![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() تحدثت في المقال السابق عن تعريف الأستبداد الفكري و متى
ينشأ و أثره على المجتمع , و في هذا المقال أتابع البحث حول نفس الموضوع و لكن من زوايا مختلفة. ::بين الحرية الفكرية و الأستبداد الفكري :: جاء الإسلام ليرفض الأستبداد بكل أشكاله فالإسلام هو دين الحرية بكل أشكالها – و قد جعل لهذه الحرية ضوابط تسقيم بها حياة كل الناس – و لعل أوجز كلمة تبرهن على هذه الحقيقة ما جاء في كتاب الله سبحانه و تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) البقرة: ٢٥٦ , ذلك أن الإسلام جاء لينير العقول و يحررها من الظلمات إلى النور , و يريد الأستبداد أن يطمس هذا النور و أن يخيم الظلام في العقول. فإذا كان أمر الدين و الذي سيترتب عليه الخلود في جنة – نسأل الله أن يرزقنا أياها – أو نار-نعوذ بالله منها- لا إكراه فيه , و قد تُرك هذا الأمر لإختيار الناس(و هدينه النجدين ) البلد: ١٠ فمن باب أولى أن لا يكون الإكراه فيما سواه من أمور ما لم يتعدى الحرية الفكرية للأخرين. إن أخطر ما في ظاهرة الأستبداد هي أننا لا نرى الأشياء على حقيقتها و بالتالي فإننا لا نعطيها حقها الحقيقي , ولكن نرى الأشياء بعيون غيرنا, فالقول ما قالوا , و الحكم ما حكموا , و الفهم ما فهموا و الرأي في النهاية رأيهم. و لم يربي الإسلام أجياله على الأستبداد بل رباهم على الحرية و علمهم القوة في الحق و علمهم أداب الأختلاف و أداب المحاورة حين يختلف الرأي , و هذا يتجلى في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما جاءه من يقول يا رسول الله : إني أصوم ولا أفطر , و قال الأخر إني لا أتزوج النساء و قال ثالثهم إني أقوم و لا أنام , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم في أدب المعلم و حكمة المربي : أما أنا فأصوم و أفطر, و أتزوج النساء ,و أقوم و أنام , فمن رغب عن سنتي فليس مني, فهو يعلم أنهم ما فعلوا ذلك إلا طمعا في الأجر فأرشدهم صلى الله عليه و سلم إلى الطريق الصحيح في تحصيل الأجر دون أن يُعنفهم. و من مظاهر الحرية التي شرعها الإسلام و التي ترفض الأستبداد الفكري هو الأمر بالمعروف ” بمعروف ” و النهي عن المنكر ” بمعروف” , و قد قال عمر بن الخطاب ” من رأى منكم في إعوجاجا فليقومني “. و من مظاهر الحرية التي تنافي الأستبداد السمع و الطاعة فيما لا معصية فيه , و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ” السمع و الطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب و كره مالم يؤمر بمعصية , فإذا أُمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة ” متفق عليه. إن الإسلام نظام يقوم على الطاعة المبصرة الواعية الناصحة بينما يقوم الأستبداد الفكري على الطاعة العمياء التي لا تبصر و لا تنصح و تنفذ مكرهة أو غير مكرهة. ::خصائص المستبد فكريا :: و المستبد فكريا هو إنسان صاحب رؤية مشوهة قاصرة, و يمكن أن تظهر خصائص الشخص المستبد فكريا بعدة أمور: 1- التكبر: يشعر المستبد فكريا أنه من يملك حق التفكير دون سواه , و أنه ليس من حق أي شخص أخر أن يفكر مهما بلغ من العلم و الحلم و الحكمة, و ينظر إلى من حوله على أنهم هم الذين ينبغي عليهم السعي وراء تنفيذ أفكاره دون إبدأ الرأي أو أي وجهة نظر قد تكون مخالفة لفكرته أو تضيف لها بعض المُكمِلات. 2- الأستخفاف: أيضا يستخف و يُحقر أي فكرة مهما كانت صحيحة , فعين المُستَبدِ عين عمياء لا تُبصر بعين الحق و إنما تُبصر بعين الهوى و ما تمليه النفس , و يزيد استخفاف المُستَبد كلما زاد استعظام من حوله له و استحقارهم لذواتهم. 3- الجبروت و العناد: فهو لا يقبل المناقشة و يرفض الرأي الأخر , و يعتقد إعتقادا جازما بصحة ما ذهب إليه , و هو على إستعداد تام لأن يُلحق الأذى و الضرر بمن يقابله بفكرة مضادة أو مُكَمِلةً لفكرته بأشكال قد تختلف مع مكانة المُستَبد فكريا. 4- الفسق: لا يتورع المستبد فكريا أن يقوم بأي عمل غير لائق لإثبات صحة ما ذهب إليه كأن يكذب أو يُزور أو يُحرض … إلخ. 5- الفساد: بعد ما ذكرنا من خصائص المستبد فكريا , فإن أرضية المستبد فكريا تصبح أرضا خصبةً لتفسد و تتعدى الحدود المشروعة من أجل أن يثبت أن فكرته مازالات فكرة صحيحة. 6- الضلال: و هو النتيجة الحتمية للفكر الشخصاني ذو البعد الفردي الذي لا يرى إلا في حدوده ضيقة, فالمستبد فكريا هو في الحقيقة جاهل جهلا مركبا حيث أنه مخطئ , و أنه يظن نفسه على الصواب وهو في الحقيقة مجانب للصواب. 7- الضعف :وفوق كل ما سبق فهو إنسان ضعيف يفتقد لكثير من المهارات و يعاني من كثير من المشكلات ما يجعله غير قادرٍ على أن يُظهر ما في فكرته من مواطن قوة , و أن يعترف بمواطن الضعف أو القصور فيعمل على ترميمها بنفسه أو يطلب المساعدة ممن هم أكثر منه خبرة و علما. 8- و هذه هي الخصائص البارزة و يلحق بها أيضا أمراض فتاكة مثل مرض العُجب , و الأنانية , و الحسد , و البغض , و الكُرُه , و حب الأنتقام… إلخ إن وجود صفة من هذه الصفات في شخص ما كفيل أن يجره إلى باقي الصفات بالتتابع فيقع في دائرة المستبدين فكريا, و في قراءة لصفحات التاريخ نجد أمثلة كثيرة للمستبدين فكريا تجمعهم هذه الصفات و يجمعهم المآل , فهي صفات متلازمة مترابطة تطلب كل واحدة منها الأخرى حتى تجتمع. لذلك فإنه من الواجب أن نحترم الرأي الأخر و أن نعمل على مقارعة الحُجة بالحُجة في حدود أداب الأختلاف , و أن نفهم قانون الأختلاف البشري حتى لا نقع شراك الأستبداد الفكري. و مازال للحديث صلة… |
![]() |
|
|
![]() |