![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت / الملكة نــور
الظُلْمِ قال تعالي : { ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } [ البقرة : 51 ] إن أشدُّ أنواع الظُلْمِ أن تعبد غير الله ، أشد أنواع الظلم أن تشرك بالله ، أشد أنواع الظلم أن تعبد إلهاً صنعته بيدك ، وهذا ما تجده في كثير من البلاد إلى الآن . تدخل إلى معبد في الهند تجد صنماً ارتفاعه ثلاثون متراً وأمامه أنواع منوَّعة من الفواكه ، تسأل : لمن هذه الفواكه ؟ يجيبونك : هو يأكلها في الليل ، والحقيقة أن الكُهَّان يأكلونها في الليل ، هذا تراه الآن في عصر النور والحضارة كما يدَّعون . حينما يؤمن الإنسان بالله يكون قد احترم نفسه ، الإنسان حينما يكون عاقلاً يوحِّد ، يكون قد عرف قيمته كإنسان ، يكون قد كرَّم نفسه قال تعالي : { ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ البقرة : 52 ] ماذا فعل هؤلاء ؟ فعلوا أشدَّ أنواع الذنوب ، أشركوا بالله ، عبدوا عجلاً من دون الله ، صنعوه بأيديهم وعبدوه من دون الله ومع ذلك باب التوبة مفتوحٌ على مِصراعيه ، تصوَّر لو لم يكن هناك توبة ليئس الإنسان من أقل ذنب ، لو ارتكب الإنسان ذنباً بسيطاً ولا توجد توبة لسمح لنفسه أن يرتكب ذنباً أكبر ، وهكذا إلى أن يفعل كل الذنوب والآثام ، وينتهي إلى النار ، لكنَّ رحمة الله كبيرة قال تعالي : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [ البقرة : 54 ] أي أن الله أمر الذين لم يعبدوا العجل أن يقتلوا من عبد العجل جزاء ارتكابهم أكبر ذنب في الدين ، وهو أن تُشرك ، لكن الله عزَّ وجل رَحِمَ أمَّة محمِّد صلى الله عليه وسلَّم فجعل توبة المؤمنين لا تقتضي هذا القتل ، يكفي أن تقول : يا رب لقد تبت إليك ، يقول لك : عبدي وأنا قد قبلت ، هذه رحمةٌ كبيرة ، ولكن بني إسرائيل كُلِّفوا أن يقتلوا أنفسهم ، أن يقتل بعضهم بعضاً ، أن يقتل الذين لم يعبدوا العجل الذين عبدوا العجل . قال تعالي : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } [ البقرة : 55 ] قال المفسِّرون : [ هؤلاء هم السبعون الذين اختارهم موسى معه في المناجاة ، حينما رأوا بعض المعجزات طلبوا من موسى عليه السلام أن يروا الله جهرةً ، والشيء الثابت هو أن الله سبحانه وتعالى هذه سُنَنَه لا تدركه الأبصار في الدنيا ، في الدنيا لا يستطيع الإنسان أن يرى الله جهرةً ، ما رآه لا رسولٌ ، ولا نبي ، ولا صدِّيقٌ ، ولا ولي ، لأن طاقة الإنسان لا تحتمل رؤية الله عزَّ وجل ] يروي بعض المفسِّرين : [ أنَّهم صعقوا ، ولكن الله امتنَّ عليهم أنه أحياهم من جديد بعد أن صعقوا ليتابعوا مسيرتهم مع سيدنا موسى . ] قال تعالي : { ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ البقرة : 56 ] يُروى أن رجلاً سيق إلى سيدنا عمر متلبّساً بسرقة فقال : [ والله يا أمير المؤمنين إنها أول مرَّةٍ أفعلها في حياتي ، قال له : كذبت إن الله لا يفضح من أول مرَّة فكانت المرَّة الثامنة ، فالله عزَّ وجل يعطي مهلة ، هناك خطأ ، هناك معصية ، هناك تقصير يعطي مهلة إلى أن يُصِر على ذنبه .] قال تعالي : { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ } [ البقرة : 57 ] من النِعَم التي امتنَّ الله بها على بني إسرائيل شمس الصحراء لا تُحتمل ، كانت تسير معهم غيمة أينما ساروا ، يقال أحياناً : إذا أحبَّ الله قوماً أمطرهم ليلاً وأطلع عليهم الشمس نهاراً تأتي أحياناً نسمات لطيفة في الصيف تلغي مكيِّفات ثمنها ألف مليون يقول : كم متراً غرفتك ؟ أنت تحسبها ، أربعة بثلاثة باثنين ونصف ، يقول لك : إذاً تحتاج لاثنين طن ليتم التكييف الجيد ، ثمن الطن مئة ألف وهذه الغرفة لا يتم تكيفها بطن واحد ، تأتي نسمات لطيفة من عند الله عزَّ وجل تلغي عمل المُكَيِّفات كلها ، أحياناً نستورد أعلافاً بألوف الملايين ، موسم مطير واحد يغني عن كل هذا الاستيراد ، قد نستورد بألوف الملايين قمحاً لنأكله ، موسم مطير واحد يُغني عن كل هذا الاستيراد ، فالله إذا أعطى أدهش ، وهو على كل شيء قدير . قال تعالي : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة : 63 ] يتابع الله جلَّ جلاله الحديث عن بني إسرائيل ، وقد بيَّنت لكم من قبل أن كل الأمراض التي وقع فيها بنو إسرائيل قد تزل قدم المسلمين فيقعوا في مثلها ، فلذلك من الأسلوب الحكيم أن تُعْرَض علينا أمراض الذين من قبلنا كي نتعظ بغيرنا فلا نقع فيما وقعوا فيه ، كل امتنانٍ من الله على بني إسرائيل في عهد موسى هو امتنانٌ على ذريَّتهم في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم ، لأن الكاف للخطاب . |
![]() |
|
|
![]() |