بنت الاسلام
08-18-2013, 12:43 AM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين
الأدب مع المخالف
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f27070990%5fAEl3k0UAAA xQUg99TgAAABI%2br8A&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فيجب على الداعية المنصف أن يتأدب مع المخالفين ،
وأن يتسع صدره لانتقاداتهم ، والتي قد لا تكون منصفة بدورها ،
فهم وإن عصوا الله – تعالى - فيه فلا يبرر ذلك أن نبادلهم معصية بأخرى .
وقد بلغ الإنصاف بالإمام ابن تيمية - رحمه الله -
أن اتسع صدره لمن كفّره وبدّعه وفسّقه ، فيقول في كلام بديع :
[ وَأَنَا فِي سعَةِ صَدْرٍ لِمَنْ يُخَالِفُنِي ، فَإِنَّهُ وَإِنْ تَعَدَّى حُدُودَ اللَّهِ فِيَّ بِتَكْفِيرِ،
أَوْ تَفْسِيقٍ ، أَوْ افْتِرَاءٍ ، أَوْ عَصَبِيَّةٍ جَاهِلِيَّةٍ ؛ فَأَنَا لا أَتَعَدَّى حُدُودَ اللَّهِ فِيهِن ،
بَلْ أَضْبُطُ مَا أَقُولُهُ وَأَفْعَلُهُ ، وَأَزِنُهُ بِمِيزَانِ الْعَدْلِ ،
وَأَجْعَلُهُ مُؤْتَمًّا بِالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ
وَجَعَلَهُ هُدًى لِلنَّاسِ حَاكِمًا فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ]
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ }
[ البقرة : 213 ]
وَقَالَ تَعَالَى :
{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ }
[ النساء : 59 ]
وَقَالَ تَعَالَى :
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ
وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }
[ الحديد : 25 ]
وَذَلِكَ أَنَّك مَا جَزَيْت مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيك بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ :
{ إنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ }
[ النحل : 128 ]
ومن الأدب مع المخالفين :
أن يتورع المسلم عن لمزه أو الإساءة إليه بأي صورة مِن الصور ،
ولا سيما إن كان ذلك يجره إلى التقول عليه بغير علم ،
أو رميه بما ليس فيه ،
فإن صفة المؤمنين هي أن ينزهوا أنفسهم عن الصيد في الماء العكر ،
واستغلال الفرص للإساءة للمخالفين .
ويأتينا الدرس هنا مِن النساء
وقد اعتدنا في دنيا النساء على التخليط وترديد الإشاعات ،
والنيل مِن المخالفات عن طريق الغيبة ، والوقوع في الأعراض ،
لكن هذا المثل السامق يكشف لنا عن طيب معدن المرأة المسلمة
في موقف زينب بنت جحش - رضي الله عنها -
مِن محنة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -
الطاهرة المبرأة لما قيل في حقها ما هي بريئة منه ، وكانت محنة للجميع ،
فها هي ذي عائشة الطيبة الطاهرة تُرمى في أعز ما تعتز به ،
ترمى في شرفها ، وهي ابنة الصديق الناشئة في العش الطاهر الرفيع ،
وترمى في وفائها ، وهي الحبيبة المدللة القريبة مِن ذلك القلب الكبير ،
ثم ترمى في إيمانها ، وهي المسلمة الناشئة في حجر الإسلام ،
من أول يوم تفتحت عيناها فيه على الحياة ،
وهي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ها هي ذي ترمى ، وهي بريئة غافلة ، لا تحتاط لشيء ،
ولا تتوقع شيئًا ؛ فلا تجد ما يبرئها إلا أن ترجو في جناب الله ،
وتترقب أن يرى رسول الله رؤيا تبرئها مما رميت به ، ولكن الوحي يتلبث ـ
لحكمة يريدها الله ـ شهرًا كاملاً ، وهي في مثل هذا العذاب .
ولقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم في شأنها قبل نزول القرآن ببراءتها ،
فكان ممن سألهم : زوجه السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها ،
فماذا كان ردها ؟.
قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها :
( وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َسْأَلُ زَيْنَبَ بْنَت جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي ,
فَقَالَ لزَيْنَبُ : مَاذَا عَلِمْتِ , أَوْ رَأَيْتِ ؟.
فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي , وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلا خَيْرًا.
قَالَتْ عَائِشَة ُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي
مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ )
[ متفق عليه ]
وهكذا المؤمنون في غيرتهم أو خلافاتهم قوم أطهار يطلبون المعاذير ،
ويبعدون عن أنفسهم قول السوء وظن السوء ،
ويدركون حجم الأذى الذي قد تمثله كلمة في غير موضعها ،
ولذا قيل : إن المؤمن لسانه من وراء قلبه ، إن تكلم بكلمة مرت على قلبه ،
فإن أنكرها ؛ تورع عنها ، وإن أقرها ؛ تكلم بها ،
والمنافق عكس ذلك يسعى بالسوء ويحب الإساءة .
