فضلا عن بنات ولدها الأكبر وزوجها ... موظف كبير لايعود المنزل إلا في المساء في معظم الأيام فضلا عن طيبة الوالدان ... وسعادة زوجة الابن الأكبر والتي اعتادت أن تنادي حماتها بماما أولادها ينادون جدتهم بماما مثل أمهم تلك سعادة تبدو جلية من تعاملاتهم الظاهرة ومن أحاديثهم عن المشاكل والحياة بوجه عام. كل الظواهر تؤكد أنه لا وجود لما تخشاه من والدي خطيبها أو المستقبل ولكن العروس لم تثـنـها كل محاولات أمها ولا نصائح والدها بأن تحسن الظن بالله .. لأنها لو أحسنت الظن بالله كما قال لهـــا والدها لانتظرت أن الله تعالى ... القادر على كل شيء سيجعل لها كل أمور حياتها المستقبلية خير حتى ولو كانت كل الدنيا يملأها الشر من حولها .. فإن توقع الشر من الناس وانتظاره منهم هو سوء ظن بالله تعالى أو هكذا كرر لها والدها النصيحة مرارا أملا أن تتفهم وترجع عن شرطها ... فهو جائر ويدل على سوء نيتها المبكر وسوء ظنها بأناس لا تعرفهم حتى أن أباها قال لها محذرا لو وافق هذا الشاب على شرطك ؟؟ فلن أكون مطمئنا لزواجه منك ... فمن باع والداه من أجل فتاة ... ايا كانت فغدا لابد وأنه سيبيع زوجته من أجل من هي أجمل منها أو أفضل منها وهن كثيرات ملء الدنيا ... والحياة وأبدا ... تمسكت العروس بشرطها بل وأقنعت أمها أن تطرح هذا الشرط وتطالب به خلال زيارتهم التالية ... لمنزل العريس ولكن الأم لم تجروء على هذا نظرا للحفاوة البالغة والاحترام التي حظوا بها . ولاحظ أهل العريس أن العروس جلست في مقعد في صدر الغرفة واضعة ساقا فوق ساق فقد مات الحياء ... ولا عجب وكأنها تجلس في بيتها تحاسب ناظر عزبتها .. المختلس .. على محصول العام أو كأنها .. أميرة تواضعت لتجالس عامة البشر .. ليعرضوا عليها مطالبهم وأقصى أمانيهم .. أن تترفق بهم فتسمعهم .. وربما تبتسم لهم هكذا كان شكل الزيارة العام وطوال ساعتين كاملتين لم يصدر منها ابتسامة واحدة كأن الأميرة قد أجبروها أن تجالس العامة وهوام العوام ولكن .. من سوء حظها .. أنها جلست في مقعد مقابل لوالد عريسها المنتظر تحت عدسة ميكروسكوبه النفسي .. المباشرة وهو دكتور مهندس وأشياء أخرى وأقربها لقلبه ... إمام مسجد وجلست على يمينه زوجته .. أم العريس طيبة ضحوك .. باحثة دوما عن رضا ضيوفها وهي أيضا صاحبة شهادة جامعية تنساها كثيرا عندما تتعامل مع الناس ببساطتها وتواضعها ووضح أنهما متفاهمان وسعداء بهذا التفاهم لدرجة ملفتة للنظر وبرغم طيبتهما إلا أن الزوج لم يستطع التخلص من طبع جـــاد يفرض عليه مستوى مرتفع من الكرامة واحترام القواعد والأصول وربما عمله كضابط لأعوام طويلة قد ترك بصمات غائرة في النفس على عكس والدا العروس صاحبا الدبلوم المتوسط والأسرة المتوسطة وأحوالها المتردية والتي أضطرت الوالد للهرب للخارج منذ أكثر من عشرون عاما للعمل في دول الخليج ولا يأتي إلا مرة سنويا لمدة شهر حتى العروس هو لم يحضر ولادتها ولا تربيتها إلا شهورا متفرقة .. بمعدل شهر من كل سنة من سنوات عمرها مما ترك للعروس .. قدرة غريبة ... بل مقززة .. على التحدث إليه بوقاحة كأنه أخاها الأصغر حتى في وجودها في منزل تدخله لأول مرة مما أوقع الأب في حرج بالغ وأضطر صاحب المنزل أن يغير مجرى الحديث وكأنه لم يسمع شيئا مما قالته العروس لوالدها وتوالت قصفات العروس لوالدها ... ووالدتها ... ثم أختها تصحح لهم مفاهيم الحياة وتقوم لهم أساليب الحديث ... بامتعاض ... وتعالي مقيت ربما محاولة منها لتعويض فارق المستوى الاجتماعي والأدبي ... ربما وربما محاولة منها أن تفرض من الدقائق الأولي ... شخصيتها .. وأسلوبها وربما شيطانا أوعز إليها .... لتفسد مشروع زواجها وتمضي الدقائق ثقيلة ... مع طرف كل حديث تشترك فيه والكل يحاول التغاضي عما يحدث ... سواء بالضحكات أو إدعاء عدم الفهم ... أو التغاضي عما يحدث ... حتى طفح الكيل ... وظنت العروس أنها مسيطرة ولا بد أن تلقي بشرطها ... كأمر واقع خاصة عندما هبطوا عائدين من جولة .. وزيارة للشقة الجاري تجهيزيها بالدور الرابع واعتدلت في جلستها فقط لتبدل ساقاها بوضع اليسرى على اليمنى ثم توجه حديثها .. لوالدة عريسها ومضيفهم قائلة أنها ترى أنه لابد من بيع الشقة (شقة العريس الجاري تشطيبها) لتشتري شقة أخرى بعيدا عن منزل العائلة معللة ذلك بقولها علشان انا اكون مبسوطة ومرتاحة .. بعد الجواز وساد صمت أقرب لصمت القبور فالعروس تبيع ما لاتملك في منزل والد عريسها المنتظر من أجل أن تكون سعيدة ومبسوطة ... ونظر والد العريس لزوجته ... ليجدها قد انطفأ نور وجهها وغابت ابتسامتها الجميلة وكسا الحزن قلبها قبل وجهها بمرارة ... لم تعهدها وقبل أن ينظر الوالد لولده العريس بادره الشاب يستأذنه للحديث ولم يمانع الأب .. فهو يهمه كثيرا أن يسمع رأي ابنه بعيدا حتى عن موضوع الزواج فاسترسل العريس قائلا .. للعروس المنتظرة وهل تقبلين أن أبيعك إذا وجدت من هي أفضل منك يوما ما إذا قبلتي هذا الشرط فهذا شأنك .. ؟؟ ولكن أبي وأمي وأخي .. بنات أخي عائلتنا الكبيرة .. هي جزء من كياني بل هم كياني كله وهم ليسوا محلا للبيع ولا للتنازل .. أو المساومة من أراد أن يكون مكملا لنا ... أهلا به ومن أراد أن يفرقنا .... فلا مكان له فيها وفوجيء الجميع بالعروس تنفجر حانقة موجهة كلماتها للعريس المنتظر قائلة في تهكم يعني انت مش هتقدر تستغني عن ماما مش المفروض انك خلصت فترة الرضاعة من زمان ؟؟ تلك كانت القشة التي قسمت ظهر البعير فأشار الوالد (والد العريس لولده ... أن لا يرد ... وأن يصمت) وهب واقفا ... في هدوء وحزم قائلا لوالد العروس مرحبا بكم في بيتنا المتواضع ... في أي وقت ولكن بدون التورط في موضوعات زواج ونسب فلا أعتقد أن طلب ابننا موجود طرفكم وربنا يرزق بنتكم بمن يستحقها ويقدرها كما تتمنى وتحلم شرفتم وبعد إذنكم ... معاكم ابني هيوصلكم وامسك ذراع زوجته وغادرا الغرفة في هدوء قاتل وغادرها الجميع بلا رجعة كان الموقف حادا ... وكان لابد له من نهاية وكانت النهاية درامية لأقصى درجة ولكنها أقل بكثير مما تستحقه مثل هذه العروس الفاقدة الإحساس بالمكان والزمان والتي هي في النهاية ضحية سوء تربية ... لعائلة مفككة من أجل حفنة ريالات فهل من معترض مما راق لي اختكم /هيفولا |
|
|
![]() |