![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() خطبتي الجمعة من مسجد الحارثية بجدة أعدها وألقاها سيدي الأخ الشيخ / محمد عطا الياس ألقى فضيلة الشيخ سيدى محمد عطا الياس يحفظه الله خطبتي الجمعة من مسجد الحارثية بجدة : والتي تحدَّث فيها عما تعانيه الأمة الإسلامية من الإبتلاءات والفتن وضرورة التمسك بالكتاب والسنة . الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفَعَّالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، أشهد أن لا إلهَ إلا هو وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثِ بالقرآنِ المجيدِ ، صلى اللهُ وسلم عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } أيها الأحبةُ في الله ، فأَنَّ هَذِهِ الأَحْدَاثَ الدَّامِيَةَ ، التِي تَجْرِي يَوْمِيًّا عَلَى أرضِ بِلاَدِ الإِسْلاَمِ الوَاسِعِ ، قَدَرٌ مَكْتُوبٌ عَلَى الأُمَّةِ ، ولا ريبَ إنَّ مِنْ أعزِّ مقاصدِ المؤمنين ، وأشهى مطالبَهم ، وغايةِ نفوسِهم ، رؤيةَ دينِهم ظاهراً ، وكتابَ ربِهم مُهيمناً ، وعلوَّ رايةِ التوحيدِ ، والفرحَ بنصرِ اللهِ ..، وَنَصرُ اللهِ للمؤمنينَ ، حقيقةٌ من حقائقِ الوجودِ ، وسُنةٌ باقيةٌ من سُنَنِ اللهِ ، وقد يُؤخِّرُ اللهُ النَّصرَ لحكمةٍ يريدُها ، فتظهرَ باديَ الرأي هزيمةٌ ، وقد يُهزمُ الحقُّ في مَعركةٍ ، ويظهرُ الباطلُ في مرحلةٍ ، وكلُّها في مَنطِقِ القرآنِ ، صورٌ للنَّصرِ، تَخفَى حِكمَتُها على البشرِ، والمؤمنونَ غيرَ مطالبينَ بنتائجٍ ، إنما هُم مُطالبونَ ، بالسّير ِعلى نهجِ القرآنِ وأوامرِهِ، والنصرُ بعد ذلك من أمرِ اللهِ، يَصنَعُ به ما يشاءُ يقولُ تعالى : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم ٌ} قد يُبطئُ النصرُ ، لأن بِناءَ الأُمَّةِ لم يَنضُجْ ، ولم يشتدَّ ساعدُهُ ، ولأن البيئةَ لم تتهيأْ لاستقبالِهِ ، ويَتأخرُ النَّصرُ ، لِتَزِيدَ الأُمَّةُ صِلتَها باللهِ ، وهي تُعاني وتَتَألمُ وتَبذِلُ ، ولا تجدُ لها سنداً إلاَّ اللهَ ، وقد يُبطئُ النصرُ لتتجرَّدَ الأمةُ في كِفَاحِهِا ، وبذلِها وتضحياتِها للهِ ولدعوتِهِ أما الباطلُ ، فَمَهمَا استعلى فهو طارئٌ وزاهقٌ ، ولا بُدَّ من هزيمتِهِ أمامَ الحقِّ ، قال تعالى : { وَقُلْ جَاء ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَـٰطِلُ إِنَّ ٱلْبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا } ولكنَّ حكمةَ اللهِ اقتضتْ أن يُوجِدَ الباطلَ لاختبارِ أوليائِهِ { وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا } وإِلاَّ لو شاءَ اللهُ ، لم يكنْ هُنَاك كفرٌ ولا باطلٌ ، قال تعالى : { ذٰلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ } لا تَعلَمُ الأمةُ ، متى وكيفَ يَتحققُ النصرُ، فَجنُودُ اللهِ التي ينصرُ بها أولياءَهُ كُثُر ، ففي غزوةِ بني النَّضيرِ ، كان الرُّعْبُ جُندِياً من جُنودِ اللهِ ، وفي غَزوةِ بدرٍ ، كانت الملائكةُ والنُّعاسُ والمطرُ والحصى من جنودِ اللهِ ، وكانت الريحُ والعنكبوتُ ، وغيرُ ذلك من جنودِ اللهِ ، وصَدَقَ اللهُ : { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِىَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } باركَ اللهُ لي وَلَكُم في القُرءانِ العظيم، قلت ما سمعتم ، أستغفر اللـه العظيم لي ولكم فاستغفروه الحمدُ للهِ الذي خلقَ فسوى ، والذي قدرَ فهدى ، أحمدُهُ سبحانه وأشكرُهُ في السرِّ والنجوى ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، العليُّ الأعلى ، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وإخوانِهِ صلاةً دائمةً إلى يومِ الدينِ . { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } اللهم صل وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، الشافع المُشَّفَعُ في المحشر ، وارضَ اللهم عن الخلفاء ، الأئمةِ الحنفاء ، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرحم الراحمين اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، واحمِ حوزة الدين ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، وآمِنًّا في دورنا ، وأصلح أءمتنا وولاة أُمورنا ، واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك ، واتبع رضاك ، برحمتك يا أرحم الرحمين اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك بهم فإنّهم لا يُعجزونك ، اللهم زلزل الأرض من تحتهم ، وصُبَّ عليهم العذاب من فوقهم ، واقذف الرعب في قلوبهم ، واجعلهم عبرةً للمُعتَبرين ، اللهم أرنا فيهم يوماً كيومِ عادٍ وثمود ، اللهُمَّ مُنزلُ الكتاب ، سريعُ الحساب ، ومُجري السّحاب اهزمُهُم وزَلزِلْهُم ، اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تُغادر منهم أحدا ، إنك على ذلك قدير وبالإجابة جدير ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا { آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } عباد الله { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرْكم ، واشكروهُ على نعمه يزدْكم ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون .
|
![]() |
|
|
![]() |