صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-30-2021, 03:50 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,201
افتراضي بصمة


من : الأخ / رضا ريحان
بصمة




في ذلك اليوم دخلت إلى مكتبي طالبة صغيرة تطلب شيئا، فأعطيتها الشيء

وقدمت لها قطعة من الحلوى، فابتسمت وخرجت بنشاط ، ففهمت

أنه أسعدها ما فعلتْ.



لقد تعلمتُ ذلك من مديرة سابقة اختارت لنفسها لقب المجاهدة لأنها اعتبرت

أن المدرسة ثغر والتربية جهاد. كنت وقتها في بدايات عملي، وأراها تضع -

دائما- الحلوى في مكتبها، وكلما دخلتْ إليها زائرة، موظفة كانت أم طالبة،

قدمت إليها الحلوى. عندما فعلتْ ذلك معي أول مرة فرحت كثيرا كطفلة

صغيرة وشعرت بالتقدير، وكم هي كريمة ولطيفة وحنونة... لم أخطط يومها

ولا بعده أني سأفعل مثلها إن قدر لي أن أكون مسؤولة، ثم وجدت أني أفعل

مثلها.. لقد تركت بصمة جميلة في قلبي .



وحينا أجدني أكرر جملة بنفس النص كما سمعتها في ذلك اليوم الذي

لا أذكره، لكن الشخص الذي قالها حضر بقوة عندما حضر الموقف، فقلت

جملته المؤثرة أهوّن بها على متألم أو أساعد مصابا أو أساهم

في حل مشكلة أو أربي وأعلم أو...



إنها البصمة والأثر.

أطلب من معلماتي ضرورة ربط الدرس بآية أو حديث أو كليهما، وأقول لهن

عليكن دور عظيم في أن يحب الطلاب والطالبات الانتماء إلى هذا الدين وأن

يعتزوا بذلك . وأتذكر أول من علمني ذلك : أمي المربية الأصيلة.



أدعو لأبنائي كل يوم قبل نومي وأترضى عنهم واحدا واحدا بأسمائهم، كنت

صغيرة جدا عندما سمعت جدي رحمه الله يفعل ذلك كل يوم قبل نومه.. لقد

ترك أثرا رقيقا حنونا، كان صغيرا كعمري آنذاك وكبر معي دون أن أخطط

له أن يكبر..



يتعجب كثيرون من اهتمامي باللغة العربية ودعمها وهي البعيدة عن دراستي

، فأخبرهم بكل فخر أن صاحب البصمات والأثر أبي حفظه الله.



عندما يغضبني أحد الأبناء، أحاول النسيان بسرعة، وأطلب الله له الهداية

والرضى والنجاح والجنة.. إنها أخت حبيبة تعلمت منها ذلك، بارك الله

بها أينما كانت.



كم من كافر أسلم لأن مسلما بصم على قلبه وعقله فترك أثرا حلوا

عن المسلمين والإسلام..



يؤثر فيّ كثيرا من حفر بئرا أو علم قرآنا أو أوقف مدرسة ودارا أو ألف

نافعا ، ما أجمل الأثر الذي يصنعه ويبقيه حتى بعد مماته.



مازلنا حتى اليوم وإلى أن تقوم الساعة ندعو ونصلي ونستغفر ونتصدق

ونبرّ الوالدين ونصل الأرحام ونطلب العلم والرزق وننشر الخير لأن رسولا

عظيما أثر في أمّة ، وعلمنا أن المسلم في كل مكان وزمان عليه أن يترك

بصمة وأثرا، بل أخبرنا أن المكافأة أجور متراكمة ومتسعة إلى أن

تقوم الساعة.



ثم وجدت أن الذين يتركون أثرا جميلا ، يشتركون في كثير من الصفات

التالية أو ربما كلها، فهم : يتمتعون بقربهم من الله، وإخلاصهم، وصبرهم،

وقوة شخصيتهم، وسعة علمهم، وحبهم للناس والمساعدة والإحسان

والمبادرة والنجاح، يجيدون التعلم من كل الناس ومن كل المواقف ، هممهم

عالية راقية وطموحهم لا نهاية له، الوقت عندهم قيمّ جدا،وهم أصحاب

أهداف سامية متصلة بالجنة.

وكثير من الناس يبصم شرا ويترك أثرا كذلك ، يتركه سيئا على نفسيات

الناس وشخصياتهم وطباعهم ، فتنعدم ثقتهم بذواتهم بسبب موقف حدث

يوما ما مع قريب حبيب أو بعيد أو عدو، وتكون النتائج فشلا وعدم نجاح،

وقد تكون حقدا وانتقاما، وربما جريمة وجرائم.

قالوا: كن كغيث إذا أقبل استبشر به الناس. وإذا حَطَّ نفعهم . وإن رحل

ظَلّ أثره فيه.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات