|  |  | 
| المستشار نبيل جلهوم | ||
| المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير | 
| دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل | 
| 
 | تسجيل دخول اداري فقط | 
| انشر الموضوع | 
|  | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
| 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 | |||
| 
 | |||
|  85 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :( فأستقم كما أُمرت ) 85 خطبتى صلاة الجمعة              بعنوان :( فأستقم              كما أُمرت ) ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم              الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية -              جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية              الشقيقة  و سمح للجميع بنقله إبتغاء              للأجر و الثواب ==================================================  ================================ 85 - خطبتى الجمعة بعنوان               ( فأستقم              كما أُمرت ) الحمد لله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، سبحانه بيده              الأمر و هو على كل شيء قدير ،  أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،               و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و هو اللطيف              الخبير ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،               زان بالإيمان قلبه ، و أرضى باليقين ربه ،  فصلوات الله و سلامه عليه و على آله و جميع صحبه ، و              الآخذين بهديه ،  و المتبعين إلى يوم الدين لسنته . أمّـــا بـــعـــد :  فأوصيكم ـ أيُّها الناس ـ و نفسي بتقوَى الله عزّ و جلّ ،              فاتَّقوا الله رحمكم الله ،  فأكرمُ الناسِ عند الله أتقاهم ، و مَن غَنِي قلبه غنِيَت              يداه ، و مَن افتقَر قلبُه لم ينفَعه غِناه ،  و غِبطةُ العبد في ذِكر ربِّه و شكرِه و حُسن عبادته              . طوبى لمن تَواضَع في غيرِ مذلَّةٍ ،  و تصدّق في غير مَعصيةٍ ، و اقتدى بأهل العِلم و              الخَشية ،  و وَسِعته السنة ، و لم تَستهوهِ البِدعةُ ، { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن              يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الملك: 22] . أيُّها المسلِمون ، كَلمةٌ في دِين الله تامّةٌ ،               و وصيّةٌ من وصايا رسول الله صلى الله عليه و سلم جامِعةٌ ، آخذةٌ              بمجامِع الدين ،  حاكمةٌ لدُروب السَّالكين ، يقوم فيها المسلم بين يدَي              ربِّه على حقيقة الصِّدق و الوفاءِ بالعهد ، كَلمةٌ عظيمةٌ تنتظِم الأقوالَ و الأفعالَ و النياتِ و              الأحوال ، فهي لله و بالله و عَلى أمرِ الله ،  بها كمالُ الأمرِ و تمامُه ، و حصولُ الخير و نِظامه              ، مَن لم يلتزِمها ضلّ سعيُه  و خاب جهدُه و انحرف مسلكُه ،  و من أخَذ بها و قام علَيها كمُلت محاسنه و استَوت طريقته              . تأمَّلوا ـ رحمكم الله ـ هذا السؤالَ الدَّقيق و الرّغبةَ              العظيمة و الهمّة العاليةَ  من هذا الصحابيّ الجليل سفيان بن عبد الله الثقفيّ               حين توجَّه إلى رسولِ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم              قائلاً : يا رسولَ الله ،  قل لي في الإسلامِ قولاً لا أسألُ عنه أحدًا غيرَك ، أو قال              : لا أسألُ عنه أحدًا بعدَك ،  فأجابه رَسول الله صلى              الله عليه و سلم هذا الجوابَ الجامع المانعَ :  ( قل : آمنت              بالله ، ثمّ استقم )  رواه مسلم ،  و عند الترمذي : قلت : يا رسولَ الله ، ما أخوف ما تخاف              عليّ ؟  فأخذ بلسان نفسِه ثم قال :  ( هَذا )  قال الترمذيّ : " حديثٌ حسنٌ صحيح "              . عبادَ الله ، لقد أولى أهلُ العلم هذا التوجيهَ النبويَّ              عنايتَهم ، و بسَطوا القولَ فيه لِعظمه  و أهمّيته ؛ لأنَّه الجامع لأمر الدين كلِّه . قال أهل              العلم : و هَذا منتزعٌ مِن قولِه عزّ شأنُه :  { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا              اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ               أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ              *  نحْنُ              أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ               وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا              مَا تَدَّعُونَ *               نُزُلاً مِّنْ              غَفُورٍ رَّحِيمٍ }               [فصلت: 30-32] . و اجتمع على تفسيرِ ذلك و بيانِه الخلفاء الراشدون الأربعة              ،  فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه:  { ثُمَّ اسْتَقَامُوا }               قال : ( لم يشركوا بالله شيئًا ، و لم يلتفِتوا إلى غيره ) ،               و قال عمر رضي الله عنه :  ( استقامُوا              على طريقِ الطّاعة ، و لم يروغوا رَوَغان الثعالِب ) ،               وعن عثمانَ رضي الله عنه قال :  ( أخلَصوا العملَ لله ) ،  و عن عليّ رضي الله عنه قال :  ( أدَّوا الفرائضَ ) ،  و مثلُه عن ابن عباس رضي الله عنهما              . معاشرَ الأحبة ، الاستقامةُ سلوكُ صراطِ الله المستقيم              المدلولِ عليه  بقولِه سبحانه :  { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ              حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا               لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ              الْقَيِّمُ }               [الروم: 30] ،  دينٌ قيِّمٌ من غير عِوجٍ و لا ميل              . الاستقامة ـ رحمكم الله ـ تجمَع حُسنَ العمل و السير على              نهجِ الحقّ و الصدق . و أولى ما يُتعاهَد في الاستقامة استقامةُ القلب على              التوحيدِ و معرفةِ الله و خشيتِه  و إجلاله و محبّته و هيبته و رجائه و دعائِه و التوكلِ عليه              و الإعراضِ عمّا سواه ،  فإذا ما استقامَ القلبُ استقامتِ الجوارح كلّها على طاعة              الله ، و في الحديثِ الصحيح :  ( ألا و إنَّ في الجسَد مُضغةً ، إذا صلَحت صلَح الجسد              كلُّه ،  و إذا فسدَت فسَد الجسد كلّه ، ألا و هي القلب )              . و أعظمُ ما يُراعى استقامتُه بعد القلب منَ الجوارح اللّسان              ،  و في الحديثِ عن أحمدَ و غيرِه من حديث أنس رضي الله عنه               عن النبيِّ صلى الله عليه              و سلم أنّه قال :  ( لا يستقيمُ              إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه ، و لن يستقيمُ قلبُه حتى يستقيمَ              لسانُه ) ،  و جاء في              الحديثِ مرفوعًا و موقوفًا :  ( إذا أصبحَ              ابنُ آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفّر اللسان ـ أي : تخضَع له و تستسلِم              ـ ،  فتقول : اتَّق الله ، فإنما نحنُ بك ، فإنِ استقمتَ استقمنا              ، و إنِ اعوججتَ اعوججنا )  أخرجه الترمذيّ و غيره . أيّها المسلمون ، المطلوبُ من العبد الاستقامةُ ، و هي              السّداد ، فإن لم يقدِر فالمقاربَة ،  و مَن ضعُفت عنده المقاربة فيُخشَى عليه أن ينزل إلى              التفريطِ و الإضاعَة ،  و قد قال              عليه الصلاةُ و السلام :  ( سدِّدوا و قارِبوا ، و اعلَموا أنّه لن ينجوَ أحدٌ منكم              بعمله ) ،  قالوا : و لا أنت يا رسولَ الله ؟!               