![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() أشكر حسّادك ..!
النقد الموجّه إليك يساوي قيمتك تماماً ، و إذا أصبحت لا تُنقد و لا تُحسد فأحسن الله عزاءك في حياتك ؛ لأنك متَّ من زمن و أنت لا تدري ، وإذا أصبحت يوماً ما و وجدت رسائل شتم و قصائد هجاء و خطابات قدح فاحمد الله فقد أصبحت شيئاً مذكوراً و صرت رقماً مهماً ينبغي التعامل معه . إن أعظم علامات النجاح هو كيل النقد جزافاً لك ، فمعناه أنك عملت أعمالاً عظيمة فيها أخطاء ، أما إذا لم تُنتقد و لم تُحسد فمعناه أنك صفر مكعَّب « حُرِّمت عليكم الميتة » يقول صاحب كتاب ( دع القلق ) : إن الناس لا يرفسون كلباً ميّتاً ، و لكن أبا تمام سبق لهذا المعنى فسطَّره و عطَّره و حبَّره فقال : وَ إِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ ... طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ يقول أحد الكتّاب : عليك أن تشكر حسّادك ؛ لأنهم تبرعوا بدعاية مجانية نيابة عنك ، و إذا وجدت هجوماً كاسحاً ضدك من أصدقائك الأعداء أو من أعداءك الأصدقاء فلا ترد عليهم بل سامحهم و استغفر لهم و زد في إنتاجك و تأليفك و برامجك فإن هذه أعظم عقوبة لهم يقول زميلي أبو الطيب: إِنّي وَ إِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما ... أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُــمُ إن نقد أعدائنا الأصدقاء يقوِّم إعوجاجنا الذي ربما أعمانا عنه مديح الجماهير و تصفيق المعجبين ، يقول غوته : إن الدجاجة حينما تريد أن تبيض و تقول : قيط .. قيط تظن أنها سوف تبيض قمراً سيّاراً ، فالعالِم لكثرة ما يمدح يظن أن الله لطف بالخلق لمّا أوجده في هذا الزمن ، و المسؤول إذا أُثني عليه بقصائد يحسب أن الملائكة في السماء تصفّق له ، إذاً فلابد من وخزات نقدية ؛ ليستيقظ العقل المبنَّج بأُبر أهل المدح الزائف الرخيص ، يقول أحد الفلاسفة : إذا رُكِلتَ من الخلف فاعلم أنك في المقدمة ، إن التافهين ليس لهم نقّاد و لا حسّاد ؛ لأنهم كالجماد تماماً ، و هل سمعت أحداً يهجو حجراً أو يسب طيناً ؟! و تذكر أن الكسوف و الخسوف للشمس و القمر أما سائر النجوم فلم تبلغ هذا الشرف . يقول زهير : مُحَسَّدونَ عَلى ما كانَ مِن نِعَمٍ ... لا يَنزِعُ اللَهُ مِنهُم ما لَهُ حُسِدوا ذكروا عن العقاد أن أحد الكتّاب شكا إليه تهجم الصحافة عليه فقال العقاد : أجمع لي كل المقالات التي هاجمتك ، فجمعها ، فقال له : رتّبها وضع قدميك عليها ، فلما فعل قال له : لقد ارتفعت عن مستوى الأرض بمقدار هذا الهجوم و لو زادوا في نقدهم لزاد ارتفاعك. يقول ابن الوزير : و شكوت من ظلم الحسود و لن تجد ... ذا سؤدد إلا أصيب بحسّدِ إن أصدقاءك الأعداء و إن أعداءك الأصدقاء لم ينقموا عليك لأنك سرقت أموالهم أو اغتصبت دورهم و لكنك فقتهم علماً أو معرفة أو مالاً أو حققت نجاحاً باهراً ، فلا بد أن يقتصّوا منك جزاءً وِفاقاً لتصرفك الأرعن لأن الواجب عليك عندهم أن تبقى تحتهم بدرجة ، إذاً فلا تنتظر من حسّادك شهادات حسن سيرة و سلوك ودعاء في السحر بل توقَّع قصائد عصماء مقذعة و خطباً نارية بشعة و مقامات أدبية مشوّهة . و المشكلة أن صديقك الحاسد يرفض دستور المودة و أنت تعرضها عليه ، و يبحث عن آخرين . |
|
|
![]() |