المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( الحلقة السابعة ) دين وحكمه


vip_vip
12-27-2010, 11:03 AM
( الحلقة السابعة )
( الموضوع الثالث ( النجاسة ) - الفقرة ب )
النجاسة
أخى المسلم
نستكمل مابدأناه فى الحلقة السابقة

- 7 - الودي
ماهو الودى ؟؟؟
الودي هو ماء أبيض ثخين يخرج بعد البول
و هو نجس من غير خلاف

و قالت أمنا أم المؤمنين السيدة / عائشه / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
و أما الودي فانه يكون بعد البول
فيغسل ذكره و أنثييه و يتوضأ و لا يغتسل
رواه أبن المنذر

و عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال :
المني و الودى و المذى
أما المنى ففيه الغسل
و أما الودي و المذى فيهما أسباغ الوضوء
رواه الأثرم و البيهقى

و أما الودي و المذي فقال
أغسل ذكرك أو مذاكيرك و توضأ و ضوءك فى الصلاه

- 8 - المذي
ماهو المذي ؟؟
هو ماء أبيض لزج يخرج عند التفكير فى الجماع أو عند الملاعبة
و قد لا يشعر الأنسان بخروجه
و يكون من الرجل و المرأة إلا أنه من المرأة أكثر
و هو نجس بأتفاق العلماء
إلا أنه إذا أصاب البدن و جب غسله
و إذا أصاب الثوب أكتفى فيه بالرش بالماء
لأن هذه نجاسة يشق الأحتراز عنها
لكثرة ما يصيب ثياب الشاب العُزب ( أى الغير متزوجون )
و لذا فهى أولى بالتخفيف من بول الغلام

وعن على رضى الله عنه قال :
كنت رجلا مزاء
فأمرت رجلا أن يسأل النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
لمكانة أبنته رضى الله تعالى عنها فسأل
فقال :
( توضأ و أغسل ذكرك )
رواه البخارى

و عن سهل بن حنيف رضى الله عنه قال :
كنت ألقى من المذي شدة و عناء و كنت أكثر من الأغتسال
فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقال :
( إنما يجزيك من ذلك الوضوء )
فقلت
يا رسول الله كيف بما يصيب ثوبى منه فقال :
( يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك
حيث أنه قد أصاب منه )
رواه أبو داود و أبن ماجة و الترمذى

- 9 - المني

ذهب بعض العلماء إلى القول بنجاسته و الظاهر أنه طاهر
و لكن يستحب غسله إذا كان رطباً
و فركه إذا كان يابساً

قالت أمنا السيدة عائشه رضى الله تعالى عنها و عن أبيها

كنت أفرك المنى من ثوب رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
إذا كان يابساً و أغسله إذا كان رطباً
رواه الدارقطنى و أبو عوانة و البزار

و عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال :
سئل النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
عن المنى يصيب الثوب
فقال
( أنما هو بمنزلة المخاط و البصاق
و أنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو بأُدخرة )
رواه الدارقطنى و البيهقى و الطحاوى
و الحديث قد أختلف فى رفعه و وقفه

- 10 - بول و روث ما لايؤكل لحمه
و هما نجسان

عن أبن مسعود رضى الله عنه أنه قال :
أتى النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم الغائط
فأمرنى أن آتيه بثلاثة أحجار
فوجدت حجرين
و التمست الثالث فلم أجده
فأخذت روثه فأتيته بها
فأخذ الحجرين و ألقى الروثة
و قال
( هذا رجس )
رواه البخارى و أبن ماجة و أبن خزيمة
و يعفى عن اليسير منه لمشقة الأحتراز منه

قال الوليد بن مسلم :
قلت للأوزاعى :
فأبوال الدواب مما لا يؤكل لحمه مثل البغل و الحمار و الفرس
فقال :
قد كانوا يبتلون بذلك فى مغازيهم فلا يغسلونه من جسد أو ثوب
و أما بول و روث ما يؤكل لحمه
فقد ذهب إلى القول بطهارته
مالك و أحمد و جماعة من الشافعية

قال أبن تيميه يرحمه الله :

لم يذهب أحد من الصحابة رضى الله تعالى عنهم إلى القول بنجاسته
بل القول بنجاسته قول محدث لا سلف له من الصحابة

قال أنس رضى الله تعالى عنه :

