![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت / الملكة نــور اتباع هُدَى الله { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً } [ البقرة : 38 ] الهبوط نزول مستوى ، كان الإنسان بحالة راقية صار بحالة متعبة ، تجد الإنسان يصل إلى ثلاثين سنة حتى يتزوج ، هذا يكون سبَّاقاً إلى الزواج ، حتى يستقر إلى أن يجد له بيتاً ، مأوى ، زوجة ، أولاداً ، ثلاثين عاماً فما بعد ، يحتاج إلى سنوات وسنوات حتى يستطيع أن يتحرك حركة معقولة ، فهؤلاء الذين كسبوا المال حصَّلوه بجهدٍ جهيد ، فلمَّا حصَّلوه ما بقي لهم كثير ولا قليل حتى يغادروا الدنيا ، فالدنيا دار تعب { فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) } [ البقرة : 38 ] العبرة ليست في الشباب ولكن في الشيخوخة ، العبرة في خريف العمر ، هذه المرحلة من العمر متعلِّقة بالشباب ، أحد الصالحين هنا في الشام عَلَّم الطلاَّب ثمانين سنة ، بدأ بالتعليم في الثمانية عشر وتوفي في الثمانية والتسعين وهو قائم على التعليم ؛ التعليم الديني ، وكان يقول للطالب : يا بني أنت تلميذي ، وكان أبوك تلميذي ، وكان جدَّك تلميذي ، أي أنه علَّم ثلاثة أجيال ، وخرَّج آلافاً مؤلَّفة من أعلام هذه البلدة ، وكان في الثمانية والتسعين منتصب القامة ، حاد البصر ، مُرْهَف السمع ، أسنانه في فمه ، متَّعه الله بقوَّته ، فكان إذا سُئل : يا سيدي ما هذه الصحَّة التي أكرمك الله بها ؟! يقول : يا بني حفظناها في الصِغَرْ فحفظها الله علينا في الكِبَرْ ، من عاش تقياً عاش قويَّاً ، لذلك خريف العمر متعلِّق بالشباب { فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [ البقرة : 38 ] لا خوفٌ عليهم من المستقبل ، يضمن الله لهم مستقبلاً مريحاً ، ولا يحزنون على ما مضى لأنهم قادمون إلى الجنَّة ، إنسان يسكن في حيّ فقير ، في حي متواضع جداً ، وفي بيت صغير تحت الأرض ، مساحته ثمانون متراً ، عنده ثمانية أولاد ، فإذا انتقل إلى بيت مساحته أربعمئة متر له إطلالة جميلة جداً ، هل هناك ألم في أثناء نقل الأثاث ؟ هل هناك انقباض ؟ هل هناك ضيق ؟ بالعكس هناك فرح ، وسرور ، واستبشار ، الانتقال إلى الأحسن مسعد للنفس ، إذا عَمَّر الإنسان الآخرة سهُل عليه أن ينتقل إليها { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } [ البقرة : 40 ] أي أنتم انحدرتم من إسرائيل وهو صفي الله عزَّ وجل ، فَلِمَ أنتم كذلك ؟ تماماً كما لو تثير نخوةَ شاب ، أنت ابن فلان ، وأبوك إنسانٌ كبير ، وإنسانٌ عالِم ، وإنسانٌ كريم ، وإنسانٌ محترم فَلِمَ أنت تفعل ذلك ؟ { اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } [ البقرة : 40 ] هناك أيها الأخوة نعمةٌ وهناك مُنْعِم ، الكافر مع النعمة ، أما المؤمن مع المُنعم ، وما لم تنتقل من النعمة إلى المنعم فلست مؤمناً ، الكفَّار في كل مكان يستمتعون بنعم الله أَيَّما استمتاع ، بل إن الكفَّار أكثر من المؤمنين استمتاعاً بالنعم لأنها نصيبهم الوحيد من الله عزَّ وجل ، بلادهم جميلة ، وأموالهم طائلة ، وقوَّتهم مسيطرة ومع ذلك هم غارقون في المعاصي والآثام . { وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ } [ البقرة : 41 ] يمكن للإنسان أن يتاجر بالدين ، يمكن أن يستخدم القرآن لمصالحه ، ويمكن أن يستخدم العلوم الدينية لمصالحه ، ولكن هذا الإنسان هو أشقى الناس إذا لعب الإنسان بدين الله يفرمه الله فرماً ، فهذا الدين دين الله عزَّ وجل لا تقربه بسوء ، فإذا أراد الإنسان أن يتاجر به ، أو أن يُضِل الناس ، فالله كبير وعقابه أليم وشديد . ادعى شخص من الباكستان النبوَّة ، وقال : [ خاتم الأنبياء ليس معناه أنه آخر الأنبياء ، أي أن كلامه يصدِّق من يأتي بعده ] ، وادَّعى أنه نبي ، وكانت هناك جائحة كبيرة جداً من مرض الكوليرا بالباكستان ، وزعم أنه لن يُصَاب بالكوليرا لأنه نبي ، فالذي حدث أنه أُصيب بالكوليرا ومات داخل المرحاض ، أي أن الله عزَّ وجل فضحه { وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ * وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 40 , 42 ] هناك طُرْفَة ، أحد سماسرة البيوت دخل وصلَّى العشاء باتجاه الشمال ، ليوهمهم أن هذا البيت اتجاهه قبلي ، فمن أجل أن يبيع البيت باع دينه ، من أجل أن يبيع هذا البيت باع دينه كلَّه ، وهذا يحدث كل يوم ، طبعاً هذا مثل حاد ، يمكن لإنسان أن يحلف يمين كذب ، أو أن يشهد شهادة زور ، ممكن لمصلحة مُعَيَّنة أن يستعصي في بيت قد استأجره ، ويقول لك : [ أنا القانون معي ، أي أنه باع دينه بعرضٍ من الدنيا قليل ] تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي |
|
|
![]() |