![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم اسم الله الكريم والأكرم (05) آثارُ الإِيمَانِ بِهَذِينِ الاسْمَينِ: 1- تَكَلَّمَ ابنُ العَرَبي رحمه الله كَلَامًا طَيِّبًا في تَفْصِيلِ الأَقْوَالِ السَّابِقَةِ، فَأَجَادَ فيهِ وأَفَادَ، قَالَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: أ- أَمَّا إذا قُلْنا إنَّ الكَرِيمَ هو الكَثِيرُ الخَيْرِ، فَمَنْ أَكْثَرُ خَيْرًا مِنَ اللهِ؟ لِعُمُومِ قُدْرَتِهِ وَسِعَةِ عَطَائِه، قَالَ سُبْحَانَه: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الحجر: 21]. ب- وأَمَّا إذا قُلْنا إنَّهُ الدَّائِمُ بالخَيُرِ فَذَلِكَ بالحَقِيقَةِ للهِ، فإنَّهُ كُلُّ شَيْءٍ يَنْقَطِعُ إلَّا اللهُ وإحْسَانُه، فَإنَّه دَائِمٌ مُتَّصِلٌ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ. ج- وأَمَّا إنْ قُلْنَا إنَّهُ الذِي يَسْهُلُ خَيْرُهُ، ويَقْرُبُ تَنَاوُلُ مَا عِنْدَه فَهُوَ اللهُ بالحَقِيقَةِ، فإنَّه لَيْسَ بينه وبَيْنَ العبدِ حِجَابٌ، وهُوَ قَرِيبٌ لِمَنِ اسْتَجَابَ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا ﴾ [البقرة: 186]. د- وأَمَّا إنْ قُلْنا إنَّ الكَرِيمَ هو الذِي لَهُ قَدْرٌ عَظِيمٌ، وخَطَرٌ كَبِيرٌ، فَلَيْسَ لأَحَدٍ قَدْرٌ بالحَقِيقَةِ إلا للهِ تَعَالَى، إذِ الكُلُّ لَهُ خَلْقٌ ومِلْكٌ، إليه يُضَافُ كُلُّ شَيْءٍ، ومِنْ شَرَفِهِ يَشْرُفُ كُلُّ شَيْءٍ، وكَرَمُ كُلِّ كَرِيمٍ مِنْ كَرَمِهِ. هـ- وأَمَّا إنْ قُلْنَا إنَّ الكَرِيمَ هُوَ المُنَزَّهُ عَنِ النَّقَائِصِ والآفَاتِ، فَهُوَ اللهُ وَحْدَه بالحَقِيقَةِ؛ لأَنَّه تَقَدَّسَ عَنِ النَّقَائِصِ والآفَاتِ وَحْدَه عَلَى الإطْلَاقِ والتَّمَامِ والكَمَالِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وفي كُلِّ حَالٍ، بِخِلَافِ الخَلْقِ فَإنِّهم إنْ كَرُموا مِنْ وَجْهٍ، سَفَلُوا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾ [التين: 4، 5]. و- وأَمَّا إنْ قُلْنا إنَّ الكَرِيمَ بِمَعْنَى المُكْرِمِ فَمَنِ المكْرَمُ إلا اللهُ تَعَالَى، فَمَنْ أَكْرَمَهُ اللهُ أُكرِمَ ومَنْ أَهَانَه أُهِينَ. ز- وأَمَّا إنْ قُلْنَا إنَّ الكَرِيمَ هو الذِي لا يَتَوَقَّعُ عِوَضًا، فَلَيْسَ إلا اللهُ وَحْدَه؛ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقُهُ ومُلْكُهُ فَمَا يُعْطِي له ومَا يَأْخُذُه لَه، ومَا يُعْطِي كُلُّ مُعطٍ أَوْ يَعْمَلُ كُلُّ عَامِلٍ، فَبِقُدْرَتِهِ وإرَادَتِهِ، والعِوَضُ والمُعَوَّضُ خَلْقٌ له. ح- وأَمَّا إنْ قُلْنَا إنَّ (الكَرِيمَ) هُوَ الذِي يُعْطِي لِغَيْرِ سَبَبٍ فَهُوَ اللهُ وَحْدَه؛ لأَنَّه بَدَأَ الخَلْقَ بالنِّعَمِ، وخَتَمَ أَحْوَالَهم بالنِّعَمِ، وإنْ جَاءَ في الأخْبَارِ أَنَّه أُعْطَى بِكَذَا أَو عَمِلَ بكَذَا، فالعَطَاءُ منه والسَّبَبُ جميعًا، والكُلُّ عَطَاءٌ بِغَيْرِ سَبَبٍ. ط- وأَمَّا إنْ قُلْنَا إنَّ (الكَرِيَم) هو الذِي يُعْطِي بِغَيْرِ وَسِيلَةٍ، فالأَجْوَادُ يَتَفَاضَلُونَ، فَمِنْهُم مَنْ يُعْطِي جِبِلَّةً، وَمِنْهُم مَنْ يُعْطِي مُرَاعَاةً لِحَقِّ المُتَوَسِّلِ، والبَارِي يُعْطِي بِغَيرِ وَسِيلَةٍ؛ لأَنَّ حُرْمَةَ النَّبِي أوِ الْوَلِي الذِي أَعَطْي بِهَا، أعطى بمجرد المشيئة مِن غير وسيلة، كما قال: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 11]. ي- وأمَّا إنْ قُلْنَا إنَّ الكَرِيمَ هُوَ الذِي لا يُبَالِي مَنْ أَعْطَى فَهُوَ اللهُ وَحْدَهُ، لأنَّ الخَلْقَ جُبِلَتْ قُلُوبُهم عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إليها، وبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِليَها، والبَارِي يُعْطِي الكُفَّارَ والمُتَّقِينَ، وربَّمَا خَصَّ الكَافِرَ في الدُّنْيَا بِمَزِيدِ العَطَاءِ، ولَكِنَّ الآخِرَةَ للمُتَّقِينَ. ك- وأَمَّا إنْ قُلْنا إنَّه الذِي يُري للقَابِلِ لِعَطَائِهِ مِنَّهُ، فالْبَارِي تَقَدَّسَ عَنْ تَصُّورِ ذلك في حَقِّهِ. ل- وأَمَّا إنْ قُلْنَا إنَّ (الكَرِيمَ) هو الذِي يُعْطِي مَنْ يحتاجُ ومَنْ لا يَحْتَاجُ فَهُوَ اللهُ وَحْدَه؛ لأَنَّه يُعْطِي ويَزِيدُ عَلَى قَدْرِ الحَاجَةِ، ويُعْطِي مَنْ يَحْتَاجُ ومَنْ لا يَحْتَاجُ حَتَّى يَصُبَّ عَلَيهِ الدُّنْيَا صَبًّا. م- وأَمَّا إنْ قُلْنا إِنَّ (الكَرِيمَ) هو الذِي لا يُخَصُّ بِكَبيرٍ مِنَ الْحَوَائِجِ دُونَ صَغِيرِهَا فَهَوَ اللهُ تَعَالَى، رُوِيَ أَنَّه يَسْألُ العَبْدُ رَبَّه كُلَّ شَيْء في صَلَاتِهِ قَالَ حَتَّى... . وذَكَرَ القُشَيْرِيُّ أَنَّ مُوسَى عليه السلام قَالَ في مُنَاجَاتِهِ: إنَّهُ لَتُعْرَضُ لي الحَاجَةُ أحيانًا فَأَسْتَحِيي أَنْ أَسَأَلَكَ، فَأَسْأَلُ غَيْرَكَ، فَأَوْحَى اللهُ إليهِ: يَا مُوسَى لَا تَسَلْ غَيْرِي، وَسَلْنِي حَتَى مِلْحَ عَجِينِكَ، وَعَلَفَ شَاتِكَ. وَذَلِكَ لَأنَّ أَمْرَهُ بَيْنَ الكَافِ والنُّونِ، فَسَواءً الصَّغِيرُ والكَبيرُ، بَلِ الكَبيرُ عِنْدَه صَغيرٌ، والعَسِيرُ يَسِيرٌ، والصَّعْبُ لَيِّنٌ. ن- وأَمَّا إنْ قُلْنا إنَّه الذِي إذا وَعَدَ وَفَّى، فإِنَّ كُلَّ مَنْ يَعِدُ يُمْكِنُ أَنْ يَفِيَ، ويُمْكِنُ أَن يَقْطَعَهُ عُذْرٌ، ويَحَولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ الوَفَاءِ أَمْرٌ، والبَارِي صَادِقُ الوَعْدِ لِعُمُومِ قُدْرَتِهِ وعَظيمِ مُلْكِهِ، وإنَّهُ لا يُتَصَوَّرُ أَنْ يَقْطَعَ بِهِ قَاطِعٌ، ولا يَحُولُ بَيْنَه وبَيْنَه مَانِعٌ. س- وأَمَّا إنْ قُلْنا إنَّ (الكَرِيمَ) هو الذِي لا يُضيعُ مَنِ الْتَجَأَ إليهِ، فَهُوَ اللهُ وَحْدَه، والالْتِجَاءُ إليه: التِزَامُ الطَّاعَةِ وحُسْنُ العَمَلِ ، وقَدْ أَخْبَرَ بِذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ حِينَ قَالَ: ﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30]. ع- وأَمَّا إنْ قُلْنا إِنَّه الذِي لا يُعَاتِبُ فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ﴾ [التحريم: 3] ، وقَدْ جَعَلَ اللهُ للنَّاسِ مَرَاتبَ في العِقَابِ والحِسَابِ والعِتَابِ. ف- وأَمَّا إنْ قُلْنا إنَّ (الكَرِيمَ) هو الذِي إذا أَعْطَى زَادَ عَلَى المُنَى فَهُوَ اللهُ وَحْدَهُ، فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّه أَعْطَى أَهْلَ الجَنَّةِ مُناهُمْ، وَيزِيدُهم عَلَى ما يَعْلَمُونَ، وقَدْ ثَبَتَ أنَّه قَالَ سُبْحَانَه: "أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولَا أُذُنٌ سَمِعَت،ْ ولا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُم عَلَيهِ" . قُلْتُ (أَيِ: القُرْطِبي): "فهذا مَا ذَكَرَ العُلَمَاءُ مِنَ الأَقْوَالِ وَبَيَانِهَا، ولَمْ يَذْكُرْ (أَيِ: ابْنُ العربي) في سَرْدِ الأقوَالِ: أنَّه الذِي أَعْطَىَ وَزَادَ عَلَى المُنَى فَيَكُونُ سَابِعَ عَشْرَ قَوْلًا، ولَمْ يَذْكُرْ بَيَانَ أنَّه الذي يُعْطِي مَنْ يَلُومُه؛ لَأنَّه واللهُ أَعْلَمُ دَاخِلٌ في قَوْلِه: إنَّه الذي لا يُبَالِي مَنْ أَعْطَى، ولا ذَكَرَ بَيَانَ أَنَّه الذِي يُعْطِي ويُثْنِى؛ لأَنَّه في غَايَةِ البَيَانِ وهُوَ مُفَسَّرٌ في سَرْدِ الأَقْوالِ. ولا ذَكَرَ بَيَانَ أَنَّه الذِي يُعْطِي بالتَّعَرُّضِ، وقَدْ قَالَ تَعَالَى لنبيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ﴾ [البقرة: 144]، فَعَرَّضَ ولَمْ يَسْأَلْ وأَعَطَاهُ مُنَاهُ" اهـ. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
|
![]() |
|
|
![]() |