صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-29-2014, 09:44 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي من كتابات علي الطنطاوي‬ يتحسر فيها على حياة جميلة أضعناها


من كتابات ‫‏علي الطنطاوي‬
يتحسر فيها على حياة جميلة أضعناها


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


Mohammad Alzoubi

كذلك كانت دورنا الشامية ، كانت سكناً ونزهة ، وكانت مَصيفاً ومشتىً ،
وكانت كالمرأة المحجبة لا تبدي زينتها لغير أهلها ،
تراها من الخارج كأنها مخازن التبن ما تكشف عنها نافذة ولا شرفة ،
فإذا دخلت رأيت الصحون الكبار والبِرَك والأنهار وغرائب الأشجار ،
وفي كل دار أسرة كاملة يجمعها الحب والإخلاص، وقد يختلف مَن فيها ويتنازعون ،
ولكنه اختلاف لا يمحو المحبة وتنازع لا يولد البغضاء،
وإنما هو كاصطدام الغصن بالغصن في الروض الممرع من نسيم الأصيل .
يأكلون جميعاً من قدر واحدة على مائدة واحدة،
فإذا كان العصر غُسلت أرض الصحن حتى صار رخامها وبلاطها كالمرايا،
ورُشَّت الأشجار حتى قَطَرَ منها الماء، وزقزقت عليها العصافير التي تأوي إليها كل عشية،
واصطفت الأسرة على الإيوان : الجد وأولاده وبناته وكناته وأحفاده،
ونُصب (سماور) الشاي وأُديرت الكؤوس، وقفز الأولاد ولعبوا وتحدث الكبار وضحكوا،
لا تصل إلى الجيران أصواتهم ولو صحوا وغنوا ولا تصل إليهم أصوات الجيران،
ولا يراهم أحد ولو تعروا ولا يرون أحداً، فهي مملكة مستقلة،
يحس ساكنها أنها له وحده، لا يؤذي جاراً ولا يؤذيه جار،
وهي كثيرة الغرف متعددة الأجزاء،
وهي لرجل الفكر نعمة يستطيع أن يجد فيها غرفة يقرأ فيها هادئاً
ويكتب والضجة في الدار على أشدها فلا يسمعها،
وهي عالم كثير المشاهد مختلف المناظر، إن مللت منه مكاناً قصدت غيره،
فمن قعود في القاعة أو صعود إلى القصر (البهو الشتوي)
أو جلوس على بساط تحت الشجرة، أو عزلة في المشرقة(سطح الدار).

هذه هي بيوتنا التي خُلقت لنا والتي هندسَتها طبيعةُ جوّنا وآداب ديننا وعاداتنا وأوضاعنا،
وهي البيوت الشامية الأصيلة التي رسخت أصولها فينا،
ثم امتدت فروعها فقطعت البحر من ضفة إلى ضفة، من الشام إلى الأندلس
، فملأت الأندلس ثم انتقلت إلى المغرب فلا تزال فيه إلى اليوم،
ما ملّوها كما مللناها ولا انصرفوا عنها تقليداً للغرب الذي اتخذنا تقليده ديناً
ورأينا كل ما يأتي من عنده حسناً ،ولو كان الفجور والعهر،
والرقص والخمر، والفسق والكفر !
________________
الشيخ علي الطنطاوي ,من حديث النفس .

هيفولانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات