![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() الكبيرة السابعة و الأربعون ـ نشوز المرأة على زوجها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نشوز المرأة على زوجها قال الله تعالى { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } ( النساء، 4/34 ) قال الواحدي رحمه الله تعالى النشوز ههنا معصية الزوج و هو الترفع عليه بالخلاف و قال عطاء هو أن تتعطر له و تمنعه نفسها و تتغير عما كانت تفعله من الطواعية فعظوهن بكتاب الله و ذكروهن ما أمرهن الله به ، ، و اهجروهن في المضاجع قال ابن عباس هو أن يوليها ظهره على الفراش و لا يكلمها و قال الشعبي و مجاهد هو أن يهجر مضاجعتها فلا يضاجعها ، و اضربوهن ضرباً غير مبرح و قال ابن عباس أدباً مثل اللكزة ، و للزوج أن يتلافى نشوز امرأته بما أذن الله له مما ذكره الله في هذه الآية فإن أطعنكم فيما يلتمس منهن فلا تبغوا عليهن قال ابن عباس فلا تتجنوا عليهن العلل و الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأت لعنتها الملائكة حتى تصبح و في لفظ ـ فبات و هو عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح ـ ) و لفظ الصحيحين أيضاً ( إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها ) و عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ( ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ، و لا ترفع لهم إلى السماء حسنة العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم ، المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى عنها ، و السكران حتى يصحو ) ![]() و عن الحسن قال حدثني من سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( أول ما تسأل عنه المرأة يوم القيامة عن صلاتها و عن بعلها ) و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تصوم و زوجها شاهد إلا بإذنه و لا تأذن في بيته إلا بإذنه ) أخرجه البخاري و معنى شاهد أي حاضر غير غائب و ذلك في صوم التطوع فلا تصوم حتى تستأذنه لأجل وجوب حقه و طاعته و قال صلى الله عليه و سلم ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) رواه الترمذي و قالت عمة حصين بن محصن و ذكرت زوجها للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( انظري من أين أنت منه فإنه جنتك و نارك ) أخرجه النسائي ، و عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها و هي لا تستغني عنه ) و جاء عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال ( إذا خرجت المرأة من بيت زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع أو تتوب ، ) و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة ) فالواجب على المرأة أن تطلب رضا زوجها و تجتنب سخطه و لا تمتنع منه متى أرادها لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته و إن كانت على التنور ) قال العلماء إلا أن يكون لها عذر من حيض أو نفاس فلا يحل لها أن تجيئه ، و لا يحل للرجل أيضاً أن يطلب ذلك منها في حال الحيض و النفاس ، و لا يجامعها حتى تغتسل ، لقول الله تعالى { فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْن } أي لا تقربوا جماعهن حتى يطهرن قال ابن قتيبة يطهرن ينقطع عنهن الدم ، فإذا تطهرن أي اغتسلن بالماء ، و الله أعلم ![]() و لما تقدم عن النبي صلى الله عليه و سلم ( من أتى حائضاً أو امرأة من دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد ) و في حديث آخر ( ملعون من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها ) و النفاس مثل الحيض إلى الأربعين ، فلا يحل للمرأة أن تطيع زوجها إذا أراد إتيانها في حال الحيض و النفاس ، و تطيعه فيما عدا ذلك ، و ينبغي للمرأة أن تعرف أنها كالمملوك للزوج فلا تتصرف في نفسها و لا في ماله إلا بإذنه و تقدم حقه على حقها ، و حقوق أقاربه على حقوق أقاربها ، و تكون مستعدة لتمتعه بها بجميع أسباب النظافة ، و لا تفتخر عليه بجمالها ، و لا تعيبه بقبح إن كان فيه قال الأصمعي دخلت البادية فإذا امرأة حسناء لها بعل قبيح فقلت لها كيف ترضين لنفسك أن تكوني تحت مثل هذا ؟ فقالت اسمع يا هذا ، لعله أحسن فيما بينه و بين الله خالقه فجعلني ثوابه و لعلي أسأت فجعله عقوبتي و قالت أمنا أم المؤمنين السيدة / عائشة رضي الله عنها و عن أبيها ( يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها ) ![]() و قال صلى الله عليه و سلم ( نساؤكم من أهل الجنة الودود التي إذا آذت أو أوذيت أتت زوجها حتى تضع يدها في كفه فتقول لا أذوق غمضاً حتى ترضى ) و يجب على المرأة أيضاً دوام الحياء من زوجها ، و غض طرفها قدامه ، و الطاعة لأمره ، و السكوت عند كلامه ، و القيام عند قدومه ، و الابتعاد عن جميع ما يسخطه ، و القيام معه عند خروجه ، و عرض نفسها عليه عند نومه ، و ترك الخيانة له في غيبته في فراشه و ماله و بيته ، و طيب الرائحة و تعاهد الفم بالسواك و بالمسك و الطيب ، و دوام الزينة بحضرته ، و تركها الغيبة ، و إكرام أهله و أقاربه وترى القليل منه كثيراً فصل في فضل المرأة الطائعة لزوجها و شدة عذاب العاصية ينبغي للمرأة الخائفة من الله تعالى أن تجتهد لطاعة الله و طاعة زوجها و تطلب رضاه جهدها ، فهو جنتها و نارها لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( أيما امرأة ماتت و زوجها راض عنها دخلت الجنة ، ) و في الحديث أيضاً ( إذا صلت المرأة خمسها ، و صامت شهرها ، و أطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت ) و روي عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال ( يستغفر للمرأة المطيعة لزوجها الطير في الهواء ، و الحيتان في الماء ، و الملائكة في السماء ، و الشمس و القمر ما دامت في رضا زوجها و أيما امرأة عصت زوجها فعليها لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين و أيما امرأة كلحت في وجه زوجها فهي في سخط الله إلى أن تضاحكه و تسترضيه و أيما امرأة خرجت من دارها بغير إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع ) و جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أيضاً قال ( أربع من النساء في الجنة ، و أربع في النار فأما الأربع اللواتي في الجنة فامرأة عفيفة طائعة لله و لزوجها ، ولود صابرة قانعة باليسير مع زوجها ، ذات حياء إن غاب عنها حفظت نفسها و ماله ، و إن حضر أمسكت لسانها عنه ، و الرابعة امرأة مات عنها زوجها و لها أولاد صغار فحبست نفسها على أولادها و ربتهم و أحسنت إليهم و لم تتزوج خشية أن يضيعوا و أما الأربع اللواتي في النار من النساء فامرأة بذيئة اللسان على زوجها أي طويلة اللسان على زوجها أي طويلة اللسان فاحشة الكلام إن غاب عنها زوجها لم تصن نفسها و إن حضر آذته بلسانها و الثانية امرأة تكلف زوجها ما لا يطيق و الثالثة امرأة لا تستر نفسها من الرجال و تخرج من بيتها متبرجة و الرابعة امرأة ليس لها هم إلا الأكل و الشرب و النوم و ليس لها رغبة في الصلاة و لا في طاعة الله و لا طاعة رسوله و لا طاعة زوجها ) فالمرأة إذا كانت بهذه الصفة و تخرج من بيتها بغير إذن زوجها كانت ملعونة من أهل النار إلا أن تتوب إلى الله ، و قال النبي صلى الله عليه و سلم ( اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء و ذلك بسبب قلة طاعتهن لله و رسوله و لأزواجهن و كثرة تبرجهن ، ) و التبرج إذا أرادت الخروج لبست أفخر ثيابها و تجملت و تحسنت و خرجت تفتن الناس بنفسها فإن سلمت هي بنفسها لم يسلم الناس منها و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم ( المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ) و أعظم ما تكون المرأة من الله ما كانت في بيتها ، و في الحديث أيضاً المرأة عورة فاحبسوها في البيوت ، فإن المرأة إذا خرجت إلى الطريق قال لها أهلها أين تريدين ؟ قالت أعود مريضاً، أشيع جنازة ، فلا يزال بها الشيطان حتى تخرج عن دارها و ما التمست المرأة رضا الله بمثل أن تقعد في بيتها و تعبد ربها و تطيع بعلها و قال علي رضي الله عنه لزوجته فاطمة رضي الله عنها ( يا فاطمة ما خير للمرأة ؟ قالت أن لا ترى الرجال و لا يروها و كان علي رضي الله عنه يقول ألا تستحون ، ألا تغارون ؟ يترك أحدكم امرأته تخرج بين الرجال تنظر إليهم و ينظرون إليها ! ) و كانت عائشة و حفصة رضي الله عنهما يوماً عند النبي صلى الله عليه و سلم جالستين ، فدخل ابن أم مكتوم و كان أعمى فقال النبي صلى الله عليه و سلم احتجبا منه ، فقالتا يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا و لا يعرفنا ؟ فقال صلى الله عليه و سلم ( أفعمي او ان أنتما ألستما تبصرانه ) فكما أنه ينبغي للرجل أن يغض من طرفه عن النساء ، فكذلك ينبغي للمرأة أن تغض طرفها عن الرجال ، كما تقدم من قول فاطمة رضي الله عنها إن خير ما للمرأة أن لا ترى الرجال و لا يروها فإن اضطرت للخروج لزيارة والديها و أقاربها و لأجل حمام و نحوه مما لا بد لها منه ، فلتخرج بإذن زوجها غير متبرجة في ملحفة و سخة في ثياب بيتها ، و تغض طرفها في مشيتها ، و تنظر إلى الأرض لا يميناً و لا شمالاً ، فإن لم تفعل ذلك و إلا كانت عاصية و قد حكي أن امرأة كانت من المتبرجات في الدنيا ، و كانت تخرج من بيتها متبرجة ، فماتت فرآها بعض أهلها في المنام و قد عرضت على الله عز و جل في ثياب رقاق ، فهبت ريح فكشفتها فأعرض الله عنها ، و قال خذوا بها ذات الشمال إلى النار فإنها كانت من المتبرجات في الدنيا ![]() و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم أنا و فاطمة رضي الله عنها و وجدناه يبكي بكاءً شديداً ، فقلت له فداك أبي و أمي يا رسول الله ، ما الذي أبكاك ؟ قال ( يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي يعذبن بأنواع العذاب ، فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن ، و رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغها ، و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها، و رأيت امرأة قد شدت رجلاها إلى ثدييها و يداها إلى ناصيتها ، و رأيت امرأة معلقة بثدييها ، و رأيت امرأة رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار عليها ألف ألف لون من العذاب ، و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل من فيها و تخرج من دبرها و الملائكة يضربون رأسها بمقامع من نار ) فقامت فاطمة رضي الله عنها و قالت حبيبي و قرة عيني ما كان أعمال هؤلاء حتى وضع عليهن العذاب ؟ فقال صلى الله عليه و سلم ( يا بنية أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال ، و أما التي كانت معلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها ، و أما المعلقة بثدييها فإنها كانت تفسد فراش زوجها ، و أما التي تشد رجلاها إلى ثدييها و يداها إلى ناصيتها و قد سلط عليها الحيات و العقارب فإنها كانت لا تنظف بدنها من الجنابة و الحيض و تستهزىء بالصلاة و أما التي رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار فإنها كانت نمامة كذابة و أما التي على صورة الكلب و النار تدخل من فيها و تخرج من دبرها فإنها كانت منانة حسادة ) ![]() و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تؤذي المرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله و يا بنية الويل لامرأة تعصي زوجها ) ( فصل ) و إذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها و بطلب رضاه ، فالزوج أيضاً مأمور بالإحسان إليها و اللطف بها ، و الصبر على ما يبدو منها من سوء خلق و غيره ، و إيصالها حقها من النفقة و الكسوة و العشرة الجميلة لقول الله تعالى و عاشروهن بالمعروف و لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( استوصوا بالنساء ، ألا إن لكم على نسائكم حقا و لنسائكم عليكم حقا فحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن و طعامهن ، و حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ، و لا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون و قوله صلى الله عليه و سلم عوان أي أسيرات جمع عانية و هي الأسيرة ، ) شبه رسول الله صلى الله عليه و سلم المرأة في دخولها تحت حكم الرجل بالأسير ![]() و قال صلى الله عليه و سلم خيركم خيركم لأهله و في رواية خيركم ألطفكم بأهله و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم شديد اللطف بالنساء و قال صلى الله عليه و سلم ( أيما رجل صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله الأجر مثل ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه ، و أيما امرأة صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله من الأجر مثل ما أعطى آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ) و قد روي أن رجلاً جاء إلى عمر رضي الله عنه يشكو خلق زوجته ، فوقف على باب عمر ينتظر خروجه ، فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها و تخاصمه و عمر ساكت لا يرد عليها ، فانصرف الرجل راجعاً و قال إن كان هذا حال عمر مع شدته و صلابته ـ و هو أمير المؤمنين ـ فكيف حالي ؟ فخرج عمر فرآه مولياً عن بابه فناداه و قال ما حاجتك يا رجل ؟ فقال يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي و استطالتها علي فسمعت زوجتك كذلك فرجعت و قلت إذا كان حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي ؟ فقال عمر يا أخي إني احتملتها لحقوق لها علي إنها طباخة لطعامي ، خبازة لخبزي ، غسالة لثيابي ، مرضعة لولدي و ليس ذلك كله بواجب عليها ، و يسكن قلبي بها عن الحرام فأنا احتملتها لذلك فقال الرجل يا أمير المؤمنين و كذلك زوجتي قال عمر فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة ![]() و حكي أن بعض الصالحين كان له أخ في الله و كان من الصالحين يزوره في كل سنة مرة ، فجاء لزيارته فطرق الباب ، فقالت امرأته من ؟ فقال أخو زوجك في الله جئت لزيارته ، فقالت راح يحتطب لا رده الله و لا سلمه و فعل به و فعل و جعلت تذمذم عليه فبينما هو واقف على الباب و إذا بأخيه قد أقبل من نحو الجبل و قد حمل حزمة الحطب على ظهر أسد و هو يسوق بين يديه ، فجاء فسلم على أخيه و رحب به ، و دخل المنزل و أدخل الحطب و قال للأسد اذهب بارك الله فيك ، ثم أدخل أخاه و المرأة على حالها تذمذم و تأخذ بلسانها و زوجها لا يرد عليها ، فأكل مع أخيه شيئاً ثم ودعه و انصرف و هو متعجب من صبر أخيه على تلك المرأة قال فلما كان العام الثاني جاء أخوه لزيارته على عادته فطرق الباب فقالت امرأته من بالباب ؟ قال أخو زوجك فلان في الله ، فقالت مرحباً بك و أهلاً و سهلاً ، اجلس فإنه سيأتي إن شاء الله بخير و عافية قال فتعجب من لطف كلامها و أدبها ، إذ جاء أخوه و هو يحمل الحطب على ظهره فتعجب أيضاً لذلك ، فجاء فسلم عليه و دخل الدار و أدخله و أحضرت المرأة طعاماً لهما و جعلت تدعو لهما بكلام لطيف ، فلما أراد أن يفارقه قال يا أخي أخبرني عما أريد أن أسألك عنه قال و ما هو يا أخي ؟ قال عام أول أتيتك فسمعت كلام امرأة بذيئة اللسان قليلة الأدب تذم كثيراً و رأيتك قد أتيت من نحو الجبل و الحطب على ظهر الأسد و هو مسخر بين يديك ، و رأيت العام كلام المرأة لطيفاً لا تذمذم و رأيتك قد أتيت بالحطب على ظهرك فما السبب ؟ قال يا أخي توفيت تلك المرأة الشرسة و كنت صابراً على خلقها و ما يبدو منها كنت معها في تعب و أنا أحتملها ، فكان الله قد سخر لي الأسد الذي رأيت يحمل عني الحطب بصبري عليها و احتمالي لها ، فلما توفيت تزوجت هذه المرأة الصالحة و أنا في راحة معها فانقطع عني الأسد ، فاحتجت أن أحمل الحطب على ظهري لأجل راحتي مع هذه المرأة المباركة الطائعة فنسأل الله أن يرزقنا الصبر على ما يحب و يرضى ، إنه جواد كريم |
![]() |
|
|
![]() |