![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() تحريك الجنان بتوقير ام القرأن(2)
4 -وفيها حقيقة الصلاة ، وهي حضور القلب واستشعاره لخطاب الرب : يوضح ذلك الحديث القدسي في صحيح مسلم من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أن النَّبِي صل الله عليه وسلم قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ . فإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : حَمِدَنِي عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَثْنَى عَلَي عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قَالَ : مَجَّدَنِي عَبْدِي ، فَإِذَا قَالَ : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قَالَ : هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) قَالَ : هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ . فاستشعر هذا الحوار من الله معك أيها القائم بين يدي ربك . وهنا فائدة لطيفة : وهي الترقي في الخطاب من البرهان إلى العيان ، والانتقال من الغيبة إلى الشهود، وكأن المعلومَ صار عياناً ، والمعقولَ مشاهداً ، والغيبةَ حضوراً . • كيف جاء الترقي في سورة الفاتحة ؟ لو تأملت في أولها سترى أن الخطاب فيه للغائب ( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين )، فلما زدت في ثنائك كأنه أُذن لك فوصلت إلى حضرته سبحانه فأنت تراه وتخاطبه ، ولهذا التفت من الغيبة إلى الخطاب فقلت : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ولم تقل : إياه . فلما أذن سبحانه لك وأقررت له بتمام العبودية له وحده وكمال الاستعانة به سبحانه ؛ طمعت بالمزيد فسألت ( اهدنا الصراط ... ) . فتأمل هذا المعنى واستحضره في الصلاة ، تجد في قلبك عجباً من تمام الهيبة والرغبة معاً . يقول ابن كثير : : وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب هو المناسب ؛ لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى ؛ فلهذا قال : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )( ). ويقول ابن عاشور : : وما هنا التفات بديع ، فإن الحامد لما حمد الله تعالى ووصفه بعظيم الصفات بلغت به الفكرة منتهاها فتخيل نفسه في حضرة الربوبية ، فخاطب ربه بالإقبال( ).
|
![]() |
|
|
![]() |