![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت / الملكة نــور الأمثال في القرآن جزء سابع الأمثال في القرآن للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . قال تعالى : { ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ } [ الروم : 28 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين . حقيقة الإيمان ليس أن يقر الإنسان بوجود الله بل أن يؤمن أنه هو الفعال : أيها الأخوة الكرام ، لا زلنا في أمثال القرآن الكريم ، والآية اليوم هي قوله تعالى : { ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [ الروم : 28 ] أيها الأخوة، أن تقول: أنا مؤمن لأنني أُقر بوجود الله، إبليس اللعين قال : { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ ص : 82 ] وقال : { خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } [ ص : 76 ] وقال : { قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [ الأعراف : 14 ] لكن حقيقة الإيمان ليس أن تقر بوجود الله ، أن تؤمن أنه هو الفعال ، هو الرافع ، هو الخافض ، هو المعطي ، هو المانع ، هو المعز ، هو المذل ، الدين توحيد ، ألا ترى مع الله أحداً ، ألا ترى يداً تعمل عملاً مع الله ، أن ترى أن كل شيء بيد الله ، أن كل شيء يرجع إلى الله . { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ } [ هود : 123 ] من ازداد إيماناً جاءت مقاييسه مطابقة لمقاييس القرآن الكريم : الحقيقة التوحيد كفكرة سهل ، أما أن تعيش التوحيد فهذا شيء يحتاج إلى جهد كبير ، مثلاً : حينما تقرأ قوله تعالى : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [ الأحزاب : 71 ] لو أنك ممن يطيع الله مثلاً ولكنك فقير ، رأيت صديقاً لك في أعلى درجات الغنى ، بيته فخم جداً ، مساحات واسعة ، عنده مركبتان أو ثلاث ، دخله فلكي ، طعام ، شراب ، ثياب ، إذا تصورت أنه هو الفائز ، وأنت مطيع لله ، وهو لا يطيع الله ، فإنك لا تعيش هذه الآية ، قد تتحدث عن معناها ، قد تدرك معناها ، أما أن تعيشها فلا ، فرقٌ كبير بين أن تفهم معنى الآية وبين أن تعيشها . مرة ثانية أنت مطيع لله ، والله عز وجل يقول { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [ الأحزاب : 71 ] المعنى واضح ، سهل جداً ، سهل الإلقاء و سهل الفهم ، لكن حينما ترى أن هذا الصديق الفاسق ، الفاجر ، الذي يملك هذه البيوت ، وتلك المركبات ، وهذه المكانة ، وهذا الدخل الفلكي ، أن تراه هو الفائز ، ولست أنت ، أنت لا تعيش الآية ، فالبطولة لا أن تفهم معنى الآية أن تعيشها ، أعلى درجات الفهم لكتاب الله أن تعيش الآيات ، لذلك قال تعالى : { فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [ آل عمران : 185 ] يا ترى أنت في حياتك اليومية ، في علاقاتك ببني البشر ، هل ترى أن تزحزح عن النار وأن يتاح لك دخول الجنة هذا هو الفوز العظيم؟ هذا هو الفوز ، فكلما ازداد إيمانك تأتي مقاييسك مطابقة لمقاييس القرآن الكريم ، فإذا ضعف الإيمان تستخدم مقاييس أرضية ، والآن الناس يُعظمون الأغنياء والأقوياء ، ومن له وسامة فائقة ، ومن له دخل كبير ، ومن له منصب رفيع ، هذه مقاييس البشر ، لكن عند خالق البشر الإنسان الفائز هو المطيع ولو كان ضعيفاً أو فقيراً ، فكلما ازددت إيماناً تأتي مقاييسك مطابقة لمقاييس القرآن الكريم . الله عز وجل ما أمر الإنسان أن يعبده إلا بعد أن طمأنه : لذلك الله عز وجل يضرب الأمثال ، أنت إنسان صاحب مؤسسة تجارية كبيرة لو عندك بعملك التجاري موظفون ، ولك شريك ، هل يعقل أن تخاف من هذا الموظف ؟ بكلمة واحدة تصرفه من العمل ، بكلمة واحدة ، هذا موظف ، يمكن أن يطالبك بالتأمينات ، أو يطالبك بالتعويض ، لكن هل يستطيع هذا الموظف الذي جئت به وعينته في المؤسسة أن يزيحك من هذه المؤسسة؟ هل يستطيع أن ينافسك في القرار؟ أن يملي عليك أمراً ؟ مستحيل ، هو موظف ، له حق عندك ، تعطيه حقه وانتهى الأمر ، أما الشريك ، الشريك آمر ، الشريك يحاسب ، الشريك يسأل ، أنت لم تداوم هذه السنة ، أنا داومت ، أنت لم تبذل جهداً ، أنا بذلت ، أنت لم تدفع ، أنا دفعت فالشريك يسأل ، أما الأجير لا يسأل فالله عز وجل قال : أنتم لا ترضون لأنفسكم أن يكون عندكم أجير أن يكون شريكاً لكم في العمل، يملي عليكم ، ويتدخل في شؤونكم ، ويأخذ قراراً ، وهو أجير وليس شريكاً، أما الشريك فممكن . فالله عز وجل يقول : ضرب الله مثلاً من حياتكم ، من أنفسكم ، من معطياتكم ، مما تعيشون { هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } [ الروم : 28 ] أي ملكت أيمانكم من كان يعمل معكم بالمعنى المعاصر ، { مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ } [ الروم : 28 ] هل يعقل أن { تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ } [ الروم : 28 ] أن تخاف هذا الأجير كما تخاف الشريك ، الشريك يحاسب ، والذي له شريك له معلم ، هل يعقل أن تخاف هذا الأجير على أنه شريك ؟ مستحيل ، أنت لا ترضى هذا لنفسك فكيف رضيته لربك ، كيف تقول هؤلاء آلهة اللات والعزة ، حجر إله ؟ أساساً هناك قبيلة صنعت لها إلهاً صنماً من تمر ، فلما جاعت أكلته ، قالوا : أكلت ودٌ ربها ، أي هل من الممكن أن ترى أن قطعة حجر إله ، الآن الناس لا يعبدون حجراً ، لكن يعبدون بعضهم بعضاً ، أنت لمجرد أن تعصي خالقك ، وأن تطيع مخلوقاً خوفاً من هذا المخلوق فأنت لا تعرف الله ، وأنت لا تعبده عباده حق ، القضية خطيرة أيها الأخوة ، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد . لذلك الله عز وجل ، قبل أن يأمرك أن تعبده طمأنك ، قال لك : { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ } [ هود : 123 ] فاعبده ، متى أمرك أن تعبده بعد أن طمأنك . علاقة المؤمن مع جهة واحدة هي الله عز وجل : لذلك أخواننا الكرام ، أنت تصور موظفاً بشركة لها صاحب ، توفي هذا الصاحب وله خمسة أولاد ، فاستلموا العمل مكان أبيهم ، لكن هؤلاء الأولاد متشاكسون ، متخاصمون ، وأنت موظف عندهم جميعاً ، هذا يعطيك أمراً أن اذهب إلى هذا المكان ، الثاني يسأل عنك لا يجدك يعنفك ، حياة لا تطاق ، خمسة مدراء متشاكسون وأنت تابع لهم ، شيء فوق طاقة البشر ، أما تصور لهذه المؤسسة مديراً واحداً ، فأنت إذا حسنت تعاملك معه فهذه قضية سهلة . ميزة المؤمن علاقته مع جهة واحدة ، مع الله ، اجعل الهموم هماً واحداً يكفك الهموم كلها ، من جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله الهموم كلها ، اعمل لوجه واحد يكفك الوجه كلها ، أنت حينما تؤمن أن وجودك ، وسلامة وجودك ، وكمال وجودك ، واستمرار وجودك ، بيد الله ، و أن رزقك بيد الله ، و أن الخير من الله ، و أن الذي يزعجك من الله ، و أنك في قبضة الله ، لا تعبد إلا الله ، و لا تعبأ بغيره ، الآية الكريمة فيها تحدٍّ كبير قال : { فَكِيدُونِي جَمِيعاً } [ هود : 55 ] كيدوني ، أي افعلوا ما بدا لكم : { ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ } [ هود : 55 ] لا ترتدوا : { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ هود : 56 ] مثل للتقريب : وحوش كاسرة ، ضباع ، ذئاب ، أسود ، لكنها مربوطة بحبال وأزمة محكمة ، أنت علاقتك مع من ؟ مع الوحوش أم مع من يقبض زمامها ؟ هذه قصة لك ، الناس ضعيفو الإيمان ، الواقعون في الشرك الخفي ، علاقتهم مع الوحوش يخافونه ، فإذا اقترب بعض الوحوش منهم انهاروا من الخوف ، لكن هناك إنساناً علاقته مع من يملكها ، يرضيه ، فإذا أرضاه أبعدها عنه . لا يخافن العبد إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه : لذلك ما من حديث جامع مانع كهذا النص : ( لا يخافن العبد إلا ذنبه ، ولا يرجون إلا ربه ) هناك أمراض وبيلة ، وحوش كاسرة ، أنت في خيمة هناك عقارب ، وأفاع ، وثعابين ، و لصوص ، و قطاع طريق ، والله الحياة تصور مليون سيف فوق رأس كل إنسان ، أي ورم خبث يجعل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق . لي صديق يحمل أعلى شهادة في الجيولوجيا ، وقدم إلى بلده ، وعين بمنصب رفيع جداً ، بعد حين فقد بصره ، زاره صديق له قال له : والله أتمنى أن أجلس على الرصيف أتكفف الناس وأن يرد لي بصري . بصرك بيد الله ، سمعك بيده ، حركتك بيده ، عقلك بيده ، زوجتك بيده ، أولادك بيده ، حرفتك بيده ، دخلك بيده ، مكانتك بيده ، { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ } [ هود : 123 ] كل شيء بيد الله عز وجل ، والله له منهج ، والتعامل معه وفق قوانين ، فأنت إذا أرضيت الله وحده رضي الله عنك وأرضى عنك الناس ، ودقق في هذا الحديث حيث لا يوجد أدق منه : ( من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن أسخط برضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) . أخرجه الترمذي والإمام أحمد وابن حبان عن عائشة أم المؤمنين ومن ابتغى أمراً بمعصية ، كان أبعد ممن رجا ، وأقرب ممن اتقى ، لذلك { ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [ الروم : 28 ] عندك أجير أخذ قراراً ببيع المحل ، المحل ليس له ، من صلاحيات الأجير يبع المحل ؟ يطلب منك تعويضاً ، يطلب منك زيادة راتب ، أما يبيع المحل وأنت لا علم لك فهذا لم يعد أجيراً صار شريكاً ، القصة كلها كل ما سوى الله أجير ، فإذا أنت عاملتهم كشركاء تكون وقعت في الشرك الخفي ، هذا الشرك الخفي خطير جداً ، لذلك : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي أما إني لست أقول أنكم تعبدون صنما ولا حجراً ولكن شهوة خفية وأعمال لغير الله ) . أخرجه البزار عن عبد الرحمن بن غنم أريد أن أقول لكم : هل يمكن أن يضغط الدين كله بكلمة واحدة ؟ نعم إنها التوحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد . والحمد لله رب العالمين |
![]() |
|
|
![]() |