قدم أناس من عكل أو عرينة فأجتووا
عكل و عرينه ( قبيلتان )
أجتووا أى أصابهم مرض داء البطن
فأمرهم النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
بلقاح و أن يشربوا من أبوالها و ألبانها
رواه أحمد و الشيخان
و قد دل هذا الحديث على طهارة بول الأبل و غيرها من مأكول اللحم يقاس عليه

قال أبن المنذر

و من زعم أن هذا خاص بأولئك الأقوام لم يصب
إذ الخصائص لا تثبت إلا بدليل و قال
فى ترك أهل العلم بيع أبعار الغنم فى أسواقهم
و أستعمال أبوال الأبل فى أدويتهم قديما و حديثا من غير نكير
دل ذلك على طهارتها

قال الشوكانى :

الظاهر طهارة الأبوال و الأزبال من كل حيوان يؤكل لحمه
و ذلك تمسكا بالأصل
و أستصحابا للبراءة الأصلية
و النجاسة حكم شرعى ناقل عن الحكم الذى يقتضيه الأصل و البراءة
فلا يقبل قول مدعيها إلا بدليل يصلح للنقل عنهما
و لم نجد للقائلين بالنجاسة دليلا شرعياً

- 11 - الجلالة

ورد النهى عن ركوب الجلالة و أكل لحمها و شرب لبنها

عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال :
نهى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
عن شرب لبن الجلالة
رواه الخمسة إلا أبن ماجة

و عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله تعالى عنهم أنه قال :
نهى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
عن لحوم الحمر الأهلية و عن الجلالة
عن ركوبها و أكل لحومهما
رواه أحمد و النسائى و أبو داود

ماهى الجلالة ؟؟

الجلالة هى التى تأكل العذرة
من الأبل و البقر و الغنم و الدجاج و الآوز و غيرها حتى يتغير ريحها
فأن حبست بعيدة عن العذرة زمناً
و علفت طاهراً فطاب لحمها و ذهب أسم الجلالة عنها حلت
لأن علة النهى و التغيير قد زالت

- 12 - الخمر

و هى نجسة عند جمهور العلماء

قال الحق سبحانه تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ
رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
المائدة90

و ذهبت طائفة إلى القول بطهارتها
و قد حملوا الرجس فى الآية الكريمة على الرجس المعنوى
لأن لفظ الرجس خبر عن الخمر و ما عطف عليها
و هو لا يوصف بالنجاسة الحسية قطعا

و قال الحق سبحانه و تعالى
{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ
إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }
الحج30
فالأوثان رجس معنوى لا تنجس من مسها
و تفسيره فى الآية الكريمة
بأنه من عمل الشيطان
كونه يوقع العداوة و البغضاء و يصد عن ذكر الله و عن الصلاة

و فى سبل السلام
و الحق أن الأصل فى الأعيان الطهارة
و أن التحريم لا يلازم النجاسة
فان الحشيش محرم و هو طاهر
و أما النجاسة فيلازمها التحريم
فكل نجس محرم و العكس غير صحيح ( أى لا بالعكس )
و ذلك لأن الحكم فى النجاسة هو المنع عن ملامستها على كل حال
فالحكم بنجاسة العين حكم بتحريمها
بخلاف الحكم بالتحريم
فأنه يحرم لبس الحرير و الذهب و هما طاهران ضرورةً و أجماعاً
إذا عرفت هذا فتحريم الخمر
و الخمر الذى دلت عليه النصوص لا يلزم منه نجاستها
بل لا بد من دليل أخر عليه
و إلا بقيا على الأصول المتفق عليها من الطهارة
فمن أدعى خلافه فالدليل عليه و مطلوب منه

- 13 - الكلب

و هو نجس و يجب غسل ما ولغ فيه سبع مرات أولاهن بالتراب

عن أبى هريره رضى الله تعالى عنه أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم :
( طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب
أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب )
وإذا ولغ فى أناء فيه طعام جامد ألقى ما أصابه و ما حوله
و أنتفع بالباقى على طهارته السابقة
أما شعر الكلب فالأظهر أنه طاهر و لم تثبت نجاسته
معنى الغسل بالتراب
أى يخلط فى الماء حتى يتكدر

أخى المسلم

نكتفى بهذ القدر عن موضوع النجاسة
و نستكمل إن شاء الله فى الحلقة القادمة

حكمــة اليـــوم

السعادة أن ترى الأبتسامة على ثغر غيرك
و الألم أن ترى غيرك متألما
********
المستحيل صخرة صلبه تنكسر تحت ضربات العزيمة
**************************