قال عليه الصلاة و السلام :  ( و لا أنا ، إلا أن يتغمَّدني الله برحمةٍ منه و فَضل              )  أخرجه مسلم              من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه . بل أخبرَ النبيُّ صلى الله              عليه و سلم  أنَّ الإتيانَ              بالاستقامةِ على وجهِها حقَّ الاستقامةِ أمرٌ لا يطيقهُ النّاس ،               فقال صلى الله عليه و آله و سلّم :               ( استقيموا و لن تحصُوا ، و اعلَموا أنَّ خير أعمالكم              الصلاة ،  و لن يحافِظ على الوضوءِ إلا مؤمِن )               حديثٌ صحيح ،  و في روايةِ الإمام أحمد : (( سدِّدوا و قارِبوا )) .              فالسدادُ هو حقيقةُ الاستقامة ،  و هو الإصابةُ في الأقوال و الأعمالِ و المقاصِد .               و قد أمر النبيّ صلى الله              عليه و سلم عليًّا رضي الله عنه أن يسأل ربَّه عزّ و جلّ              السدادَ و الهدى ،  و قال له :  ( و اذكر بالسداد تسديدَ الرمي ، و بالهدي هدايتَك الطريق )               رواه مسلم و غيره .  و المقاربةُ : أن يصيبَ ما قرُب من الغرَض إذا لم يتمكَّن              من إصابةِ الغرَض نفسِه ،  و جاء في حديث الحكَم بن حَزن الكلفي :               (( أيُّها النّاس ، إنّكم لن تعمَلوا و              لن تطيقوا كلَّ ما أمرتكم به ، و لكن سدِّدوا و أبشِروا ))               أي : اقصدوا إلى التسديد و الإصابة و الاستقامة ،               و في حديثِ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال :               قال رسولُ الله صلى الله              عليه و سلم :  ( إنَّ المسلمَ المسدَّد ـ أي : المستقيم المقتصِد في              الأمور ـ  ليدرِك درجَة الصَّوَّام القوَّام بآياتِ الله بحُسن خلُقه              و كَرَم ضريبته )  أي: طبيعته و سجيّته .  حديث صحيح أخرجه أحمد و غيره . نعم عبادَ الله ، يجمَع الاستقامةَ الاقتصادُ في الأعمال و              لزومُ السنّة و سلوكُ سبيلِ القَصد  و الوسَط بين طرَفَي الإفراط و التفريط و اجتنابُ منهَج              الجَور و الإضاعَة . و تأمَّلوا ـ رحمكم الله ـ هذه الآياتِ البيِّنات               من كتابِ الله في رَسم حدودِ الاستقامة              : يقول عزّ شأنه مخاطبًا نبيَّه محمّدًا صلى الله عليه و سلم  :  { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن              تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ              }  [هود: 112] .  فالاستقامة مقابِلُها الطغيان ، و مجاوزَةُ الحدّ في كلِّ              أمرٍ خروجٌ عن الاستقامةِ فيه ،  و الطغيانُ ينتظم أصولَ المفاسد ، فكانت الآيةُ جامعةً في              إقامةِ المصالح و دَرء المفاسد .  و عن الحسن البصريّ رحمه الله قال : " جعَل الله              الدينَ بين لائين :  { وَلاَ تَطْغَوا }              ، { وَلاَ تَرْكَنُوا } ". أمّا الآية الأخرى فقولُه سبحانه :  { فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ              كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ }  [الشورى: 15] ،  فجعل اتباعَ الهوَى مقابلَ الاستقامة              . و في الآية الأخرَى:  { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ              مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ              فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ }  [فصلت: 6] ،  فقرَن الاستقامةَ بالاستغفار تنبيهًا إلى أنّه لا بدَّ من              التقصير في الاستقامة . و لقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى              :  { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } :  (ما نزَلت              على رسول الله صلى الله عليه و سلم              في جميع القرآن آيةً  كانت أشدَّ ولا أشقّ عليه من هذه الآية ) ؛  و لذلك قال صلى الله              عليه و سلم لأصحابِه حين قالوا : قد أسرَعَ إليك الشيب يا رسول              الله !  فقال عليه الصلاة و السلام :  ( شيَّبتني هودٌ و أخواتها ) . | 
| 
 | 
 | 
|  |