![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم درس اليوم شرح اسم الباطن (11) 6- لِلتَّعَبُّدِ بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ رُتْبَتَانِ: والتَّعَبُّدُ بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ رُتْبَتَانِ: الرُّتْبَةُ الأُولَى أَنْ تَشْهَدَ الأَوَّلِيَّةَ مِنْهُ تَعَالَى في كُلِّ شَيْءٍ، والآخِرِيَّةَ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، والعُلُوَّ والفَوْقِيَّةَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، والقُرْبَ والدُّنُوَّ دُونَ كُلِّ شَيْءٍ، فالمَخْلُوقُ يَحْجِبُهُ مِثْلُهُ عَمَّا هُوَ دُونَهُ فَيَصِيرُ الحَاجِبُ بَيْنَهُ وبَيْنَ المَحْجُوبِ، والرَّبُّ جَلَّ جَلَالُهُ لَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ أَقْرَبُ على الْخَلْقِ مِنْهُ. والمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ التَّعَبُّدِ: أَنْ يُعَامِلَ كُلَّ اسْمٍ بمُقْتَضَاهُ؛ فَيُعَامِلُ سَبْقَهُ تَعَالَى بأَوَّلِيَّتِهِ لِكُلِّ شَيْءٍ، وسَبْقَهُ بِفَضْلِهِ وإحْسَانِهِ الأَسْبَابَ كُلَّها بِمَا يَقْتَضِيهِ ذَلِكَ؛ مِنْ إِفْرَادِهِ وعَدَمِ الالْتِفَاتِ إلى غَيْرِهِ والوُثُوقِ بِسِوَاهُ والتَّوَكُّلِ عَلَى غَيْرِهِ، فَمَنْ ذَا الذِي شَفَعَ لَكَ في الأَزَلِ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا حَتَى سَمَّاكَ باسْمِ الإسْلَامِ، وَوَسَمَكَ بِسِمَةِ الإِيمَانِ، وجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ قَبْضَةِ اليَمِينِ، وأَقْطَعَكَ في ذَلِكَ الغَيْبِ عَمَالَاتِ المُؤْمِنِينَ، فَعَصَمَكَ عَنِ العِبَادَةِ للعَبِيدِ، وأَعْتَقَكَ مِنِ الْتِزَامِ الرِّقِّ لِمَنْ لَهُ شَكْلٌ ونَدِيدٌ، ثُمَّ وَجَّهَ وِجْهَةَ قَلْبِكَ إليهِ سُبْحَانَهُ دُونَ مَا سِوَاهُ؟! فَاضْرَعْ إلى الذِي عَصَمَكَ مِنَ السُّجُودِ للصَّنَمِ، وقَضَى لَكَ بِقَدَمِ الصِّدْقِ في القِدَمَ، أنْ يُتِمَّ عَلَيْكَ نِعْمَةً هُوَ ابْتَدَأَها، وكَانَتْ أَوَّلِيَّتُها مِنْهُ بِلَا سَبَبٍ مِنْكَ، واسْمُ بِهِمَّتِكَ عَنْ مُلَاحَظَةِ الاخْتِيَارِ، ولَا تَرْكَنَنَّ إِلَى الرُّسُومِ والآثَارِ، ولَا تَقْنَعْ بالخَسِيسِ الدُّونِ، وعَلَيْكَ بالمَطَالِبِ العَالِيَةِ، والمَرَاتِبِ السَّامِيَةِ، التي لَا تُنَالُ إلَّا بِطَاعَةِ اللهِ، فَإنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ قَضَى أَنْ لَا يُنَالَ مَا عِنْدَهُ إلَّا بِطَاعَتِهِ، ومَنْ كَانَ للهِ كَمَا يُرِيدُ كَانَ اللهُ لَهُ فَوْقَ مَا يُرِيدُ، فَمَنْ أَقْبَلَ إليهِ تَلَقَّاهُ مِنْ بَعِيدٍ، ومَنْ تَصَرَّفَ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ أَلَانَ لَهُ الحَدِيدَ، ومَنْ تَرَكَ لِأَجْلِهِ أَعْطَاهُ فَوْقَ المَزِيدِ، ومَنْ أَرَادَ مُرَادَهُ الدِّينِيَّ أَرَادَ مَا يُرِيدُ. ثُمَّ اسْمُ بِسِرِّكَ إلى المَطْلَبِ الأَعْلَى، واقْصُرْ حُبَّكَ وتَقَرُّبَكَ عَلَى مَنْ سَبَقَ فَضْلُهُ وإحْسَانُهُ إلَيْكَ كُلَّ سَبَبٍ مِنْكَ، بَلْ هُوَ الذِي جَادَ عَلَيْكَ بالأَسْبَابِ، وهَيَّأَ لَكَ وصَرَفَ عَنْكَ مَوَانِعَها، وأَوْصَلَكَ بِها على غَايَتِكَ المَحْمُودَةِ، فَتَوَكَّلْ عَلَيهِ وَحْدَهُ، وعَامِلْهُ وَحْدَهُ، وآثِرْ رِضَاهُ وَحْدَهُ، واجْعَلْ حُبَّهُ ومَرْضَاتِهِ هُوَ كَعْبَةَ قَلْبِكَ التي لَا تَزَالُ طَائِفًا بِها، مُسْتَلِمًا لأَرْكَانِها، واقِفًا بمُلْتَزَمِها، فيَا فَوْزَكَ، ويَا سَعَادَتَكَ إِنِ اطَّلَعَ سُبْحَانَهُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَلْبِكَ، مَاذَا يُفِيضُ عَلَيْكَ مِنْ مَلَابِسِ نِعَمِهِ، وخِلَعِ أَفْضَالِهِ، "اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، لَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ، سُبْحَانَكَ وبِحَمْدِكَ". وأَصْلِحْ لَهُ غَيْبَكَ فإنَّهُ عِنْدَهُ شَهَادَةٌ، وَزَكِّ لَهُ بَاطِنَكَ فإنَّهُ عِنْدَهُ ظَاهِرٌ. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين |
![]() |
|
|
![]() |