المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرائق التفسير ( 01 - 04 )


adnan
04-03-2013, 01:38 AM
الأخ الدكتور / نور المعداوى

طرائق التفسير
الجزء الأول - 4


اختصار محاضرة تفسير القرآن بالقرآن والسنة
وأقوال الصحابة رضي الله عنهم .

للشيخ الدكتور : عبدالرحمن بن معاضة الشهري حفظه الله تعالى.

محاضرة مقتطفة من الدورة العلمية بداية المفسر .


مقدمة :
طرق التفسير :

1-تفسير القرآن بالقرآن .
2-تفسير القرآن بالسنة .
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .

وتسميتها بطرق التفسير لعلها أخذت من مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله مقدمة في أصول التفسير وهي في الحقيقة مصادر للتفسير ؛
فتفسير القرآن بالقرآن على سبيل المثال أوثق مصدر للتفسير ،
فهو من جهة مصدر للتفسير ، ولكن كيفية الاستفادة من هذا المصدر
هي التي يمكن أن تسمى طريقة .

المصدر الأول : وهو تفسير القرآن بالقرآن :

الله سبحانه وتعالى أعلم بمعاني كلامه ؛ لذلك إذا وجدت معنى الآية
في القرآن الكريم فاشدد بها يدك ؛ فالله سبحانه وتعالى قد يجمل في موضع
من كتابه الكريم ثم يبين في موضع آخر ،فيحمل المجمل على المبين ،
ولكن هذا لا يتأتى إلا للعالم بالقرآن الكريم .

1-أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن .

أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن هو النبي صلى الله عليه وسلم ،
مثال ذلك :
ما ورد في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ،
فعندما نزل قوله تعالى في سورة الأنعام :

{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ }
[82]
ففهم الصحابة رضي الله عنهم هنا أن المقصود بالظلم هو مطلق الظلم ،
وهذا فهم صحيح ويستقيم مع قواعد الاستنباط وقواعد اللغة العربية ؛
ولذلك قال الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم :

( فقالوا : يا رسول الله ، وأينا لا يظلم نفسه ؟
قال : ليس ذلك ، إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه :

{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
[لقمان:13] )
ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بمعنى خاص وهو الشرك
المصطلح الإسلامي الجديد ؛ فالذي يشرك مع الله أحدا في عبادته مع الله
يسمى مشرك في الإسلام ؛ فحمل النبي صلى الله عليه وسلم معنى الظلم العام
على معنى خاص للظلم وهو الشرك اعتمادا على آية قرآنية ،
وهذه سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن بالقرآن ،
وقد سار الصحابة والتابعين وأتباعهم والمفسرين الأولين على هذا المنهج ،
كل على حسب الفهم الذي رزقه إياه ربه سبحانه وتعالى لكتابه الكريم .


2- أقسام تفسير القرآن بالقرآن :
القسم الأول : تفسير القرآن للقرآن :

تفسير القرآن للقرآن هو ما جاء بيان القرآن فيه واضحا لا خلاف في
دلالته على تفسير الآية ، وهو ما كانت دلالة القرآن فيه على الآية المفسرة
لا خلاف فيها ، مثاله :

أ- ما يكون البيان فيه متصلا :
مثال ذلك :
قال الله سبحانه وتعالى :

{ وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ }
[الطارق آية:1-2-3] .
فلا خلاف في تفسير الطارق ؛ لأنه جاء في الآية نفسها ، فالطارق هو النجم
الثاقب ، فتفسير القرآن للقرآن يقول العلماء ما كان بينان القرآن للقرآن
فيه متصلا في نفس السياق في نفس الآية .

ب- ما كان البيان فيه منفصلا :
وهو أن تأتي الآية في موضع ، ويأتي تفسيرها في موضع آخر منفصلا عنها
إما في نفس السورة وإما في سورة أخرى ، ويجتمع مع النوع الأول بأنه
لا خلاف بأنه لا خلاف في أن هذه الآية تفسير لهذه الآية ، مثاله :
قال تعالى :

{ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[الفاتحة:2]
ما معنى العالمين ؟
وجدنا أنه سبحانه وتعالى قال في آية أخرى :

{ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا }
[الشعراء: 23-24]
فكل ما سوى الله تعالى السماوات والأرض وما بينهما المقصود بالعالمين .

يتبع بإذن الله تعالى ...