هيفولا
03-21-2013, 05:29 PM
لا تنخدع بمن يظهر لك الود
كان لنا أصدقاء و إخوان أعتد بهم ،
فرأيت منهم من الجفاء ، و ترك شروط الصداقة و الأخوة عجائب ،
فأخذت أعتب .
ثم انتبهت لنفسي فقلت : و ما ينفع العتاب ،
فإنهم إن صلحوا فللعتاب لا للصفاء .
فهممت بمقاطعتهم ،
ثم تفكرت فرأيت الناس بين معارف و أصدقاء في الظاهر وإخوة مباطنين ،
فقلت : لا تصلح مقاطعتهم .
إنما ينبغي أن تنقلهم من ديوان الأخوة ، إلى ديوان الصداقة الظاهرة .
فإن لم يصلحوا لها نقلتهم إلى جملة المعارف ،
و عاملتهم معاملة المعارف ،
و من الغلط أن تعاتبهم .
فقد قال يحيى بن معاذ : بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له أذكرني في دعائك .
و جمهور الناس اليوم معارف ، و يندر فيهم صديق في الظاهر ،
فأما الأخوة و المصافات فذاك شيء نسخ ، فلا يطمع فيه .
و ما أرى الإنسان تصفو له أخوة من النسب و لا ولده و لا زوجته .
فدع الطمع في الصفا ، و خذ عن الكل جانباً ،
و عاملهم معاملة الغرباء
.
و إياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود ،
فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره ،
و ربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك .
و قد قال الفضيل بن عياض : إذا أردت أن تصادق صديقاً فأغضبه ،
فإن رأيته كما ينبغي فصادقه .
و هذا اليوم مخاطرة ، لأنك إذا أغضبت أحداً صار عدواً في الحال .
و السبب في نسخ حكم الصفا ،
أن السلف كان همتهم الآخرة و حدها ،
فصفت نياتهم في الأخوة و المخالطة ، فكانت ديناً لا دنيا
. و الآن فقد إستولى حب الدنيا على القلوب ،
فإن رأيت متملقاً في باب الدين فأخبره تقله
.
صيد الخاطر لابن الجوزي
هيفولا
:o
كان لنا أصدقاء و إخوان أعتد بهم ،
فرأيت منهم من الجفاء ، و ترك شروط الصداقة و الأخوة عجائب ،
فأخذت أعتب .
ثم انتبهت لنفسي فقلت : و ما ينفع العتاب ،
فإنهم إن صلحوا فللعتاب لا للصفاء .
فهممت بمقاطعتهم ،
ثم تفكرت فرأيت الناس بين معارف و أصدقاء في الظاهر وإخوة مباطنين ،
فقلت : لا تصلح مقاطعتهم .
إنما ينبغي أن تنقلهم من ديوان الأخوة ، إلى ديوان الصداقة الظاهرة .
فإن لم يصلحوا لها نقلتهم إلى جملة المعارف ،
و عاملتهم معاملة المعارف ،
و من الغلط أن تعاتبهم .
فقد قال يحيى بن معاذ : بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له أذكرني في دعائك .
و جمهور الناس اليوم معارف ، و يندر فيهم صديق في الظاهر ،
فأما الأخوة و المصافات فذاك شيء نسخ ، فلا يطمع فيه .
و ما أرى الإنسان تصفو له أخوة من النسب و لا ولده و لا زوجته .
فدع الطمع في الصفا ، و خذ عن الكل جانباً ،
و عاملهم معاملة الغرباء
.
و إياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود ،
فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره ،
و ربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك .
و قد قال الفضيل بن عياض : إذا أردت أن تصادق صديقاً فأغضبه ،
فإن رأيته كما ينبغي فصادقه .
و هذا اليوم مخاطرة ، لأنك إذا أغضبت أحداً صار عدواً في الحال .
و السبب في نسخ حكم الصفا ،
أن السلف كان همتهم الآخرة و حدها ،
فصفت نياتهم في الأخوة و المخالطة ، فكانت ديناً لا دنيا
. و الآن فقد إستولى حب الدنيا على القلوب ،
فإن رأيت متملقاً في باب الدين فأخبره تقله
.
صيد الخاطر لابن الجوزي
هيفولا
:o