![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() سائر و لكنْ إلى أين المسير ؟ ![]() يقولُ رسولُ الله صلى الله عليه و سلم : ( كلُّ النَّاسِ يغدو فبائعٌ نفسَه فمُعتقها أو مُوبقها ) أي : كلُّ شخصٍ في هذه الحياةِ يسيرُ و يمضي .. فهناك مَنْ يمضي إلىطريقٍ معلومٍ واضحِ المعالمِ يفيدُ نفسَه في هذه الدُّنيا و الآخرة و هناك مَنْ يغدو متخبِّطاً ليس في جعبته مِنْ أسهمِ الخيرِ و الرُّؤَى المستقبليَّةِ الخيِّرةِ شيء لدى كلِّ شخص في هذه الحياةِ أحلامٌ و طموحاتٌ لكنْ مِنَّا مَنْ لا يهدأ له بالٌ إلا و قد تحقَّق هدفُه و أصبحَ واقعاً ملموساً . و مِنَّا مَنْ ينسى حلمَه الجميلَ و يسيرُ في الحياةِ و هدفُه لقمة العيش و متطلَّبات الأولاد ، و طموحُه سداد ديونه و الموت بهدوء . و بالرَّغم مِنْ أنَّ قدرةَ الإنسانِ مِنَّا جبَّارة و بأننا لا نستخدمُ سوى جزءٍ ضئيلٍ جِدّاً مِنَ القوَّة التي منحَنا الله إيَّاها .. إلا أننا ندمِّر هذه القوَّةَ بعدمِ استخدامِنا إيَّاها و بعدمِ استثارةِ الحماسةِ و الدَّافعِ و الطُّموحِ مِنْ خلالِ صُنْعِ أهدافٍ برَّاقةٍ و الغريب أنَّ هناك الكثير مِنَ الحقائقِ تعمى أعينُنا عن رؤيتِها رغمَ وضوحِها الشَّديدِ ! ذاتَ يومٍ كنتُ أتحدَّث مع مديرِ إحدى الشَّركاتِ بكندا، و سألتُه : هل حصلتَ على إجازةٍ ترفيهيَّةٍ قريبةٍ ؟ فأجابني : نعم ، لقد ذهبتُ إلى المكسيك و مكثتُ فيها أسبوعين كاملين . فقلتُ له : جيِّد ، و كيف خطَّطتَ لإجازتِك ؟ قالَ : حدَّدنا ميزانيَّة الرِّحلةِ ، ثم أخطرنا المكانَ الذي نودُّ الذَّهابَ إليه بقدومِنا كي ينتظرونا ثم اتَّصلنا بأكثرَ مِنْ شركةٍ سياحيَّةٍ لنرى أيُّها يُعطي مزايا أكثر و اخترنا أفضلَها بالفعلِ ، و حملنا حاجيَّاتنا و ذهبنا إلى المكسيك ، و تمتَّعنا برحلتِنا التي خطَّطنا لها . فقلتُ له : رائع ، و أرى أنك ممنْ يخطِّطون لأنفسِهم بِدِقَّةٍ . فقالَ باسماً : بالطَّبع ، خاصَّة الإجازات ، فالتَّخطيطُ الجيِّدُ يجنِّبني المفاجآت و الاهتمام بالتَّفاصيلِ الصَّغيرةِ ، و يوفِّر عليَّ الوقتَ في إصلاحِ ما يفسدُ مِنَ الأشياءِ و بهذا أتجنَّب المفاجآتِ غيرَ السَّارَّةِ و خيبةَ الأملِ التي قد تُطِلُّ برأسِه فبادرْته بسؤالٍ : إذاً هل لديك برنامج منظَّم لحياتك اليوميَّة ؟ فقالَ : هذا يحتاجُ إلى وقتٍ و جهدٍ كبيرين ، و هذا ما لا يتوفَّر لي و لكنَّني أسجِّل في ذهني دائماً خططي ، و أحفظُ في ذاكرتي خططي المستقبليَّة صاحبُنا خطَّط لرحلتهِ التَّرفيهيَّةِ بكلِّ دِقَّةٍ ، و استعانَ بكلِّ الأدواتِ التي تساعدُه على تحقيقِ أهدافهِ ، و لكنَّه لا يُلقي بالاً بحياته و لا يفكِّر في التَّخطيطِ لها شخصٌ آخرُ قالَ لي إنه لا يؤمنُ بمسألةِ تحديدِ الأهدافِ ، و إنه يرى أنها مضيعةٌ للوقتِ . و أخبرني أنه قرأ كثيراً ، و حضرَ دوراتٍ كثيرةً ، و أنه حاولَ مِنْ قبلُ تحديدَ أهدافهِ في الحياةِ.. لكنَّ جميعَ محاولاتهِ باءتْ بالفشلِ و الخسرانِ المبينِ . فسألتُه : هل تستطيعُ أنْ تسافرَ بسيَّارتِك لمكانٍ جديدٍ و بدونِ أنْ تأخذَ معكَ خريطةً توضِّح لكَ كيفَ تمشي ، و تجيبُك على تساؤلاتِك ( كم قطعتُ ؟ و كم تبقَّى ؟ و متى أصلُ ؟ ) فقالَ بسرعةٍ : بالطَّبع لا .. إنها تكونُ مخاطرةً آنذاك . فسألتُه : نعم ، هي مخاطرةٌ .. إذاً قل لي : ماذا تفعلُ عادةً عندما تودُّ القيامَ برحلةٍ إلى مدينةٍ مجهولةٍ لكَ ؟ فقالَ : أحدِّد الوِجْهَةَ ( إلى أين أمضي ؟ ) أحدِّد الحاجةَ ( لماذا أمضي ؟ ) ثم أُحْضِرُ خريطةً حديثةً للطَّريقِ ، و أقومُ بجمعِ معلوماتٍ حولَ الطَّريقِ و هل هو آمنٌ أم به بعض المشاكلِ ؟ و أحدِّد كذلك كم الوقت الذي تقطعُه السَّيارةُ عادةً و غيرها مِنَ المعلوماتِ التي تفيدُني في رحلتي . فأعدتُ صياغةَ سؤالي الأوَّل عليه : و ماذا إنْ لم تقمْ بكلِّ هذه الخطواتِ ؟ فقالَ بسرعةٍ : سأضلُّ الطَّريقَ . وهذه عيِّنةٌ أخرى لشخصٍ يرفضُ أنْ يسيرَ في رحلة قد لا تزيد عن اليومين بدون خريطةٍ و لكنه في المقابلِ لا يُؤمنُ بالتَّخطيطِ لحياتهِ أكملِها ، و لا يرى فائدةً مِنْ ذلك.. و يمضي في حياتهِ ضالّاً و تائهاً بلا خُطَّةٍ و لا هدفٍ . من كتاب ( سيطر على حياتك ) للدكتور إبراهيم الفقي وانت اخي و أنتِ أخيَّة .. هل رسمتِ خطَّةَ رحلتك في هذه الحياة ؟ هل تدرك هل تدركين الهدفَ الذي ينبغي أنْ تسعي إليه ؟ أم أنك من الذين لا يؤمنون بصناعة الأهداف ؟ ........... سؤال خطير تترتب عليه النهاية اختكم هيفولا ![]() |
|
|
![]() |