وهذا ما وصفه الله – تعالى -
متوعدًا أولئك الذين يرمون الناس بما ليس فيهم فقال :
{ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }
[ النساء : 112 ]
الأدب مع المخالف
http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/ya/download?mid=2%5f0%5f0%5f1%5f27070990%5fAEl3k0UAAA xQUg99TgAAABI%2br8A&pid=5&fid=Inbox&inline=1&appid=yahoomail (http://www.ataaalkhayer.com/)
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فيجب على الداعية المنصف أن يتأدب مع المخالفين ،
وأن يتسع صدره لانتقاداتهم ، والتي قد لا تكون منصفة بدورها ،
فهم وإن عصوا الله – تعالى - فيه فلا يبرر ذلك أن نبادلهم معصية بأخرى .
وقد بلغ الإنصاف بالإمام ابن تيمية - رحمه الله -
أن اتسع صدره لمن كفّره وبدّعه وفسّقه ، فيقول في كلام بديع :
[ وَأَنَا فِي سعَةِ صَدْرٍ لِمَنْ يُخَالِفُنِي ، فَإِنَّهُ وَإِنْ تَعَدَّى حُدُودَ اللَّهِ فِيَّ بِتَكْفِيرِ،
أَوْ تَفْسِيقٍ ، أَوْ افْتِرَاءٍ ، أَوْ عَصَبِيَّةٍ جَاهِلِيَّةٍ ؛ فَأَنَا لا أَتَعَدَّى حُدُودَ اللَّهِ فِيهِن ،
بَلْ أَضْبُطُ مَا أَقُولُهُ وَأَفْعَلُهُ ، وَأَزِنُهُ بِمِيزَانِ الْعَدْلِ ،
وَأَجْعَلُهُ مُؤْتَمًّا بِالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ
وَجَعَلَهُ هُدًى لِلنَّاسِ حَاكِمًا فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ]
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ }
[ البقرة : 213 ]
وَقَالَ تَعَالَى :
{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ }
[ النساء : 59 ]
وَقَالَ تَعَالَى :
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ
وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }
[ الحديد : 25 ]
وَذَلِكَ أَنَّك مَا جَزَيْت مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيك بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ :
{ إنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ }
[ النحل : 128 ]
ومن الأدب مع المخالفين :
أن يتورع المسلم عن لمزه أو الإساءة إليه بأي صورة مِن الصور ،
ولا سيما إن كان ذلك يجره إلى التقول عليه بغير علم ،
أو رميه بما ليس فيه ،
فإن صفة المؤمنين هي أن ينزهوا أنفسهم عن الصيد في الماء العكر ،
واستغلال الفرص للإساءة للمخالفين .
ويأتينا الدرس هنا مِن النساء
وقد اعتدنا في دنيا النساء على التخليط وترديد الإشاعات ،
والنيل مِن المخالفات عن طريق الغيبة ، والوقوع في الأعراض ،
لكن هذا المثل السامق يكشف لنا عن طيب معدن المرأة المسلمة
في موقف زينب بنت جحش - رضي الله عنها -
مِن محنة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -
الطاهرة المبرأة لما قيل في حقها ما هي بريئة منه ، وكانت محنة للجميع ،
فها هي ذي عائشة الطيبة الطاهرة تُرمى في أعز ما تعتز به ،
ترمى في شرفها ، وهي ابنة الصديق الناشئة في العش الطاهر الرفيع ،
وترمى في وفائها ، وهي الحبيبة المدللة القريبة مِن ذلك القلب الكبير ،
ثم ترمى في إيمانها ، وهي المسلمة الناشئة في حجر الإسلام ،
من أول يوم تفتحت عيناها فيه على الحياة ،
وهي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ها هي ذي ترمى ، وهي بريئة غافلة ، لا تحتاط لشيء ،
ولا تتوقع شيئًا ؛ فلا تجد ما يبرئها إلا أن ترجو في جناب الله ،
وتترقب أن يرى رسول الله رؤيا تبرئها مما رميت به ، ولكن الوحي يتلبث ـ
لحكمة يريدها الله ـ شهرًا كاملاً ، وهي في مثل هذا العذاب .
ولقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم في شأنها قبل نزول القرآن ببراءتها ،
فكان ممن سألهم : زوجه السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها ،
فماذا كان ردها ؟.
قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها :
( وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َسْأَلُ زَيْنَبَ بْنَت جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي ,
فَقَالَ لزَيْنَبُ : مَاذَا عَلِمْتِ , أَوْ رَأَيْتِ ؟.
فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي , وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلا خَيْرًا.
قَالَتْ عَائِشَة ُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي
مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ )
[ متفق عليه ]
وهكذا المؤمنون في غيرتهم أو خلافاتهم قوم أطهار يطلبون المعاذير ،
ويبعدون عن أنفسهم قول السوء وظن السوء ،
ويدركون حجم الأذى الذي قد تمثله كلمة في غير موضعها ،
ولذا قيل : إن المؤمن لسانه من وراء قلبه ، إن تكلم بكلمة مرت على قلبه ،
فإن أنكرها ؛ تورع عنها ، وإن أقرها ؛ تكلم بها ،
والمنافق عكس ذلك يسعى بالسوء ويحب الإساءة .
وهذا ما وصفه الله – تعالى -
متوعدًا أولئك الذين يرمون الناس بما ليس فيهم فقال :
{ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }
[ النساء : 112 ]